طقوس انتظار
الطقسُ الأوّل
وَبِي أَلفٌ مِنَ الأصوَاتِ تَحْكِي،
وَألسِنَةٌ لأفكَارٍ عَدِيدَه
كما طفلٍ أبعثرُها وأمضي
وأَترُكُ للزَّمَانِ بِأَنْ
يُعِيدَ عَليَّ تَرتِيبَ القَصِيدَه
وَآلَمَنِي؛ وَأَبْحَث ُعَنكَ كُلُّ الكَونِ
آلَمَنِي الصَّدِيقُ
كَما العَدُوُّ
وَآلَمَتنِي النّفسُ فِي شَوْقٍ
وَحَرّقَنِي الحَنِينُ
عَلى تَشتِيتِنَا أَرْخَى وَعِيْدَهْ
وَأنْتَ هُنَاكَ مُرْتَهَنٌ،،
"بِـ خَيْطِ الغَيْبِ"
تَتْرُكُنِي مُمَزّقَةً
وَأبْحَثُ عَنْ صَدَى صَوْتٍ
سَيُشْبِهُ صَوْتَنَا يَوْمَاً،،
وَعَنْ وَجْهٍ طُفُولِيٍّ يُحَاكِينَا
يُحَاوِرُنَا، وَيَسْقِيْنَا جَدِيْدَه
وَمَنْ يَسْطِيعُ أَنْ يُدْنِيْكَ
يَا قَمَراً أَضَاءَ دَمِي
وَقَاعَ مُحِيطِ أَحْلامِي،،
وَوَارَى عَنْ عُيُونِي خَيْبَةً طَالَتْ،،
وَأَحْيَانِي
؛لِكَي أَحْيَا
أفتِّشُ عَنْهُ
كُلَّ فُصُولِ أَيّامِي الوَئِيْدَه
طقسٌ مجهول
وَلِلْأَسْرَارِ طَقْسُ أَوَاخِرِ الأَحْزَانِ
وَشْوَشَةُ السُّطُورِ
وَظِلُّ أَوْرَاق ٍ
لَهَا رَأسُ التفكّرِ
فَارَقَتْ فِي الأَمْرِ جِيْدَه
لَهَا فِي الرُّوحِ أَشْرِعَةٌ،،
وَإِبْحَارٌ،،
وَأَسْفَارٌ بَعِيْدَه
وَلِلْأَسْرَارِ مَائِدَةُ الصَّبَاحِ،،
.
.
وَفِي المَسَاءِ المُرِّ
مُتّكَأٌ،،
وَأَغْطِيَةٌ عَدِيْدَه
وَلِلْغُرَبَاءِ عُنْوَانُ
وَلِلْمَذْبُوحِ شِرْيَانُ
وَلِلْمَطْرُوقِ مِطْرَقَةٌ وَسِنْدَانُ
وِ"لِلْحِيطَانِ آذَانُ"
وَلِلْحَرْفِ امْتِدَادُ البَرْدِ فِي شِرْيَانِ أَيَّامِي،
لِمَحْبَرَتِي غَزِيْرُ الدَّمْعِ
يَعْزِفُ فَوْقَ أوْرَاقِي نَشِيْدَه
الطقس بعدَ الأخِير
قَلْبِي
وَفِيْهِ كَمِا اشْتِيَاقُ الأُمِّ
ضَمّةَ طِفْلِهَا بَعْدَ الغِيَابْ
بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَلْفُ بَابْ
وَطُلُوْلُ نَافِذَةٍ وَحِيْدَه
وَالرِّيْحُ تَصْفَعُنِي عَلَى خَدِّ انْتِظَارِيَ:
يَا عَنِيْدَةُ، يَا عَنِيدَةُ، يَا عَنِيْدَه
فَانْظُرْ لِهَاتِيْكَ السِّنِينِ
تَمُرُّ مِثْلَ سَحَابَةٍ
فِي لَيْلِ كَانُوْنَ الحَزِيْنْ
ظَمَأٌ بِنَا
نَحْنُ الّذِيْنَ عَلى الطَّرِيْقِ
تأخّرَتْ عَنَّا الطَّرِيقْ
وَلَا نُطِيقْ
فِي الرُّوْحِ يَشْتَعِلُ الحَرِيقْ
وَيَحُزُّ مِثْل النَّصْلِ
ذَاكَ الشَّوْقُ لِلنَّفْسِ البَعِيْدَه
.
* ملحوظة: الغرابة الموسيقيّة في بعض الطّقوس مقصودة.
..