قال الشّيخُ عبدُ الفتّاح أبو غدّةَ في كتابه المعطار (( صفحات من صبر العلماء)) :
((وإذا صادفَ أنّك ألّفتَ كتاباً ، أو كتبتَ بحثاً ، أو حقّقتَ مسألةً ، فلا تَظُننَّ بنفسِكَ أنّكَ بدءُ تاريخها ، وأبو عُذريتها ، ونابطُ وجودها ، فهذا الّذي منّ اللهُ عليكَ به – إن كانَ كما رأيتَه صوابا سديدًا - قد استَنَدْتَ فيه إلى جُهُودِ الأوّلينَ ، وإلى نبوغهم وتفانيهم في العلمِ ، جمعاً وتنصيقاً ، وضبطاً وتحقيقاً ، فلولاهم ما كنتَ شيئا ما ، وهم بعلمِهم وفضلِهم وصبرِهم وآثارِهم : راشُوا جناحيْكَ ، وبصّرُوا عينيْكَ ، وفتحُوا أذُنَيْكَ ، وسدّدُوا عقلَك وفهمَكَ ، فأنتَ حسنَةٌ من حسناتهم شعرت أو لم تَشعُر...فحذار أن تتعالى على المتقدّمين فيما تكتب – ناسخا ماسخا مُختَلسا – مُؤلّفاً ، وترى نفسك أنّك أتيتَ بشيء فاتَ الأوائلُ ولم تستطعه الأواخرُ ، فلا تَنزل ( نا ) و ( نحنُ ) من لسانك وقلمك وذهنك ، فتُصاب بمرض نون الجماعة ، كما هي حال من ترى من زعانف الفارغين وطحالب التافهين المتعالمين )) اهـ
نقل هذه الفائدة ربيع بنُ المدني السملالي من كتاب صفحات من صبر العلماء ص 386 طبعة دار البشائر بيروت