أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: كازانوفا و طه حسين

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي كازانوفا و طه حسين


    كازانوفا و طه حسين

    هذا ليس كازانوفا الذي تعلمون
    العاشق الإيطالي الشهير
    ساحر النساء و محطم قلوب العذارى

    و لكنه كازانوفا طه حسين
    إنه ساحر عقول المفكرين
    و المأجور لبثّ الشكوك في الدين الحنيف ودسّ السموم في لغة القرآن العظيم
    المستشرق الفرنسي الشهير ( كازانوفا) الحاقد على الاسلام و المسلمين و الناقم على القرآن الكريم .

    هذا هو أحد أساتذة طه حسين و أحد معلّميه المبجّلين .

    مستشرق فرنسي , تعلم العربية وعلمها في معاهد فرنسا وقدم مصر فانتدبته الجامعة المصرية آنذاك أستاذاً لفقه اللغة العربية .
    أستاذ لفقه العربية مستورد من فرنسا !!!!

    قال عنه طه حسين :
    " لم أكد أجلس إلى كازانوفا حتى استيقنتُ أنّ هذا الرجل , كان أقدر على فهم القرآن و أمهر في شرحه و تفسيره من هؤلاء- يقصد علماء الازهر- الذين يحتكرون
    علم القرآن و يرون أنهم خزنته و أصحاب الحق في تأويله " .

    علماء الأزهرالمسلمين في ذلك الوقت الذين قضوا سنوات طويلة يدرسون القرآن و يتدارسونه كابراً عن كابر , لا يفقهون شيئاً من القرآن الكريم , أما ذلك الفرنسي
    المسيحي , المستشرق الحاقد فهو أعمق فهماً منهم .

    وقال عنه طه حسين أيضا :
    " و لقد أريد أن يعلم الناس أني سمعت هذا الاستاذ (كازانوفا) يفسر القرآن الكريم تفسيراً لغوياً خالصاً فتمنيتُ لو أتيح لمناهجه أن تتجاوز باب الرواق العبـــــــاسي
    – بالأزهر- و لو خلسة ليستطيع علماء الأزهر الشريف أن يدرسوا على طريقــة جديدة نصوص القرآن الكريم من الوجهة اللغوية الخالصة على نحو مفيد حقاً " .

    و أشهر ما قاله طه حسين في (كازانوفا) :

    " لولا كازانوفا ما فهمتُ القرآن "

    ابن كثير و الطبري و القرطبي و الزمخشري و سيد قطب و الآلاف ممن كانوا معهم و بعدهم ..
    لم يُقنعوا طه حسين بالشرح و التفسير
    و لكنْ أقنعه فرنسي مسيحي مأجور !

    و قال عنه أيضاً : " كان كازانوفا مسيحياً شديد الإيمان بمسيحيته ، ولكنه كان إذا دخل غرفة الدرس فى الكوليج ديفرانس نسي من المسيحية واليهودية والإسلام كل شئ " .

    و قد شكّك هذا الكازانوفا بنسبة القرآن الكريم الى الوحي الإلهي عموما , و بنسبة بعض الايات خصوصا , فقال مما قاله :
    " كان تفسير عدم استخلاف النبى لأحد من أصحابه لتولى أمر المسلمين هو اعتقاده أن نهاية العالم قريبة ، وهى عقيدة مسيحية محضة ، ومحمد كان يقول عن نفسه :
    إنه نبى آخر الزمان الذى أعلن أن المسيح سيأتى ليتمم رسالته " .
    ثم يستطرد فى موضع آخر قائلا : " إن القرآن قد أدخلت عليه بعد وفاة النبى تغييرات قام بها خلفاؤه ليفصلوا ما يمكن لهم فصله بين بعثة الرسول وقيام الساعة اللتين يرى
    ارتباطهما مباشراً . والدليل على ذلك ما ورد فى الآية " وإن ما نُرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفيّنك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب " . فزعم كازانوفا أن أصحاب النبى
    حين رأوا أن الساعة لم تقم وضعوا فى صيغة التعبير صورة الشك موضع اليقين ، ولا يستبعد أن الآية قبل التبديل هى كالاتى : " وسنريك بعض الذى نعدهم " ويتساءل كازانوفا ،
    هل يعقل أن الإله ـ وهو سيد الأقدار ـ لم يستطع أن يحدد مسألة بسيطة وأنه يجهل هل النبى سيموت ، أو سيعيش إلى نهاية العالم فى حين أنه علم بالساعة علم اليقين ، ولكنه لم
    يشأ أن ينبئ الناس بهذا العلم .

    ويستطرد كازانوفا قائلا : " هناك آيتان يشك فى صحة نسبتهما إلى الوحى النبوى ، والراجح أن يكون أبو بكر هو الذى أضافهما على إثر موت النبى ، فأقره المسلمون على ذلك
    وهما قول القرآن " وما مُحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " .وقوله " إنك ميت وأنهم ميتون ، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " .

    هذا هو كازانوفا الذي أخذ عنه "عديم الادب العربي" طه حسين تفسير القرآن الكريم .

    نعمَ المعلم و نعم التلميذ .


    محمد البياسي

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.68

    افتراضي

    أما إن هذا المارق لم يحظ بما كان له من مجد اختلقه أسياده وعملاؤهم، إلا لما قدم لهم من خدمة بالطعن في ديننا وعروبتنا، وخلق جيل من الملاحدة، والجهلة الحالمين بأمجاد يبنونها بالفرنجة وتتبع خطى من ضلوا، وحسبه هونا أنه قد دعا إلى فصل اللغة العربية عن الدين الإسلامى، وهو هدف تغريبى قديم يرمى إلى إسقاط مكانة اللغة العربية بإعتبارها لغة القرآن الكريم، وقطع الصلات التى ترط الدراسات العربية، بالدراسات الإسلامية، وحث بقوة على ما أسماه ( تطوير النحو) وكانت هذه دعوة خبيثة، ترمى إلى صرف الناس عن دراسة كتب النحو القديم والبلاغة القديمة، بدعوى أن القواعد القديمة معقدة.

    حسبه من السوء كتابه " الشعر الجاهلي" والذي قال فيه بـ :-
    * تكذيب القرآن الكريم فى اخباره عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ..
    * أنكار القرآءات السبع المجمع عليها ..
    * الطعن فى نسب النبى صلى الله عليه وسلم ..
    * أنكار أن للإسلام أولية فى بلاد العرب، وأنكار أنه دين إبراهيم عليه السلام

    فهو يقول فيه " للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الإسمين فى التوراة والقرآن لايكفى لإثبات وجودهما التاريخى، فضلاً عن إثبات هذه القصة ... أمر هذه القصة إذن واضح، فهى حديثة العهد، ظهرت قبل الإسلام واستغلها الإسلام لسبب دينى وسياسى، وإذن فيستطيع التاريخ الأدبى واللغوى أن لا يحفل بها عندما يريد أن يتعرف على أصل اللغة العربية الفصحى" .
    ويقول أيضا" فلأمر ما أقتنع الناس بأن النبى يجب أن يكون من صفوة بنى هاشم، ولأمر ما شعروا بالحاجة إلى إثبات أن القرآن كتاب عربى، مطابق فى ألفاظه إلى لغة العرب ... وفى القرآن سورة تسمى سورة الجن أنبأت أن الجن استمعوا إلى النبى" .
    وأيضا " وليس من اليسير، بل ليس من الممكن أن نصدق أن القرآن كان جديداً كله عن العرب، فلو كان كذلك لما فهموه ولما وعوه ولا آمن به بعضهم، ولا ناهضه وجادل فيه بعضهم الآخر".
    وكلها من خرافات المستشرقين والمبشرين بالنصرانية والمتصهينين أعداء الاسلام الذين تشربهم فكرا وحسا ليجعلوا منه رمزا بمساعدة أعوانهم المسكين بمقاليد الأمور هنا ...
    عليه وعليهم من الله ما يستحقون

    بوركت أيها الكريم ما أروع مضارب سيفك
    رفع الله به لواء الإسلام والعروبة عاليا
    ومكنك وأمثالك من أكتاف أعدائه

    دمت متألقا
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    أهلا بك ايتها الاديبة الاريبة

    نعم
    وهو صنم من اصنام العمالة ما زال يُعبد الى الان
    ما ترك مكانا في الاسلام الا ضرب فيه
    ولا في اللغة العربية
    و لا في الاخلاق
    و لا في الانتماء
    و المصيبة أن الناس لا يعرفون عنه شيئا
    غير أنه عميد الادب العربي

    على كل حال عندي من الدراسات ما أتناول فيه أدق التفاصيل عن أفكاره وتعاليمه
    أتبع في ذلك خطى العملاق و شمس العربية في القرن العشرين : مصطفى صادق الرافعي
    الذي تابع طه حسين في حال حياته و جعل ينقض ما حاول حسين بناءه من ضلال
    و أنا أتابعه الآن بعد مماته .

  4. #4
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,788
    المواضيع : 392
    الردود : 23788
    المعدل اليومي : 4.11

    افتراضي

    لم أقرأ لطه حسين منذ سنوات الدراسة الأولى
    ولم أتابع فئة مفسدي اللسان العربي الذين هم من بني جلدتنا
    وقد عثرت على مدونة ( طه حسين ..... ما لا يعرفه كثيرون عنه ) لأقرأ وأدعم معرفتي أكثر
    جزيل شكري وتقديري أستاذي الفاضل لما تكرمت به
    وجعل صوتك نداء حق
    تقديري الكبير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    اهلا بك أخت رنيم

    كيف يكون هكذا سفيه عميدا للأدب العربي و هو يحتقر هذا الادب أصلا
    فمن ناحية : أنكر وجود الشعر الجاهلي بالكلية و ادعى أنه من صنع العرب بعد الاسلام
    و من ناحية أخرى : اتهم الشعر و الادب العربيين بالسطحية , وقام بتعظيم الادب الفرنسي و قال عنه : ان عميق و يتغلغل ليلامس القلب

    كان أحرى بهم أن يجعلوه عميدا للأدب الفرنسي لا العربي

    شكرا على مرورك العطر ايتها الفاضلة .

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.08

    افتراضي

    بارك الله فيك أيّها الأصيل محمد البياسي ، موضوع مهم عن هذا العميل !! ..قرأتُ جلّ كتبه فوجدته عدوّاً للإسلام والمسلمين ، ناهيك عن لغتنا الأم اللغة العربية ...
    وله مقولة خبيثة تحكم بردّته ، سطّرها في كتابه الأيام ، يقول فيها..: وأضاع الفتى نعله كما أضاعَ القرآن من قبل . أو كلام هذا معناه ... أستغفر الله العظيم من ذكر هذا الكفر ...
    ولي عودة بإذن الله
    تحيتي الخالصة
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.08

    افتراضي

    رأي العلاّمة الأديب الطنطاوي في (طه حسين) كما في كتابه فصول في الثقافة والأدب ص 251 ط دار ابن حزم:
    يقول:
    أنا لا أقول إن طه حسين ملحد زنديق، وأرى أنه يؤمن بالله، لكنه إيمان بوجوده وأنه الرب، وهذا لا يكفي ما لم يكن معه إفراده بالعبادة وأداء ما أوجب الله على عباده.
    وطه حسين من آثاره أنه سن سنة إدخال البنات الجامعات واختلاطهن بالشبان، وما نرى ونلمس من نتائج هذه السنة.
    على أن الله لا يسألني يوم القيامة عن طه حسين ولا عن غيره، بل يسألني عن نفسي: ماذا أقرأ وماذا أنصح الشبان أن يقرؤوا؟ ويعاقبني إن كتمت الحق عنهم أو غششتهم فصرفتهم عنه. فهل أنصح الشبان بقراءة كتب طه حسين؟ وإن دعاه الصاوي يوماً (عميد الأدب العربي) فمشت الكلمة في الناس؟
    الجواب: لا (لا) بالقول الصريح، و (لا) بالقلم العريض لأن لطه حسين كتباً فيها بلاء كبير ككتابه (مستقبل الثقافة) وكتباً فيها تمجيد للوثنيات اليونانية، وكتباً فيها الكفر الصريح.
    ولقد كنت في مصر أدرس في دار العلوم سنة 1928م، ويومئذ صدر كتابه (الشعر الجاهلي) الذي ُيكذب القرآن صراحة، والذي ألفت عشرات الكتب في رده وإبطاله، من أشهرها كتاب الغمراوي (النقد التحليلي) وكتاب السيد الخضر (نقض كتاب الشعر الجاهلي) و (تحت راية القرآن) للرافعي، واتسعت القضية حتى دخلت الندوة والبرلمان.
    وكتبه تفيض بالتناقض يسوق الرأي ثم يعود فيأتي بضده. وما كان طه يوماً من كُتاب الدعوة، ولا من أنصار الإسلام ولا رضي عنه الإسلاميون أبداً، حتى كتابه الذي قلت عنه إنه من روائع الأدب (الأيام) فيه عبارة أخجل من الله أن أرويها وترتجف أعصابي خوفاً من هذه الجرأة على الله، ولا أدري إذا بُدلت هذه العبارة أو عُدلت في الطبعات الجديدة من الكتاب، وهي قوله: إن الصبي (يعني نفسه) أضاع ما كان معه من القرآن كما أضاع نعله!
    أستغفر الله، صحيح أن كتابه (مرآة الإسلام) ليس فيها ما يؤخذ عليه، ولكن النصيحة للمؤمنين والقول الحق في كتبه: إنّي لا أرى في قراءتها خيراً للشبان المتدينين، وأرى الابتعاد عنها لسلامة دينهم وضمان آخرتهم.

  8. #8
    الصورة الرمزية لحسن عسيلة شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 1,324
    المواضيع : 38
    الردود : 1324
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    هذه قراءة لكتاب : " المرايا المقعرة " لصاحبه جزاه الله خيرا ، السيد الدكتور : عبد العزيز حمودة ، من طرف السيد المفضال المأجور ، علي عليوة ، أنقلها لكم للفائدة ، وقد عالج نفس الأفكار أعلاه ، أفكار الحداثيين دعاة التغريب المأجورين أو المنخدعين ، أرجو أن يكون الموضوع ذا فائدة ، كما أرجو ألا يكون مكررا .
    ملاحظة : ما إن تبدأ هذه القراءة ، حتى تجد نفسك منكبا عليها حتى نهايتها لأهمية ما استبطنته من معلومات من الأهمية بمكان ،رغم بعض الطول ، و ما أنا هنا إلا مجرد ناقل للأمانة ،
    دعواتكم .

    قراءة في كتاب المرايا المقعرة : منقول للأمانة من منتدى التوحيد

    قراءة في كتاب المرايا المقعرة
    علي عليوه


    على مدى العقود الأخيرة ظل العلمانيون يبذلون كل ما في وسعهم للترويج
    لمذهب ( الحداثة ) المنقول عن الغرب باعتباره في زعمهم كشفاً جديداً وتياراً أدبياً
    يقدم رؤية نقدية تكفل تحديث حياتنا الأدبية والفكرية ، وجعلوا أنفسهم سدنة وكهاناً
    في معبد الحداثة رغم أنها دعوة لنبذ التراث الموروث والقطيعة معه ، والانفلات من
    القيم والثوابت العقدية ، والتقليل من إنجازات العقل المسلم طوال قرون ازدهار
    الحضارة الإسلامية .
    واستطاع العلمانيون السيطرة على مجمل النشاط الأدبي والثقافي في كثير من
    البلاد العربية ، وتبوؤوا أعلى المناصب ، وتقدموا الصفوف وكأنهم الصفوة
    المختارة التي امتلكت ناحية الحقيقة ناظرين لمن ليس على مذهبهم نظرة استعلاء
    واستكبار وغطرسة ، وفي هذه الأثناء خرج من داخل موقعهم الفكري ناقد مرموق
    استطاع قلب المائدة عليهم وإنزالهم من عليائهم ، وكشف حقيقتهم وحقيقة حداثتهم .
    الناقد هو الدكتور عبد العزيز حمودة عميد ( كلية الآداب جامعة القاهرة )
    الأسبق ، وأستاذ الأدب الإنجليزي ، والمستشار الثقافي السابق لمصر في الولايات
    المتحدة الأمريكية لعدة سنوات . والكتاب الذي نزل كالصاعقة على رؤوس دعاة
    الحداثة العرب فزلزل كيانهم وأصابهم بالدوار ، وكشف حقيقتهم هو ( المرايا
    المقعرة ) الذي صدر ضمن سلسلة كتب عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني
    للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت .
    وقد سبق كتاب ( المرايا المقعرة ) كتاب صدر قبله بعدة شهور للدكتور حمودة
    يحمل عنوان : ( المرايا المحدبة ) ، وقد شن الكتاب الأول ( المرايا المحدبة )
    هجوماً حاداً على المذهب الحداثي تضمَّن نقداً علمياً موضوعياً للمذهب من ناقد تلقى
    تعليمه وتكوينه الثقافي من داخل البيئة الثقافية الغربية نفسها ، واستطاع المؤلف
    بالحجة والبرهان إثبات أن الحداثة التي يتبناها العلمانيون العرب ما هي إلا بضاعة
    راكدة لفظها الكثير من مفكري ونقاد الغرب أنفسهم .
    والفكرة التي أراد المؤلف توصيلها للقراء من خلال ( المرايا المحدبة ) هي
    أن الحداثيين العرب والغربيين على السواء وقفوا أمام ( مرايا محدبة ) زادت من
    أحجامهم وضخمتها ، وحينما طالت وقفتهم أمام تلك المرايا صدقوا أن إنجازاتهم
    النقدية بهذا الحجم المتضخم على غير الحقيقة ، وأن هؤلاء الحداثيين حين نقلوا عن
    الحداثة الغربية بتلك الصورة كانوا يفتحون الطريق أمام التبعية للثقافة الغربية ،
    ويحاولون تكريس تلك التبعية ، واستنبات ثقافة تتناقض مع الخصوصية العقدية
    والحضارية في التربة العربية .
    ======
    وكتاب ( المرايا المقعرة ) يقع في ( 512 ) صفحة ، ويحتوي على تمهيد
    وخاتمة ، وبينهما الجزء الأول الذي يحمل عنوان : ( الحداثة والقطيعة مع التراث ) ،
    ويضم فصلين الأول : ( ثقافة الشرخ ) ، والثاني : ( من النتائج إلى المقدمات ) ،
    أما الجزء الثاني : ( وصل ما انقطع : نحو نظرية نقدية عربية ) فيتضمن المدخل
    ثم الفصل الأول بعنوان : ( النظرية اللغوية العربية ) ، والفصل الثاني : ( النظرية
    الأدبية العربية ) ، وبعد الخاتمة توجد الهوامش والمراجع .
    * الشرخ الثقافي :
    يرى المؤلف أن المثقف العربي يعيش ثقافة الشرخ أو الفصام بين موروثه
    الديني الذي تربى عليه ، وبين اقتناعاته التي اكتسبها من خلال احتكاكه ( بالآخر )
    الثقافي تجعله يتساءل : من أنا ؟ بل من نحن ؟ وأن المؤسسات الثقافية العربية منذ
    الاتصال بثقافة الغرب في النصف الأول من القرن التاسع عشر ، أو منذ السنوات
    الأخيرة من القرن السابق عليه منذ الحملة الفرنسية على مصر عجزت عن تطوير
    مشروع ثقافي خاص بنا يوقف الشرخ ويرأب الصدع ، مشروع يحقق الهوية
    الثقافية الخاصة بنا ، ويحافظ عليها ضد محاولات الاقتلاع الثقافي وسلب الهوية
    التي تحاصرنا بها ثقافة التغريب القادمة عبر العولمة .
    المشروع الثقافي العربي المفقود من شأنه تحديد الهوية الثقافية للجماعة ،
    والحفاظ عليها من الذوبان في ثقافة أو ثقافات الآخر في أثناء تفاعلها معه أو
    احتكاكها في عصر أصبح الاحتكاك بين الثقافات أمراً محتوماً ؛ مما يعني ضرورة
    وجود درجة من التحكم في التغيرات الاجتماعية التي هي أساس الأنشطة الثقافية ،
    وبخاصة أن كثيراًَ من البلاد العربية عاشت عقوداً طويلة بعد الاستقلال تطبق مبادئ
    مستوردة من الشرق تارة والغرب تارة أخرى بزعم التنمية والنهوض الاقتصادي ،
    وهي مبادئ ونماذج كانت بعيدة عن اقتناعات وهوية الشعوب العربية ؛ ولذلك لم
    يكتب لها النجاح .
    واستمر الشرخ الثقافي وأخذت الأسئلة تلح بقوة على كثير من أعضاء الصفوة
    المثقفة ، وكان السؤال المحوري : من نحن ؟ هل نحن شرقيون أم غربيون ؟ هل
    نعيش حالة المجتمع الحديث أم حالة المجتمع القديم ؟ هل ننتمي إلى التراث العربي
    أم إلى التراث الغربي ؟ ولا شك أن العودة إلى الأصول باعتبارها المدخل الوحيد
    لتحديد الهوية الثقافية القومية سوف ينهي حالة الفصام ، ويضع حداً للشرخ ويرأب
    الصدع ، وهكذا نعود إلى درجة من التوحد الصحي والكلية التي راوغتنا لما يقرب
    من قرنين من الزمان ، عندئذ سنكون أسعد حالاً بعد أن نخرج من الدائرة الجهنمية
    الحالية التي ندور حولها مغمضي العيون مسلوبي الإرادة تتقاذفنا تيارات القديم
    والجديد دون أن ننجز شيئاً ، ولن نجد أنفسنا نعيش ذلك التناقض المؤلم الذي يريده
    لنا الحداثيون .
    * السؤال الصعب ؟
    ويطرح الدكتور عبد العزيز حمودة سؤاله الصعب حول السبب في حدوث
    هذا الشرخ الثقافي والفصام المؤلمين ؟ ويجيب قائلاً : لقد وصل الحال بالبعض منا
    في انبهاره بالغرب والثقافة الغربية إلى درجة العمى الكامل الذي أفقدهم القدرة على
    الاختلاف ، وبلغ انبهارهم بالعقل الغربي وإنجازاته إلى درجة احتقار العقل العربي
    وإنجازاته ، وهذه الحال لم تكن الحداثة وما بعد الحداثة هما السبب فيها . لقد كان
    ارتماء العلمانيين العرب في أحضان الحداثة وما بعدها نتيجة وليس سبباً ؛ صحيح
    أنهما يمثلان ذروة الارتماء في أحضان الثقافة الغربية ، لكنها ذروة سبقتها عملية
    اتجاه واعية ومدركة نحو الغرب وثقافته بدأت في أثناء حكم محمد علي لمصر ،
    وتمثلت في تحديث التعليم وابتعاث الشباب إلى أوروبا مع الإبقاء على نظام التعليم
    التقليدي ، ومن هنا بدأت الازدواجية والثنائية والشرخ .
    ثم أصبح جسر التأثير الغربي في الثقافة العربية طريقاً واسعاً ممهداً عن
    طريق الاستعمار الغربي ، فلم يعد الأمر مقصوراً على فئة محدودة من الأفراد
    يبتعثون إلى أوروبا لتعود بانبهارها إلى الثقافة العربية لتحاول تحديث العقل العربي ،
    أو مجرد اقتباس أنظمة تعليم أوروبية حديثة تطبق في عدد محدود من المدارس ،
    بل تعداه إلى غزو بشري عسكري يؤكد التفوق العسكري والثقافي للمنبهرين
    ويفرض التبعية على المترددين .
    إنه لا يمكن الفصل بين الحداثة وما بعد الحداثة من ناحية وبين العولمة التي
    يقودها الغرب أو ما يسمونه بالكونية الجديدة ، واتفاقية الجات التي تحكم السيطرة
    على اقتصاديات دول العالم لصالح الغرب من ناحية ثانية ، ثم الغطرسة الغربية
    المهيمنة التي تريد فرض نموذجها الصناعي الرأسمالي الاستهلاكي والثقافي أيضاً
    على الدول المغلوبة على أمرها من ناحية أخرى . ليست مقولة المؤامرة هنا تعبيراً
    عن حالة مرضية بل هي حقيقة واقعة يؤكدها عقلاء الفكر الغربي - ومنهم المفكر
    ( تورين ) - وهؤلاء العقلاء يرون الخطر الواضح بين العقلية والكونية التي تعد
    الحداثة أحد مظاهرها وبين السيطرة الغربية على دولة وشعوب العالم الثالث .
    ويخلص المؤلف إلى نتيجة هامة وهي أن تبني الحداثة وما بعد الحداثة
    الغربيتين مصاحباً بكل الانبهار الذي رافق ذلك يعني في بساطة مؤلمة أن بعض
    الحداثيين العرب قد مهدوا لعمليات الاختراق الثقافي ، وسهلوا عملية السيطرة
    والهيمنة للحداثة شرقيها وغربيها ، وهذا هو حجم الخطأ الذي يحدد بالقطع حجم
    اللوم المناسب .
    * المؤامرة الموثقة :
    ويتطرق الدكتور عبد العزيز حمودة إلى أهم جزء في كتابه وهو تفاصيل
    ( المؤامرة ) الموثقة في ( 509 ) صفحات من القطع الكبير هي حجم كتاب ( من دفع
    أجرة العازف ؟ ) للباحثة البريطانية ( سورين سوندرز ) التي استقت وثائقها من
    ملفات أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية بعد الإفراج عن تلك الملفات بعد
    مضي المدة الزمنية المقررة ، وشملت الوثائق لقاءات مطولة مع المؤسسات
    والأشخاص المستهدفين ، ثم أجهزة التمويل أو ( الغطاء ) - في لغة المخابرات -
    الذي استخدم في ذلك ، وكشفت علاقة كل ذلك بالحداثة الغربية والحداثة العربية
    خاصة .
    وفي مقدمة كتابها أوضحت أهداف تدخل أجهزة المخابرات الأمريكية
    والبريطانية في الأنشطة الثقافية في المنطقة العربية وتمويل تلك الأنشطة ، وأهم
    هذه الأهداف الترويج للحداثة باعتبارها سلاحاً ضد الثقافات المحلية للشعوب ،
    وقالت بالنص ص ( 2 ) : ( لقد قامت مؤسسة التجسس الأمريكية دون أن يردعها
    أو يكتشفها أحد لأكثر من عشرين عاماً بإدارة واجهة ثقافية متطورة جيدة التمويل
    في الغرب ومن أجل الغرب باسم حرية التعبير بعد أن اعتبرت الحرب الباردة
    (معركة حول العقول ) جمعت المؤسسة ترسانة ضخمة من الأسلحة الثقافية من
    الصحف والكتب والمؤتمرات وحلقات النقاش والمعارض الفنية والحفلات الموسيقية
    والجوائز ) .
    إن كلمات ( توم برادن ) وهو من أبرز رجال المخابرات البريطانية الذين
    قادوا ( الحرب الثقافية ) الواردة بكتاب سوندرز تؤكد بما لا يترك مجالاً للشك أن
    عمليات الغواية لجذب المثقفين إلى المعسكر الغربي لم تكن بريئة كلية ؛ لكنها في
    الوقت نفسه تبرز مفارق جوهرية ؛ فالمخابرات من منطلق تشجيع ما يسمى بـ
    (حرية التعبير ) كانت تقوم أولاً بشراء حرية التعبير ، ثم تقوم بالتحكم فيها وتقييدها ،
    وتعلق سوندرز على ذلك بقولها : ( لم يكن سوق الأفكار بالحرية التي تظاهر بها )
    وأخذت فروع رابطة ( حرية الثقافة ) وهي الواجهة المخابراتية للغزو الثقافي
    تنتشر في البلاد العربية ، إن سوندرز تؤكد من خلال الوثائق أن المخابرات الغربية
    شجعت عن طريق التمويل التيارات الحداثية في الفنون والآداب والنقد ، ولم تكن
    الحداثة الغربية بالبراءة التي تصورها البعض ، وإنما كانت الحلقة الأخيرة في
    سلسلة الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب المقهورة والتمهيد لسيطرة الثقافة
    الغربية ، والمفارقة التي تبرزها سوندرز أن أمريكا التي رفعت شعار ( حرية
    التعبير ) أو ( الحرية الثقافية ) واستخدمته سلاماً مبدئياً في حربها الباردة مع
    المعسكر الشرقي كانت في تلك السنوات المبكرة في أواخر الأربعينيات وأوائل
    الخمسينيات من القرن الماضي على وجه التحديد تقهر حرية التعبير داخل الولايات
    المتحدة ، بل إن الذوق الأمريكي ممثلاً رسمياً في رئيس الجمهورية وبعض أعضاء
    مجلس الشيوخ كان يعتبر الفن الحداثي فناً هابطاً منحلاً ، وقد وصل الأمر إلى
    درجة اتهام أحد أعضاء الكونجرس للفنانين الحداثيين بالتجسس لحساب الاتحاد
    السوفييتي ؛ ولكن ذلك لم يمنع من تشجيع نشر الحداثة لضرب ثقافات الشعوب
    الأخرى .
    لقد بدأ النشاط الحداثي في العالم العربي مع مجلة ( حوار ) التي افتتحت في
    القاهرة في أوائل الستينيات وهي بتمويل كامل من المخابرات الغربية التي افتتحت
    عدداً من المجلات والدوريات المماثلة ، ومنها مجلة ( شعر ) في بيروت عام
    1957م ولكن مجلة ( حوار ) أغلقت بعد ذلك بعد افتضاح أمرها ، وكان ظهور
    مجلة ( شعر ) مرتبطاً بعلاقة وثيقة بـ ( رابطة حرية الثقافة ) الواجهة الظاهرة
    للمخابرات الغربية ، وكان مؤسس المجلة ( يوسف الخال ) يدعو للاندماج التام في
    الثقافة الغربية .
    * العزلة :
    ويرى الدكتور عبد العزيز حمودة أن العقل العربي الحداثي تحرك في اتجاه
    الثقافة الغربية في ظرف تاريخي شعر فيه العربي بالحاجة المصيرية للتحديث ،
    ومع كثير من الانبهار بمنجزات العقل الغربي واحتقار للعقل العربي وبمنجزاته
    تحول الحداثيون من ( التعلم ) إلى ( الاندماج ) دون أن يدركوا الاختلاف أو
    يستشعروا الخطر ، وتقبل هؤلاء الحداثيون المقولة الإمبريالية بكونية الحداثة ، وأن
    ما يناسب الآخر الثقافي ، الحضاري يناسبنا بالضرورة ، وإذا ارتفع صوت ينبه إلى
    الاختلاف سارعت ( النخبة الحداثية ) إلى اتهامه بالأصولية والانعزالية ! !
    والنتيجة الأخرى التي ترتبت على موقف الحداثيين العرب هي تحولهم
    المحزن إلى ( نخبة ) يكتب بعضهم لبعض ويحاورون أنفسهم ويخاطبون أنفسهم ؛
    مما أدى إلى عزلتهم المبكرة عن الجماهير ووضعهم في موقف مناقض ( لثورية
    الحداثة ) ، ووقع الحداثي العربي في مأزق مزدوج وهو العزلة عن الجماهير بسبب
    لجوئه في أعماله الأدبية إلى الغموض والتغريب والتجريب ثم تحالفه مع النخبة
    السياسية الحاكمة التي اتصفت بالفساد والديكتاتورية في أغلب الأحوال .
    لقد رفع الحداثيون العرب شعار ( الاستنارة ) و ( التنوير ) ، وبدلاً من أن
    يعتمدوا على العقلانية المقبولة تحولوا إلى تبني الفكر الغربي بعدته وعتاده ؛ وبذلك
    زادوا الأمور إظلاماً بدلاً من إنارتها ، وبلغت المأساة ذروتها عندما وضعوا ( الدين )
    باعتباره فكراً غيبياً من وجهة نظرهم في مواجهة ( العقلانية ) و ( التفكير
    العلمي ) ، وأدت طريقة تعامل المثقفين العرب مع العلوم الجديدة القادمة من
    الغرب خلال العقدين الأخيرين إلى نتائج سلبية خطيرة زادت الظلام إظلاماً في
    النفق المسدود الذي دخلوا فيه .
    ويطالب مؤلف ( المرايا المقعرة ) بضرورة مراجعة ( أرشيفنا الثقافي ) حتى
    نستطيع أن نحدد أين نقف ؟ حتى نصل في النهاية إلى معرفة من نحن ؟ وأن نعيد
    صياغة خياراتنا بعد أن وصلنا إلى المنحى الحالي الخطير في علاقتنا بالغرب ،
    وتحولنا عن الاستفادة منه إلى الاندماج فيه ؛ مما جعلنا مهددين بالانمحاء . ومن
    الضروري أيضاً التحذير من ارتباط الحداثة العربية بالهيمنة والسيطرة الغربية ،
    وأنها تسعى لجرنا إلى السقوط في هاوية التبعية التي لا يعلم سوى الله - تعالى -
    وحده كيف نخرج منها .
    ________________________
    ( مجلة البيان ، العدد 175 )

المواضيع المتشابهه

  1. حسين علي الهنداوي ///حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-11-2006, 12:43 AM