تتعاظمُ جبالُ الغيوم ,,وتسودُّ في سمائك أحياناً .
تشتدُّ عتمةِ الأيّام, حتى لم تعدْ ترى أصابعك .
تكتئبُ النَّفسُ, وتذوي, وتنطوي على نفسها انطواءَ كتابٍ قديم, أصبحت حروفُه مع التقادمِ طلاسمَ غير مفهومة.
تحتارُ الحدقاتُ وتتعب,, وهي تبحثُ عن ذرَّةِ نورٍ بعيدةٍ,, ولا تجدها!
تذبلُ اليدان, وهي تتلمسُ طريقَها في ظلمةِ الدروب .
وتظنُّ أيها الإنسانُ أنَّ الموتَ هو المنقذُ الوحيد .
وفجأةً
تُذهل ,عندما يملأُ وميضُ البرقِ آفاقَ عمرك !!
وتتعجَّب, عندما تنفرطُ جبالُ الغيوم أمطاراً عذبة, تملأُ الغديرَ والجداولَ, وتربةَ نفسِك الجافَّةِ العطشى .
وتستغرب, كيف يأتي النسيمُ ويفتحُ الكتابَ, وتُضاءُ صفحاتُه بقدرةِ قادر .
فلا تنذهل ,ولا تتعجَّب ,ولا تستغرب!.
فالحياةُ تدورُ بلا توقُّف .
واليوم, دورُ غيرك ليتحمَّل اليباسَ والكآبةَ,, والظُلمة
سبحانَ الله
***
كلَّما سبرتُ أعماقَ التَّاريخ ,وكلَّما اكتشفتُ أسرارَه وكشفتُ عن وجههِ الغارق بالدم .
يصيبُني الهلع !!
إذ لا أرى فرقاً كبيراً بين الإنسان الذي حباهُ الله بكلِّ هذا العقل الخارق, وكلِّ هذه المشاعر الرقيقة ; وبين غابةٍ يعيشُ فيها مفترسون, متوحِّشون ,دموِّيون بفعل غريزة بدائيِّةٍ لا تتطورُ أبداً.
((القتل من أجل البقاء)) هو شعارُها .
لكنَّ الإنسان قد تطوَّر كثيراً جداً مذ خرجَ يزحفُ من الكهوفِ إلى السُّهول إلى الجبال إلى القمم.
فلماذا يقتلُ بعضَهُ البعض تحتَ مسمياتٍ شتى لا تنتهي أبداً ؟
هل ذلك من أجلِ البقاء ؟؟وهو القادر على أكلِ القموحِ والأثمار والخضروات ,والتي يمكنهُ استنباتها بنفسه! .
وهو الذي حلَّل له الله أكلَ الطيِّبِ الطَّاهر من لحوم الطير والماشيةِ والأسماك !.
إنَّه ليسَ الجوعُ إذن !!
على على كل حال, هو ليس دائماً الجوع.
بل هو الشعورُ بالعظمةِ, والتفوُّق, والقوةِ, والغلبة .
الإنسان ,,هذا المخلوق الرقيق الذي أمره الله أن يعيشَ في الأرض سعيداً ,
هو من أتعس المخلوقات ,وأشدَّها بلاء .
ماذا لو كان الناسُ جميعاً عائلةً متضامنة,,؟
يحنُو عليها ويضمُّها جناحُ الإنسانيَّة ؟؟
***
أكذب,, لو قلتُ أنَّني لا أحبُّ ظلِّي !!
فأنا أحبُّ ظلِّي كثيراً .
وأحبُّ أن أراهُ متموجاً أمامي ,
يسابقُني, لو أسرعت ,
ويجاريني, لو مشيتُ الهوينا ,
ويتوقف ,عندما أتوقف .
ولكنّني ,,أبداً لا أتمنَّى أن تظلُّ الشَّمسُ ساطعةً خلفي, أو فوقي, أو أمامي
لأظلّ أنا أحبّ ظلِّي,,
ولأظلّ سعيدةً بوجوده, أتغنّى بكماله ,
فهناك الكثيرُ ممن ينتظرون غيابَ الشَّمس
بفائقِِ الصَّبر .
***
ماسة