همسـات امـرأة -3-
اغتيال ذكرى
الهمسة الأولى
كنا صغيرين
خطونا
كفانا متعانقان
حملنا دميتين
ياسين و ياسمين
لعبنا على شاطئ البحر
رسمنا قصوراً من رمال
و حلمنا...
الهمسة الثانية
كبرنا قليلاً
مشينا معاً
في اتجاه المدرسة
تتفرس عيناي في الأرض خجلاً
و يداي تعانقان كتبي
" مريلتي بيضاء طاهرة كروحي "
هكذا كنت تقول لي
الهمسة الثالثة
كبرنا
و افترقنا
و مشى كل منا في طريق
و بقيت الذاكرة
تغني قصائد عشق طفولي
الهمسة الرابعة
مرت السنيـن
و التقيتك
" لا زلت كما أنتِ "
قلت لي
" طفلة بريئة
تزرع البسمات على شفاه الأسى "
الهمسة الخامسة
عانقت كفاك يدي
تدنسان طهارتهما
عبثت يداك بشعري
تقتل عذريته
فصارت كل الأحلام رماداً
الهمسة السادسة
" طفلتي الجميلة
ما غيرت فيك السنون شيئاً
ما بدلت فيك الخطوب شيئاً"
همست لي
الهمسة السابعة
أجل
سيدي
لا زلت كما أنا
لكنك أنتَ صرت آخراً
الهمسة الثامنة
و احترقت ذكريات الطفولة
بنار الألم
و قتلت الأحلام البريئة
بخنجر الغدر
و ولدت الحقيقة قاسية
كَـوَجَعي
الهمسة التاسعة
ليلاً
في حديقة بيتي
و نور القمر يغازل حزني
و تحت شجرة السرو العتيقة
حيث نقشت اسمك و اسمي
دفنت
ياسمين و ياسين
و بكيت
عايدة عبد الله