أختي الشاعرة الأصيلة ربيحة الرفاعي: دعيني أقول أولا : إنك أثرت هنا قضية نقدية هامة جدا، في قالب إبداعي متميز، هو رسالة وموقف قبل أن يكون وسيلة للتعبير، إنها قضية القديم والحديث، أو الأصالة والمعاصرة، أو التجديد في الشعر العربي، وكلها تسميات تكاد تلتقي عند مفهوم واحد، ولن أخوض الآن في هذا السجال النقدي الذي يبدو أنه لن يبرح مكانه، بحكم هذه الفوضى التي يشهدها فضاء الشعر العربي، وأنا شخصيا أسجل تحفظي مما يسمى بقصيدة النثر أو الشعر المنثور..، وإن كنت أتذوق نماذج معينة من الشعر التفعيلي وأنظم نصوصا بهذا النمط، ورغم ذلك أحس بأن القصيدة العمودية أو الخليلية أو التقليدية لا تزال تحتل الحيز الأكبر في الوعي الشعري العربي، نظرا لأنها ترسخت في الذهن على مدى قرون عديدة. ولهذا تستحق منك هذا الجهد البهي للدفاع عنها.
وأقول أخيرا إنك أبدعت وأمتعت وأطربت وأقنعت وعبرت عن موقفك النقدي والإبداعي بطريقة جميلة ورائعة.
تقبلي مني خالص الود والتقدير.