أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: بحيرة البجع

  1. #1
    الصورة الرمزية دينا نبيل أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2011
    الدولة : مصر
    المشاركات : 117
    المواضيع : 19
    الردود : 117
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي بحيرة البجع

    بُحَيرة البجع



    تصافحوا .. تعانقوا وتضاحكوا .. ووعدوه بتكرار الزيارة بعد يومين وانحنى أحدهم عليه يهمس في أذنه " ... ابحث عنها !!"

    أطرق قليلا وفتر ثغره عن ابتسامة مستحية ووعد بالتفكير في الموضوع بجدية هذه المرة.

    وافترق عنه الجمع في صخب كبير يلوحون بقَنان العصير تسافر وراءهم أصداؤهم يضج بها الهواء فيبترها ويبعثرها في الأرجاء ، هبت نسمات عليلة حاملة نشوة إلى صدره مع ضوعة طيوب ليلكي .. إنها ليلة مقمرة لا تأتي في الشهر إلا مرة واحدة .. لن يرى الحديقة في حليها اللماع هذا إلا مرة واحدة فليتحامل على نفسه إذن وليقاوم دبيب نعاس طفق يغشى جفنيه وليمزجه بذلك المنظر اللجيني الأفيح.
    لكنّ العبير يتبدد خلف الأزهار بين مويجات الهواء المتلاحقة .. لم شعاع القمر النقي بانسكاب صار يهرق في كل اتجاه .. شئ ما يمر .. شئ ما يحلق!!

    رفع رأسه إلى السماء تدور عيناه فيها تقلب قطعها السوداء ونجيماتها المتلألئة كل شئ كما هو ، لكن القمر يروح ويجئ إنها أطيار ترفرف فتحجب القمروضوءه بأجنحتها الكبيرة .. يخدعه ضوء القمر ، يستثير عطفه باقتدار فيهيأ له أنها الغربان العملاقة قد غمرت هذا الجزء من البسيطة في ليلته الموعودة المأذون لها بالانعتاق بعد طول الغياب !

    انتشت في نفسه رغبة الثأر لذلك القمر الذي تعكر لُجّه اللؤلؤي ، وضع أنامله على ثغره كمن لاحت له فكرة شيطانية يخشى من لسانه بها بوحا ؛ أن يذهب لإحضار قوسه وليقم ببعض الصيد فلا ضير من تلويث سهامه بالقليل من الدماء وسيعطي الطير المطعون حتما للكلاب الضالة لتأكله أو يرميه في النهر الكبير كي تتغذى عليه الأسماك !

    اتجه نحو القصر ليجلب القوس ، لكن سيفوته سرب الأطيار قبل الوصول إلى منتصف بهوه حتى! .. أسرع نحو شرفته التي تسفلها شجرة السنديان ..أمسك بأغصانها وفروعها وراح يتسلقها متوجسا من زلة قدمه أو انفلاتة قبضته ... حتى تمكن من الوصول إلى الشرفة .." أين القوس .. القوس ؟ ... هاهي!!"

    عاد أدراجه تارة ينظر إلى الفروع وأخرى يرمق السرب من بعيد .. أخذ يقفز تتقافز معه حبات السنديان تملأ الأرض تغطي العشب يدوسها ويعدو ويتعثر ، فيحمل قوسه ويعدو ...رأسه إلى السماء تتعلق عيناه بسرب الأطيار .." ترى أين وجهته ؟!" .. إنه يبتعد عن حدود الحديقة .. عن حدود القصر يتجه نحو مكان ضبابي تعلوه الزرقة والبياض...
    مصوبا قوسه إلى الأمام .. تتحسس قدماه العشب داكن الخضار .. يدوسه فيداهم حسيسه أذنيه يضطرب فيرمقه بومضة ثم يرفقها بواحدة نحو ذلك المكان الغابي.

    غابة ضبابية يسربلها إزار قمري مفضض تتوسطها صفصافة عملاقة قد نمت أغصانها وغطتها أوراقها حتى بدت كامرأة فارعة ضخمة البنية يخر شعرها من مفرق رأسها يغطي وجهها وجسمها ملامسا الأرض يحركه هبوب الريح بثقل شديد، فيتحرك بكبرياء شجي كأنما يبكي شعرها وتبكي هي من رأسها !..
    فطرف شعرها مغيب في بحيرة شفيفة كما لو كانت من انهمال دموعها .. بحيرة داكنة قد ترقرق على صفحتها إبريق لجيني يتراقص على مويجات الماء ويتماوج دون أن يفارق بقعته ..
    ... ترجرج وغاب الإبريق في الماء إثر ارتطام أرجل الأطيار بها ... واقفا يرتقب خلف احدى الشجيرات .." ليسوا غربان .. إنما .. بجع!"

    تراصت أسراب البجع حول البحيرة أخذت في رفيف فضي تتثنى وتنفرد حتى استوت معتدلة .. تتفتح منها أجساد أنثوية ممشوقة تماوج بأذرعها تختال كعرائس ثلجية تلفهن سلاسل القمر حتى بدت أجسادا نورانية غضة يحيط خصورهن تنانير بيضاء براقة تتهادى طياتها كلما خطرن على أطراف أصابعهن حتى التففن حول بعضهن ووقفن حول البحيرة قد شرعن أذرعهن إلى أعلى وشبكنها وملن بجذوعهن إلى الأمام نحو البحيرة ..

    منبهر .. مضطرب .. لا يدري ، لكن كمن مسه طيف من جان أخذ يجره من رقبته قد سحر بأصواتهن المنبهمة تعزف ترنيمة " كلارينيت " بجعي فتسحبه نحو البحيرة .. يقترب منهن وهن لا يتحركن كأنهن تماثيل الشمع اللماعة .. ولما اقترب أكثر وجدهن مجتمعات حول عروس أخرى متلملمة على نفسها منثنية تمسك قدميها بكفيها
    أحست بدنوه منها فارتعدت فرائصها واستوت قائمة مسرعة ترتجف ذراعاها وتتموج كما لو كانت ترفرف بجناحيها .. تقف على أطراف أصابعها ترتعش ساقاها من الخوف تزيغ عيناها وتشير إلى قوسه التي بيده .. انتبه اليها فقد كان نسيها تماما

    -- " اعتذر منك .. سألقيها بعيدا !"

    بتوجس دنا منها ولحظ تاجا على رأسها ، أدرك أنها أميرة هؤلاء العرائس فانحنى إليها

    -- " من أنت ؟ ... وكيف أنتن هكذا ؟!"

    وضعت أصابعها على ثغرها واخذت تهز رأسها ثم صاحت بصوت عالي الإرنان

    -- " ماذا ؟! .. لا تتكلمين! .. أنتِ مسحورة ؟!"

    فأومأت برأسها بالإيجاب ... قبض على يديها الباردتين ..أخرجها من البحيرة وأخذ يفرك يديها ليدفئها

    -- " خسارة ! ... كم أنتِ جميلة .. ولا تتكلمين !"
    كدمية ممسكة بيده راحت تقفز على أطراف أصابعها تلوح بذراعها وتبتسم إليه فرحة تشير إلى قلبه ثم إلى القمر
    قطف بعض الزهور الليلكية وشبكها في تاجها وراح يتحسس الريش الأبيض النابت وسط خصلات شعرها الأحمر ثم جيدها الأبيض الناعم وفستانها المخملي ذا التنورة الهفهافة وعينيها التي أحاط بهما سواد فاحم فبدتا فيروزتين تسبحان في سرداب عميق

    -- " من فعل بك هذا؟!"

    تحدر قمران من مقلتيها في عبرتين تبللان خديها الاسيلين وثغرها الرقيق الرسم فتغيب في شق شفتيها فبادرهما بأنامله يجففهما " لا تبكي .. سأكون معك ولن أترككِ!"
    زادت عبراتها وطوقت رقبته بذراعيها وراحت تبكي ضمها إلى صدره ودار بها وحملها من خصرها تتطاير تنورتها البيضاء ناشرة عبق طيبها وأريجا ليلكيا وهي تماوج بذراعيها...

    تحركت العرائس فجأة قد أخذتهن رعشة عارمة ، تسارعن في الوثب حولهما ورحن يصحن ويُشرن إلى القمر الذي قد احتجب تماما ..!!

    حجبه كائن نصفه انسان ونصفه طائر بجناحين ضخمين أسودين ..وسريعا انقض ذلك الكائن المريع وسط العرائس يفرقهن فيتلملمن على بعضهن في صفوف يماوجن بأذرعهن من شدة الخوف وترتعش سوقهن !

    بينما الأمير قد حمل عروسه ليبتعد عن ذلك الطائر الكبير لكنه أخذ يتعقبهما ويسد عليهما المسالك فينشر عليهما جناحيه وينفث فيهما الريش الأسود .. لمح الأمير طلاسم وتعاويذ منقوشة على طرف جناحيه بالذهب .. " هذا هو ! .. الساحر !"

    أخذ الأمير يبحث عن قوسه التي رماها بعيدا .. وراح يصوب نحو الطائر بلا جدوى؛ إنه يحلق عاليا نحو القمر ثم يحط فجأة ، فيغشاه بجناحيه وينفث عليه من ريشه ثم يعاود الطيران مجددا .. ألقى الأمير القوس من يده وانتهز فرصة دنو الطائر منه ثم قفز عليه وطرحه أرضا واخذ يلكمه ..ركله الطائر حتى سقط على حافة البحيرة والتقط حجرة كبيرة وقفز على الأمير ..

    أخرج الامير خنجره بسرعة وغرسه في صدر الطائر فانفجرت من قلبه الدماء لكنه كان قوي الجسم فجمع نفسه وضرب الأمير بالحجارة على رأسه فشجها وسقطا في البحيرة ..وماهت بالدماء ...!
    صرخت العرائس البيضاء وخرجن في صفوف من وراء الصفصافة وجثون على الأرض قد تكومن على انفسهن ..

    بينما راحت العروس الأميرة ترتعش أوصالها ،تتهدهد تنورتها الشفيفة وراح خصرها يتثنى كما لو كان يتهاوى على التنورة فتحمله التنورة وتعيده إلى مكانه فيتهاوى عليها من جديد! .. بينما انثنى جيدها كما المقصوف يحمل رأسا مترنحة فتحاول نصبها بكفيها، حتى اقتربت من البحيرة الدامية ووقفت على رجل واحدة ومدت الثانية نحوها فاخضب حذائها البللوري باللون الأحمر ..
    أغمضت عينيها وأخفت وجهها في كفيها وقفزت في البحيرة ..فتناثرت المياه الحمراء على الزهور الليلكية حولها وصارت تقطر دما يهمي على العشب الأسود..!!

    ثم .....

    .....

    قامت واقفة معتمدة على إحدى رجليها بينما تلف الثانية وراءها وانحنت في بهاء حتى لامس جبينها ركبتها ..
    وانهالت عليها بتلات الأزهار الوردية فغمرتها .. وخشبة المسرح

    وارتج ( دار الأوبرا ) على زخات التصفيق الحاد وهتافات الإعجاب .. ووقف البطل إلى جانبها يحيي الجمهور تارة والراقصة تارة أخرى ويصفق لها ..

    ..وأصفق أنا لها أيضا ووقفت على اطراف أصابعي الصغيرة أقلدها في انحناءة ( بافلوفا ) الشهيرة تلامس جبهتي تنورتي البيضاء التي لبستها وقت مشاهدتي العرض وأخذت أصيح وسط الهتافات .. " سأكون بجعة مثلك يوما ما!!"

    ..لكنني لما كبرت لم أتجاوز كوني بجعة نحاسية في صندوق خواتمي الأسود !!

  2. #2
    الصورة الرمزية ياسر ميمو أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 90
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي



    تراصت أسراب البجع حول البحيرة أخذت في رفيف فضي تتثنى وتنفرد حتى استوت معتدلة .. تتفتح منها أجساد أنثوية ممشوقة تماوج بأذرعها تختال كعرائس ثلجية تلفهن سلاسل القمر حتى بدت أجسادا نورانية غضة يحيط خصورهن تنانير بيضاء براقة تتهادى طياتها كلما خطرن على أطراف أصابعهن حتى التففن حول بعضهن ووقفن حول البحيرة قد شرعن أذرعهن إلى أعلى وشبكنها وملن بجذوعهن إلى الأمام نحو البحيرة ..


    بسم الله وتبارك الرحمن


    حقيقة النص جميل بكل معنى الكلمة


    اللغة.... الأسلوب..... المعنى


    أستاذة دينا........ شكراً جزيلاً لك

  3. #3
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    ..لكنني لما كبرت لم أتجاوز كوني بجعة نحاسية في صندوق خواتمي الأسود !!
    قصّة رائعة بلغة جميلة، ومقدرة على الوصف بتفاصيله، ختمت بجملة تعكس نظرة حياتيّة خاصّة ومتميّزة!
    جميل ما قرأت أخت دينا
    تقديري وتحيّتي

    ( همسة: ثمار السّنديان تدعى البَلّوط ... ليسوا غربانا... أُخضب حذاؤها البلّوريّ)

  4. #4
    الصورة الرمزية دينا نبيل أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2011
    الدولة : مصر
    المشاركات : 117
    المواضيع : 19
    الردود : 117
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر ميمو مشاهدة المشاركة
    بسم الله وتبارك الرحمن


    حقيقة النص جميل بكل معنى الكلمة


    اللغة.... الأسلوب..... المعنى


    أستاذة دينا........ شكراً جزيلاً لك

    أ / ياسر الفاضل ...

    أشكر لك مرورك العبق .. وتعليقك الراقي

    سعدت أن نصي المتواضع أعجبكم

    تقبل تحياتي

  5. #5
    الصورة الرمزية دينا نبيل أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2011
    الدولة : مصر
    المشاركات : 117
    المواضيع : 19
    الردود : 117
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    ..لكنني لما كبرت لم أتجاوز كوني بجعة نحاسية في صندوق خواتمي الأسود !!
    قصّة رائعة بلغة جميلة، ومقدرة على الوصف بتفاصيله، ختمت بجملة تعكس نظرة حياتيّة خاصّة ومتميّزة!
    جميل ما قرأت أخت دينا
    تقديري وتحيّتي

    ( همسة: ثمار السّنديان تدعى البَلّوط ... ليسوا غربانا... أُخضب حذاؤها البلّوريّ)
    أ / كاملة

    أشكرك غاليتي على المرور الطيب

    أسعدني أن النص قد نال بعضا من استحسانك

    تشرفت بحضرتك في متصفحي الذي أنار بكِ

    تحياتي

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    الرائعة دينا نبيل
    لهذه اللغة الجميلة وهذه المهارة السردية وروعة التعبير والوصف وقع على النفس يجعلني ألج النص بحماس وانطباع مسبق كرسته نصوصك لسابقة
    بديع ما قرأت هنا فكرة واداء

    دمت بألق

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    قاصة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 1,224
    المواضيع : 115
    الردود : 1224
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    من أميز ما قرأت هنا نص جميل فى مضمونه ومعانيه..بوركت ودام ألقك وإبداعك.
    البحر ...رغم امتلائه بالماء..
    دائما يستقبل المطر

  8. #8
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    قصة جميلة جدا
    سردها قوي ومشوق وأسلوبها مميز
    وخاتمتها مميزة أيضا

    أمتعتني قراءتها

    شكرا لك أختي

    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9

  10. #10
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,141
    المواضيع : 318
    الردود : 21141
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    سرد جميل مشوق وحس فيه رقة وعذوبة
    لقد رسمت بريشتك الناصعة جمالا أبهرنا
    نص مميز لغة واداء ومبنى ووصف متقن ومعالجة حذقة
    يكفي أن أقرأ أسمك كي تطمان الذائقة
    تحياتي وودي.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رقصةُ البجع
    بواسطة عبد القادر رابحي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 59
    آخر مشاركة: 22-10-2012, 09:51 PM
  2. بحيرة شمع
    بواسطة خلود داود أحمد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 10-09-2008, 02:40 PM
  3. سياسة في بحيرة البجع !!
    بواسطة شموخ الحرف في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 26-01-2007, 06:42 PM
  4. رقصة على بحيرة الخيال
    بواسطة ياسمين في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 30-07-2004, 03:22 AM
  5. خلف أسراب البجع!
    بواسطة محمد الشنقيطي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-01-2003, 10:17 PM