أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: 2 + 2 = 5

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 167
    المواضيع : 94
    الردود : 167
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي 2 + 2 = 5


    2 + 2 = 5

    قصة: نبيل عودة
    يبدو ان المنطق الرياضي الذي يقول إن 2 + 2 = 4 لم يعد صحيحا فلسفيا .
    أستاذ الفلسفة، الدكتور سمير، يقول إن هذا تركيب مصطنع، و يحتاج فلسفيا إلى براهين، والأغلب انه خطأ متداول .
    أستاذ الرياضيات، البروفسور صالح، يصرّ أن 2 + 2 ، بجمعهما المنطقي ، نتيجتهما أربعة، وهو سؤال رياضي بسيط وأولي، ومن بديهيات الحساب الرياضي.
    الدكتور سمير أعمل فكره، فأجاب معترضا :
    - ماذا تقصد بالرقم 4، هل هو مجرد الجمع بين عددين أصغر منه، أم له تفسير فلسفي آخر؟ وكيف توصلنا الى أربعة ؟ أليست هذه رؤية مسبقة منغلقة لا تريد ان تعترف بما يعارضها؟ إن حقيقة كل ادعاء تفحص بحسب نتائجها . وهل يخفى اننا نختار الحقيقة بحسب ما تُحدثه من تغيير؟ فهل من حقيقة ذات تأثير تُلزم التغيير في المسألة البسيطة التي تدعيها من النتيجة 4 من جمع 2 + 2 ؟ مثلا نحن نقول ان قانون الجاذبية لنيوتن صحيح، ليس لأنه مطابق لما يحصل حقا، وإنما لأنه ثبت أنه قابل للاستعمال لتوقع تصرف عنصرين مع بعضهما في حالات متعددة ومختلفة. مثلا، انا على ثقة أن التفاح يسقط الى الأسفل حتى من شجرة تفاح في مكة. وعلى رأس أي سعودي جالس تحتها، بغض النظر اذا كان أميرا أو فقيرا ، عالما مفتيا أو جاهلا، وليس في لندن فقط، حيث سقطت التفاحة على رأس نيوتن .
    بروفسور صالح ضحك من هذا التفسير المعقد :
    - انتم الفلاسفة جعلتم عالمنا أكثر صعوبة على الناس. تشغلون عقولكم بأوهام، وتصعّبون على الناس فهم حياتهم، وتسهيل معاملاتهم. تخيل لو ذهب الى البنك مئة الف شخص يصرون أن 2 + 2 = 5 . سيتعطل العمل وتتوقف المصالح . هل تفهم أن فلسفتك ستجعل عالمنا مبهما وغيبيا؛ لا شيء مؤكدا فيه ؟ لنفرض انك اشتريت بدولارين من البقال، وبدولارين من دكان الخضرة، فما مجموع ما صرفته في الدكانين ؟
    - خمسة، أجاب دكتور سمير بلا تردد، وأضاف: أنت تتجاهل اشارة الزائد . ألا قيمة للإشارة؟ لماذا نستعملها اذن ؟
    - لنفترض انها ناقص، لا زائد ؟
    - الجواب في هذه الحالة صفر ، لأن الناقص ينفي ولا يضيف.
    - ما هذه ؟ فلسفة جديدة ؟
    - أبدا، نحن نتعلم في الفلسفة ان نصلح عالمنا، وأن نفسره، وان نشكل رؤيتنا الخاصة حوله. لماذا رؤيتكم صحيحة، ورؤية استرالي أصلي يعيش في الغابات الاسترالية غير صحيحة؟
    - ما دخل الأسترالي في الحساب؟
    - سؤال جيد. قمنا قبل سنة بزيارة لأستراليا. وصلنا الى احدى الغابات التي تسكنها قبيلة من السكان الأصليين . بعيدون عن الحضارة .. بعيدون عن كل ما يمت بصلة للمجتمع المدني. ومع ذلك حياتهم منظمة وواجباتهم محددة. كل يعرف ما عليه وأين هي حدوده ، لا أحد يتجاوز حدوده . مجتمع آمن .. بلا مشاكل الحضارة ومتطلباتها .. لا يعرفون المدارس ... ولا الحواسيب . أجريت اختبارا حسابيا لأحدهم. كان سؤالي هو نفس سؤال الخلاف بيننا . كم هو مجموع 2 + 2. لم يجبْ. طلب الإذن. ذهب وعاد بحبلين. عقد في الحبل الأول عقدتين وأشار باصبعيه إلى الرقم 2، ثم عقد عقدتين في الحبل الثاني، وأشار مرة أخرى بأصبعية إلى الرقم 2، وأخيرا عقد عقدة تجمع بين الحبلين، وعدّ العقد فكانت خمس عقد ، فأجاب أن 2 + 2 = 5.
    فكيف يمكن أن أقنعه أنها تساوي أربعة؟ والآن بامكانك يا زميلي العزيز بروفسور صالح، أن تقول إن الجواب هو نتيجة عملية لتطور المجتمع . او العقل البشري، وان الجمع لا يتعلق بقوانين الرياضيات، بل بقوانين
    الحياة التي يعيشها الانسان .
    - فلسفة .. من حظ العالم أن الفلاسفة لا يصلون إلى السلطة . ناقش جاهلا، ولا تناقش فيلسوفا !!

  2. #2
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    حواراً ممتعاً كان بين هذا العالم وذاك العالم
    الفلسفة ممتعة بقدر ما هي معقدة ، وتيمة التشكيك في كل شيء هي اساس في اي فلسفة ، هي مرادف للوجودية الديكارتية
    هناك تيمة التشكيك بالنفس ، وبالعالم المحيط ، هل أنا أنا حقاً ، وهل صاحبي هو صاحبي ؟
    الأجمل ان مادية الغرب وفلسفتهم الزائدة قادتهم للشعور بوجود الله رغماً عنهم
    هناك رواية حديثة تحولت الى فيلم ، البطل يكتشف فجأة أن من حوله هم موظفون في الادارة العليا (في اشارة للملائكة )
    ومهمتهم هي التأكد من سيره حسب الخطة ( القدر ، مسير في الخطة العامة وليس مخيراً )
    وأن من يضع هذه الخطط هو المدير ( في اشارة الى الخالق عز وجل )
    عذراً لجنوحي قليلاً عن مسار قصتك
    تقبل تحيتي
    أموتُ أقاومْ

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 167
    المواضيع : 94
    الردود : 167
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    أخي العزيز لا قيود على التفكير .. والتعقيب على قصة ما هو استرسال فكري حر من التقيد بالنص .. انت طرحت مسائل تهم الفكر الانساني ، ولكني اعارضك بأن الاتجاه الأوروبي المادي لم يقد للعودة للإيمان ، العكس هو الصحيح . هناك 25% يعلنون الحادهم رسميا، ونسبة كبيرة غير ملتزمة الا بشكل سطحي تماما...والنتيجة ان اوروبا تتميز بنسبة مرتفعة جدا من غير المتدينين ، رغم ايمانهم الشكلي بالخالق ، وممارساتهم بعيدة عن الايمان تماما . وهذا ابتدأ منذ عصر الرينيسانس، ويجب ان لاننسى ان الانقلاب الديني الذي أحدثه مارتن لوثر ، بانشائه الكنيسة اللوثرية، أضعف النهج الايماني المسيحي وربطة بالصناعة الرأسمالية وثورة العلوم. لذلك تعرف كنيسته( اللوثرية - البروتستانتية) بأنها كنيسة عصر البرجوازية . لدرجة ان فيلسوفا لاهوتيا ، وعالما فيزيائيا بارزا بنفس الوقت مثل بليز باسكال، قال ان الايمان بالله هو مقامرة. لأنه اذا آمنا بوجوده وتبين انه غير موجود ، الخسارة لن تكون كبيرة، ولكن اذا لم نؤمن بوجوده وتبين انه موجود ، عندها الخسارة ستكون كبيرة جدا بحيث نخسر ملكوت الله .لذلك قال باسكال انه يختار الايمان بالله ، ويعتبر من أبرز الفلاسفة اللاهوتيين. انا اعتبر ايمانه شكليا.وهذا نهج سائد في اوروبا... ويعرف الايمان حتى اليوم في الدراسات الأكاديمية في اوروبا ب "المقامرة الباسكالية"، وقد كتبت قصة عن هذا الموضوع ، ولكني أمتنع عن نشرها، وعن نشر الكثير من قصصي في هذا المنتدى ، بعد ان لاحظت ضيق مساحة التعبير عن الرأي في قضايا تحمل اشارة دينية ولو كون الاشارة مجرد تعبير ، لدرجة ان أي اشارة بسيطة دينية تجر تعليقات لا اود مواجهتها لانها لن تخدم أي موضوع فكري او ثقافي ، وانا لست مستعدا لنقاشات تضعني في خانة يلصقها بي المحاور خطأ ودون فهم منطلقات ومحركات نقاشي وطروحاتي.
    وهذه احدى نقاط انتقادي للمجتمعات العربية،استمرار تضييق مساحة الحوار ، والويل لمن يورد كلمة لا تقع حسنا على آذان البعض.يصبح هو القاضي والسياف !!

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي


    إنها الفلسفة !!

    أعجبتني القصة ، و تساءلْتُ :-
    لمَ لا يكون مجموع أي رقمين متشابهين (الأثنين مثلاً) يساوي الشكل الدائرة ، و يساوي السكون؟
    مجرد فكرة و تساؤل



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة


    وقد كتبت قصة عن هذا الموضوع ، ولكني أمتنع عن نشرها، وعن نشر الكثير من قصصي في هذا المنتدى ، بعد ان لاحظت ضيق مساحة التعبير عن الرأي في قضايا تحمل اشارة دينية ولو كون الاشارة مجرد تعبير ، لدرجة ان أي اشارة بسيطة دينية تجر تعليقات لا اود مواجهتها لانها لن تخدم أي موضوع فكري او ثقافي
    أحياناً كثيرة تكون التعليقات مفيدة ، و أحياناً أخرى -فيما ندر- تكون غير ذلك ،
    أما عن حرية التعبير و الرأي ، فأعتقد أنها مكفولة هنا مع الاتزام بالضوابط/الثوابت التي كفلتها الشرائع و المواثيق في هذا الشان

    و كما تعرف أكثر مني يا أخي المبدع نبيل عوده أن هناك الحرية المسئولة ، و خصوصاً إذا تناول مبدعٌ ما أيّ ثوابت عقدية ، و لو حتى كان هذا التناول مجرد تعبير يحمل بين طياته "إشارة دينية" ..

    العمل الإبداعي يحتمل تعدد الرؤى ، و العامل النفسي للمتلقي يلعب دوره في تفسير و توجيه ذلك العمل ، فما بالُ أخي إذا كان هذا العمل الإبداعي يحمل إشارات دينية ، و تعددت الرؤى حوله .. أليس من المتوقع أن تكون إحدى هذه الرؤى تخالف ثوابت العقيدة؟

    و لذلك كان علينا الحذر من الوقوع في مثل هذه الشبهة .. ، و لا يعني الحذر/المسئولية "ضيق مساحة التعبير عن الرأي"

    أعلم أخي أنك لا تحاول تجاهل ما هو موجود ، و إن كنتَ أنت بعيداً عنه أو ابتعدتَ عنه مثل "الفكر الشيوعي" ، و إن كن الأمر كذلك ، فإنني أرى أنه لا ينبغي تجاهل نتيجة أي توجيه لقراءة العمل الإبداعي
    و عذراً للإطالة ، و لكن الموضوع في إشكالية ، و أحسبُ أن نشر النصوص و عدم نشرها أو حتى إلغائها يكون الدافع في مثل هذه الحالة هو الإيمان وحده ، و ليس خشية التعليقات ، أو منطلقاً من "دع ما يُريبك إلى ما لا يُريبك"


    تحياتي لك و تقديري

    عرفْتُ طعْمَ الندى بالصومِ مُرْتَجَلاً .... و النورُ منطقةٌ أرنو إلى فيها

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 167
    المواضيع : 94
    الردود : 167
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اطالتك جميلة من الشاعر والناقد محمد شحات محمد
    ما أقصده ان التعبير القصصي، او الفكري الثقافي، لا يمكن ان يكون بعيدا عن معترك الحياة بكل ايجابياتها وسيئاتها ، والذي لاحظته ان أي طرح يرد فيه ذكر الله يولد ردود فعل غير عادية ، وشطب جمل او التهديد بالشطب، وهذا لاأقبله لأني لا انطلق من مواقف تحريضية، انما ارى ان عدم فهم ان العمل القصصي او الفكري هو تعبير عن واقع لا موانع فيه، ونحن ككتاب نخون قلمنا اذا تجاهلنا واقعنا، فكرنا، صراعاتنا، اختلافاتنا ، وتعدد الرؤية وتنوعها.لايمكن ان يطلب من شخص ان يكون نسخة طبق الأصل من الآخرين .لا احد وكيل لأي ذات عليا على الناس.والظن ان رأيي هو الصحيح هذا وهم بالغ الخطورة.
    الموضوع الثاني،الفكر الشيوعي انتج ابرز المثقفين العرب داخل اسرائيل.. وكل شعراء وادباء المقاومة على الاطلاق.. وكل البارزين من الكتاب والصحفيين.. وكل المفكرين المتميزين. والخلاف تطور على قاعدة الجمود العقائدي والتمسك بمقولات فكرية لم تعد تتلاءم مع واقعنا لدرجة اني بت أشعر ان الطروحات الشيوعية اليوم لا تختلف عن سنوات الثلاثين والأربعين من القرن الماضي.
    بل وحول بعضهم الماركسية الى شبه دين,, وهذه جريمة بحق ماركس نفسه، وبحق فلسفته. لا يوجد فيلسوف يملك الحقيقة بدون منازع. هذا وهم قاتل. كل انسان يظن ان ما لا يتلاءم مع تفكيره هو تجاوز .. هذه آفة مرضية تنخر بمجتمعنا وبفكرنا.
    بالطبع انا لا أتكلم عن التشهير والذم والتحريض ..بل عن الطرح الفكري، وحق استعمال كل التعابير التي تملأ حياتنا..