|
قربى لمصر |
يُلقِي السَّلامَ شفاهًا نيلُها الجَاري |
أشْكو فؤادي وَلَيلُ الصَّبِّ قَاتلُهُ |
إنْ نامَ حينًا بكَتْ بالعَزْفِ أَوْتَارِي |
أَسهُو فَيُبْدِي الجَوَى مَا كنتُ أكْتمُهُ |
كَيفَ السَّبيلُ وَ هذِي بَعضُ أقْدارِي |
لَئِنْ أَراقَ الهَوَى بِاللُؤْمِ عَاذِلُهُ |
فَمَا تبوحُ الرُّبَى فِيهَا بِأسرَارِي |
قُرْبَى لِمِصْرَ دِنَانُ الخَمْرِ تَعْصِرُني |
وَيَسْتَبِيحُ النَّوَى دَمْعِي وَأَفكَارِي |
وَالوَجْدُ يَنأَى وَمَنْ أهْوَاهُ أنْكَرَنِي |
ظَبْيٌ تَنَاسَى وَلا تَعْنِيهِ أخْبَارِي |
سَأَكتُبُ الحُبَّ أسْفَارًا وَتَحْمِلُهُ |
عَنِّي مُطّوَّقَةٌ حَفَّتْ بِأطْيَارِ |
وَأُعْلِنُ الحُبَّ حَتَّى أَنْ تَخَطَّفَنِي |
عِنْدَ الحُدُودِ جِدارُ الجَهْلِ وَالنَّارِ |
لَجَأْتُ أرجُو بِهَا الدُّورِيَّ يَغْزِلُنِي |
فِي العُشِّ طِفْلًا يُنَاغِي حَائِطَ الدَّارِ |
شَالٌ لَهَا النِّيلُ وَالشُّطْآنُ أرْدِيَةٌ |
حُبًّا تًنًادًتْ وَبعضُ الجَارِ لِلجَارِ |
مَنْ كَدَّهُ النَّحْلُ وَالأسْحارُ تَجْمعُهُ |
وَالسَّعْفُ يَسْعَى وَأجْفَانٌ لأزْهَارِ |
غَيداءُ تَغفُو بِهَا الأهْرَامُ سَاهِرَةً |
غِيدٌ مَشَارِفُهَا شَدَّتْ بِزنَّارِ |
غَرَّاءُ قَاهِرَةٌ تُشْرَى بَحَومَتِهَا |
هَامُ السَّلَاطِينِ أرْطَالًا بِدِينارِ |
بِالأَمْسِ صَامَت وَأَفْطَرتْ مَدَافِعُهَا |
بَعْضَ الشُّمُوخِ وَأكْوَابًا مِنَ الثَّارِ |
تَعْصِي الرِّمَاحَ فلا تَظَلُّ صَائِمَةً |
وَالقَوْسُ إنْ وترَتْ تَنْجُو مِنَ النَّارِ |
أخْتُ العُرُوبَةِ فِي الأنْوَاءِ تَكْفَلُهَا |
إنْ غَابَت الأمُّ فِي قَبْرٍ وَأحْجَارِ |