أنــا الظمــآنُ السـقيمُ الـــذى
بـمــاءِ البحرِ أُروى وأُنــقــعُ
أحتسـى الحرمانَ بِزىِ تَجَمُلٍ
وحُـبـى مــــات ولا يــرجــع
ذِيــعَ البـيانُ بمــوتِ فــؤادى
وأنـــا الـعـلـيــلُ ولا أسـمـع
فـالبحرُ عندى كـوبُ مـــــاءٍ
وعـشـقىَّ سـيـفٌ لا يــقـطــع
شمــوسُ أمانٍ أنارت سمائى
ومــازلت بـالـنـور لا أقــنــع
وسكبُ حنانٍ أفـاض حياتــى
ورعبُ النمـو يصيحُ ويدفــع
فحارت قلوباً وكشفت عيوباً
لحـبٍ سجينٍ يـأنُّ ويخضـع
ركضَ وراء السرابِ ليــالٍ
فصار الظلامُ يُخيفُ ويٌـفـزِعُ
كميتٍ.بين السطور عـظـامهُ
ووقّـعُ الحروف نـِعالٌ تقـرعُ
وحائـرٌ بين الدروبِ طـريـقُهُ
وخُطاه بالشكِ المريبِ تُقطـّعًُ
فـيا سـائرٌ بـغـيــوم شـكــــك
أمـا كـفـاكَ مـذلـةٌ وتــضرع؟
فيك الـظـنون توغلت وتمكنت
وصُراخ نـفسِك بـالأنين تُصدّعُ
ولك العيون تغامزت وتهامزت
وتجملت فـيك المساوء تخــدع
فاظفر بنفـسك فى شموخٍ إنهـا
كـلّـــت تَـــغـــَرُبٌ وتــصــنـُع
إن الـحيـاةَ روايــةٌ مختـــومـةٌ
فيها الفصول تأرجحٌ وتزعزع
فعلامَ النفس تُضنيها وتذبحُها؟
والعمر يمضى خِلسةً وتَـسَـرُّع
وإلـــى مــن فــؤادك بـالــهـوى
تدنـو وتشكو بالخضوع وتدمـع؟
فلا الـحبيـب بعشقــك شــاعــرٌ
ولا الأوطــان بــذُلـهـا تتـرفّــع
والـــمــــدُ إن طــال بــعُـمـره
يأتـيـهِ جــزراً ساحباً فــيـــُودّعُ