فَمَا نَيْلُ الْخُلُـــودِ بِمُسْتَطَاعِ
قال أبو نعامة قَطَري بنُ الفُجاءة ، وإسمه جعونة بن مازن بن يزيد بن زياد ...:
أَقُولُ لَهَا وَقَــدْ طَارَتْ شَعَاعاً ... مِــنَ الأَبْطَالِ وَيْحَكِ لنْ تُرَاعِي
فَإِنّكِ لَوْ سَأَلْــتِ بَقَاءَ يَـوْمٍ ... عَلَى الأجَلِ الـذِي لَكِ لَمْ تُطَاعِي
فَصَبْراً فِي مَجَالِ الْـمَوْتِ صَبْراً ... فَمَا نَيْلُ الْخُلُـــودِ بِمُسْتَطَاعِ
وَلاَ ثَوْبُ الْبَقَاءِ بِثَوْبِ عِـــزٍّ ... فَيُطْوى عَــنْ أَخِي الخَنَعِ الْيَرَاعِ
سَبِيلُ الموْتِ غَايَةُ كُلِّ حَـــيٍّ ... وَدَاعِيهِ لأَهْلِ الأرْضِ دَاعِـــي
وَمَـــنْ لَمْ يُعْتَبَطْ يَسْأَمْ وَيَهْرَم ... وَتُسْلِمُهُ المَنُـــونُ إِلى انقِطَاعِ
وَمَــــا لِلْمَرْءِ خَيْرٌ فِي حَيَاةٍ ... إِذَا مَا عُدَّ مِنْ سَقْطِ المَتـَــاعِ
قال القاضي ابنُ خَلِّكان – رحمه الله- : وهذه الأبيات مذكورةٌ في [الحماسة] في الباب الأول ، وهي تُشَجِّعُ أجْبَنَ خَلْقِ اللهِ ، وما أعرفُ في هذا الباب مثلَها ، وما صدرت إلا عن نفْسٍ أبيّة وشهامة عربية . وهو معدود في جُملة خُطباء العرب المَشْهورين بالبلاغة والفصاحة . اهـ
وفيات الأعيان ج 4 ص 94
انظر كتاب الحماسة ص 40.39 طبعة دار صادر بنحقيق الدّكتور عبد المُنعم أحمد صالح .
قال العلاّمة ابن كثير - رحمه الله- : وكان قطري بن الفجاءة مع شَجَاعته المُفرطة وإقْدامه من خُطباء العرب المشهورين بالفصاحة والبلاغة وجودة الكلام والشعر الحسن ، فمن مُستجاد شِعْرِه قوله يشجِّعُ نَفْسَهُ وغَيْرَهُ ومن سمعها انتفعَ بها : [وذكر الأبيات] ثم قال : و استحسنَها ابنُ خلِّكان كثيراً .اهـ البداية والنهاية ج 9 ص 26.
والأبيات مذكورة أيضا في كتاب حياة الحيوان الكبرى للدُّمَيْري ج 2 ص 486 . 487
وفي سير أعلام النبلاء ج 4 ص 80 . 81 ومما قال الإمام الذهبي فيه : الأمير ، ..البطل المشهور رأس الخوارج ...وكان خطيباً ، بليغاً ، كبير المحل ، من أفرادِ زمَانه .
من مذكّرة ربيع السملالي