---------------------
الأكرم ، الشاعر الفذّ الأستاذ سمير
أسعد الله أوقاتك
أطرقتَ فبُحتَ ، فسموتَ فكراً وبَوحاً
قصيدة ، من الشعر الوجداني ، ومن مدرسة الرومانتيكيين الذين قطفوا من معاناة أنفسهم أجمل الثمار وقدموها على مائدة الأدب ، فأمتعوا القارئ حين كانوا يألمون ، وأثلجوا الذائقات حين كانوا يحترقون !
وهنا شاعرٌ لايعرف قلبه في الحب الخصام ولا الملام ، ولا الكبر ولا المكر ، لم يدخله إلا مكارم الأخلاق ، والرفق والحنين ، والصفح والرضا ..هي جملة من القيم السامية لا يحملها إلا عاشقٌ صادق وفيّ نقيّ ، وإلا إنسانٌ فاخر ...وبهذه القيم كانت قيمة القصيدة كبيرة من حيث المضمون .
وجاءت الموسيقا الخارجية الجميلة من الخفيف ، البحر الجميل الأنيق الذي ركبه شاعرُنا وطوّعه كما يُطوع الفارسُ الفرسَ ! وكذلك من رويّ القاف . وولّد تكرار الحروف في مواضع كثيرة ، مع الصور الفنية بأنواعها ؛ في توليد موسيقا داخلية ممتعة ..
لفتني من القصيدة هذه الأبيات :
إِنَّ قَــلْـــبَ الْـمُــحِــبِّ لا يَــعْـــرِفُ الــكِــبْــرَ
وَلا الـــمَـــكْـــرَ بِـالــمَــعَــانِــي الـــــرِّقَـــــاقِ
إِنَّــمَـــا الــحُـــبُّ دَفْــقَـــةُ الــرِّفْـــقِ تَــهْــمِــي
بِــالــنَّـــدَى مِـــــــنْ مَـــكَــــارِمِ الأَخْـــــــلاقِ
كَــيـــفَ عِــنْـــدَ الــنَّـــوَى نَـــــذُوبُ حَـنِـيـنًــا
وَنَـــصُـــبَّ الأَنِـــيــــنَ عِـــنْــــدَ الــتَّــلاقِـــي
وهذا البيت الطريف :
وَرِضَــــــاكِ الأَثِـــيـــرُ أَطْـــيَـــبُ عِـــنْـــدِي
مِــــــــنْ لَــــذِيــــذِ الــــرُّمَّــــانِ وَالــــــــدُّرَّاقِ
الذي لن يستوقف إلاّ من كان يُحب الرمان والدرّاق !!!
هذا انطباعٌ كتبتُه على عُجالة ، أما في التأنّي فالكلامُ طويلٌ عن هذه القصيدة الخريدة
تحياتي وتقديري