الإنسان والمجلس الإسلامي الموحد :
أنوي إن شاء الله تعالى أن أتكلم عن الدستور عموما ودستور المجلس الإسلامي الموحد ,, لكن قبل ذلك أحببت أن أمهد لذلك بذكر بعض منزلة الإنسان في هذا الكون الفسيح لارتباط ذلك بالدستور ,, فأقول :
الإنسان هو خليفة الله في الأرض ,, الإنسان هو اسم الله الأعظم ,, الإنسان أفضل مخلوقات الله تعالى .. نوع الإنسان .. وأن كل المخلوقات تأتي بعد الإنسان في الفضل .. كل المخلوقات خلقت لأجل الإنسان ..
- ثم نقول : أليست الصلاة مخلوقا ؟؟ أليس الصيام مخلوقا ؟؟ أليست الكعبة مخلوقا ؟؟ أليس الملاك مخلوقا ؟؟ أليس الجني مخلوقا ؟؟ هذه الأمور العظيمة وغيرها أليست من مخلوقات الله تعالى ؟؟ فإذا كانت كذلك – وهي كذلك – فهي كلها خلقت لأجل الإنسان .. والإنسان أفضل منها كلها .. خلقت لأجل أن يترقى هذا الإنسان ويصل إلى كماله الممكن ..
الصلاة خلقها الله تعالى وشرعها لكي تصل أنت أيها الإنسان لكمالك ..
فالصلاة التي تجعلك تحقد على أخيك الإنسان .. على ابن جلدتك .. الصلاة التي تفعل كل هذا ليست هي الصلاة التي أمرنا الله تعالى بها ..
الصيام الذي لا يجعلك تصبر على أخيك الإنسان وتتحمله ليس هو الصيام الذي فرضه الله علينا ..
الشهادات التي تحط من قيمة الإنسان وتظن ظن السوء به .. تفرق بين أفراد المجتمع بأن تقبل هذا وترد هذا لا لشيء إلا لأنه من الطائفة الفلانية أو المذهب العلاني ليست هي الشهادات التي يقبلها الله تعالى !!
- كل خلق من خلق الله يعمل على التنقيص من الإنسان وعلى تراجعه ليس من الله ولا إليه .. بل هو من الشيطان مردود عليه !!
بالله عليكم أين الأعظم عند الله تعالى أن أفطر يوما زائدا أو أنقص صوم يوم .. أو أن أرد شهادة شهود لا لسبب إلا لأنهم من المذهب الفلاني أوالجماعة الفلانية ؟؟!!
أقسم بالله العظيم لأن أفطر رمضان كله لهو أهون عند الله من هذا التشظي المضحك المزري الذي شهدناه ونشهده في كل رمضان وعيد ومناسبة !!
للأسف لقد أصبحت أعيادنا مآتم .. ومآتمنا تناحربسبب هذا التشظي والتفرق !!
والأدهى والأمر أن الحالة تسوء يوما بعد يوم وعاما بعد عام !!
لم لا نشكل لجاننا الشرعية المشتركة والمشكلة من كل المذاهب القائمة بالعدل وبدون تمييز بين هذا أو ذاك لتحكم في أيامنا الشرعية وتكون حاكمة على كل المجتمع الإسلامي ؟؟!!
ماذا تراه سيحصل ؟؟
هل سيتمزق المجتمع ؟؟ ما المجتمع ممزق إلى مليون مزقة !!
فلنجرب بنية خالصة فلربما ننجح !!
ما أرمي إليه في هذه السطور بكل صراحة وشفافية : كل أمر يفرق بين أفراد المجتمع الإسلامي ليس من الله وليس إليه في شيء وهو مردود على صاحبه بحكم العقول السليمة التي تؤمن أن الوحدة قوة لهذا الإنسان والفرقة ضعف له ,, حتى وإن ألبسه أصحابه لباس الدين والخوف على الإسلام ,, فلو كان من الإسلام لم يفرق المجتمع ويفت في عضده !!