ما أجمَلَكْ !
إلى طفلي " عَبّاد " آخرِ العنقود
يَحْلو لِعَيْنـــي فــي خِضَــمِّ الهَمِّ أنْ تَتَأمّلَكْ
في وجْهِكَ المُبْيَضِّ تحتَ سَوادِ شَعْرٍ جَلّلَكْ
والحاجبِ المُعْوَجِّ يَحْضُنُ كُحْلَ عَيْنٍ كَحّلَكْ
و تُظلني في آبِ صحرائي بِسِـــحْرٍ ظَلَــــكْ
ويُزيلُ عنْ نفسي العَنـــا أنْ أنحَني لأقبّلَكْ
وَعُلالَتي ( بابا) تُنَسّيني أســايَ إن ِاحْتَلكْ
وتُعيدُني طِـفْلاً حِكاياتــي التي أحكيها لـــكْ
سَــــبْعٌ وأنتَ تُنيرُ بيتي بالبراءةِ يا مَلــــكْ
بالّلعْـبِ والألْعابِ والشّغَبِ الذي قدْ أشْغَلـَكْ
نَرْنـو إليكَ تُديرُ معركــــةَ الدّمى بأناملِـــكْ
بـِفْ بِـِفْ بِنَقْرَةِ إصْبَعٍ ماتَتْ تماسيحُ المَلِكْ !
بِـِفْ بِـِفْ بِلَمْسَـــةِ أنْمُلٍ دبٌّ كبيرٌ قـدْ هَلَــكْ !
وبنفخةٍ مِنْ فيكَ أوْدى ثَعْلــبٌ قـدْ أزْعَلَــــكْ
حتى إذا انهزمَ الجنودُ وســلّمَ الفُرْسانُ لَكْ
عِفتَ القتالَ وســـاحَهُ وتَرَكتَ فيــهِ جَحْفَلَكْ
وعدوتَ تُخبرنا تفاصــيلَ انتصــارٍ أجذلـــكْْ
عبّادُ ، أخشى إنْ نـَدى الأزهــار يوماً بَلّلَكْْ
عبّادُ ، أشـفقُ مِنْ ظلالٍِ حَوْلَنــا أنْْ تُثقِلـــَكْ
هذا فؤادي يا صــغيري فابْنِ فيــهِ منزلـــكْ
هذي عُيوني فاتّخِذْهـــا إنْ تشـــأْ مُتَقَيَّلَـــــكْ
عبّادُ ،سُـــبحانَ الذي أهْداكَ لي ما أجْمَلــكْ !