أرق وأسقام
أمسيتُ يصحبني الإيلام والأرقُ= كأنَّني بلظى الأسقام أحترقُ
وأنَّني ببنات الدهر قد نزلتْ= ضيفًا ثقيلا ومنها نالني رهقٌ
بل خلتني المتنبي في مكابدتي=وقد صحبت الألى في دهرهمْ سبقوا
لكنَّ زائرتي تزري بزائرة= لها حياء بهذا الوصف تفترقُ
يا ليلُ هل لك ثارات تطالبني= إنّي أكاد بذا التضييق أختنقُ
وكمْ أنوء بأرزاء مناوبة= يسعى لنوبتهِ كلٌّ ويستبقُ
معَ الهموم وضنك العيش كبلني= حقًّا أرى حلقات البؤس تنطبقُ
قد ركِّبتْ طبقًا فوقي وآخرَ في = وسْطي وتحتي لإحكامٍ غدا طَبَقٌ
مِن كلِّ صوبٍ تداعتْ لا عدادَ لها= سهامُ بينٍ شغافَ القلبِ تخترقُ
ما حالُ إخوتنافالظلم أنهكهمْ؟= جمع لهم سحلوا أمثالهم سُحقوا
يستصرخون قلوبًا صاحِ قد صدِأتْ= فدونَهمْ إخوة أبوابَهمْ غَلقوا
إنَّ الشدائدَ إنْ ضاقتْ ففارجُها= مَن أنزِلتْ مِن لدنه (الناس) و(الفلقُ)
يا ربِّ عبدُك مضطرٌّ وحيلتُهُ= لباب عفوك أمسى ضمن مَن طرقوا
فالطفْ إلهي بحالِ المسلمين فما = مِن ناصرٍ لهمُ إلا الألى نعقوا
هذه القصيدة كتبتها
ليلة الخميس 6 /جمادى الآخرة / 1433 هـ الموافق 26 /4 /2012 م وأنا أصارع آلامًا حالت بيني وبين النوم حتى تمثلت قول حافظ إبراهيم:
حارً الفراشُ بنا ممّا نكابدُهُ= وضاقَ صدرُ الليالي عنْ تشكّينا
ويشهد الله أنها ليست جزعًا ولكن تصوير حال لا غير وكما يقول متمم بن نويرة :
فقلت له إن الشجا يبعث الشجا = فدعني فهذا كله قبر مالكٍ
فقد أهاجت آلامي مكامن الشجا على أحوال أمتنا وأخصُّ إخواننا في بلاد الشام نصرهم الله وأهلك عدوهم آمين.