الساحرة وأنا
قالتْ يَا سَاحِرَ النسَاءِ
ما لِسِحْركَ خابَ مَعِيْ؟
أمَسْحُوْرٌ أنتَ حقا ً؟
أمْ أنكَ لا تعِيْ ؟
أمْ تأتِىْ السُّكوْنَ زيْفا ً
تشكوْ القيُوْدَ وتـَدَّعِى؟
فـَسَلْ سِحْركَ عَنْ سَاحِر ٍأعْيَاهُ
سَلْ عنْ أمْره ِمَاذا دَهَاهُ
فقلتُ لهَا وكأنما السُّؤالُ سَبيْلنا
هلْ علىْ البَحَّار ِمَلامَة ُ
إنْ طغىْ فِيْ البَحْر ِمْوَجٌ
أوْ خانتْ زوارقهُ الميَاهُ
فقالتْ بعَيْن ٍ ضاحِكهْ
وكأنمَا عَرفتْ مِنَ الكلام ِمُرَادِيْ
ألستَ أنتَ مَنْ كانَ ألقاه ُ!
ألستَ والسِّحْر مِنْ بيْن ِأسرَاهُ ؟!ُ
فقلتُ والفخْرُ يملأ مقلتيَّ
أتعجبين لأسرى؟!
ألستِ ساحرة َالرِّجَالِ بأسْرهْمْ ؟!
الستِ المُرادَ ورَاءَ حَرْبهمْ؟!
وللترابِ أُمْضُوا بنصْرهِمْ!
فأنا انتصرتُ بغيْر ِالحَرْبِ
دوْنَ القتال ِوَدوْنَ الضَّربْ
ألم تصحبني عيناكِ فوْقَ الوجوْدْ؟!
ألمْ نجتازُ كلَّ الحدُوْدْ ؟!
ألمْ نرتحِلْ؟!
ألمْ نسترحْ ؟!
ألم نشتمَّ عِطرَ الوروْدْ؟!
والضحكُ يعلو وقتنا!
والكلُّ يسألُ أيننا!
والحبُّ مَوْقِعَة ُالصُّموْدْ!
قالتْ بعين ِالمنكِسْر....
وَسْط َالتردِّدِ والخوْفِ
وكأنما الكلماتُ مِنْ ثغريْ
سيف ٌعَلىْ قلبهَا ومَا أمضَاهُ
مِنْ سيفِ
أنا الفريْدة ُفي الجَمَالْ
وأنا الحُلمُ صَعبُ المنالْ
وفىْ عينيَّ أمُّ القِتالْ
فقلتُ لهَا يَا ساحِرَه
بالله صبرا ًولا تحْزنِيْ
فأنتي الحياة ُبكِ مَأمنِىْ
وتملكنيْ الشعُوْرُ كأنمَا
حبلا ًغليْظا جَرَّنِيْ
نحْوَ الوروْدِ بوجههَا
قطفت شفاهيَ قطفة ً
صَرَختْ ذهولا ًماذا فعَلتْ ؟!!!
أمِنْ وجنتيَّ انتهَلتْ ؟!!
فقلت مفاجئا ًخبِّريْنِيْ مَالهَا
إني أراها فِيْ الجوار ِنضِيْرَة
ثمارا عَلىْ الأشجَار ِ...بل واسْتوَتْ
وجاءَ حاصِدُهَا .... فقضَّهَا
وامْتزجَتْ أصَابعُ السَّاحِريْنَ بكفهَا
ومضَىْ السِّحْرُ تغلغلَ فيْ أعصَابهَا
فخرَّتْ شِفاهٌ حَصِيْنة ٌ
ركعَتْ بثغر ِسُلطانِهَا
والكونُ أنهارُ حُسْن ٍِتفجَّرَتْ
وتفجَّرَ الرَّبيْعُ فِيْ بُسْتانِهَا
والقمَرُ البَدِيْنُ فِيْ أضوائِهِ تعَجَّبّ
أساحِرة ُالرِّجَال ِأسْيَرةٌ
لمَنْ جَاءَ يشكو العَذابَ بأسْرهَا؟
حمدي جابر