كازانوفا و طه حسين
هذا ليس كازانوفا الذي تعلمون
العاشق الإيطالي الشهير
ساحر النساء و محطم قلوب العذارى
و لكنه كازانوفا طه حسين
إنه ساحر عقول المفكرين
و المأجور لبثّ الشكوك في الدين الحنيف ودسّ السموم في لغة القرآن العظيم
المستشرق الفرنسي الشهير ( كازانوفا) الحاقد على الاسلام و المسلمين و الناقم على القرآن الكريم .
هذا هو أحد أساتذة طه حسين و أحد معلّميه المبجّلين .
مستشرق فرنسي , تعلم العربية وعلمها في معاهد فرنسا وقدم مصر فانتدبته الجامعة المصرية آنذاك أستاذاً لفقه اللغة العربية .
أستاذ لفقه العربية مستورد من فرنسا !!!!
قال عنه طه حسين :
" لم أكد أجلس إلى كازانوفا حتى استيقنتُ أنّ هذا الرجل , كان أقدر على فهم القرآن و أمهر في شرحه و تفسيره من هؤلاء- يقصد علماء الازهر- الذين يحتكرون
علم القرآن و يرون أنهم خزنته و أصحاب الحق في تأويله " .
علماء الأزهرالمسلمين في ذلك الوقت الذين قضوا سنوات طويلة يدرسون القرآن و يتدارسونه كابراً عن كابر , لا يفقهون شيئاً من القرآن الكريم , أما ذلك الفرنسي
المسيحي , المستشرق الحاقد فهو أعمق فهماً منهم .
وقال عنه طه حسين أيضا :
" و لقد أريد أن يعلم الناس أني سمعت هذا الاستاذ (كازانوفا) يفسر القرآن الكريم تفسيراً لغوياً خالصاً فتمنيتُ لو أتيح لمناهجه أن تتجاوز باب الرواق العبـــــــاسي
– بالأزهر- و لو خلسة ليستطيع علماء الأزهر الشريف أن يدرسوا على طريقــة جديدة نصوص القرآن الكريم من الوجهة اللغوية الخالصة على نحو مفيد حقاً " .
و أشهر ما قاله طه حسين في (كازانوفا) :
" لولا كازانوفا ما فهمتُ القرآن "
ابن كثير و الطبري و القرطبي و الزمخشري و سيد قطب و الآلاف ممن كانوا معهم و بعدهم ..
لم يُقنعوا طه حسين بالشرح و التفسير
و لكنْ أقنعه فرنسي مسيحي مأجور !
و قال عنه أيضاً : " كان كازانوفا مسيحياً شديد الإيمان بمسيحيته ، ولكنه كان إذا دخل غرفة الدرس فى الكوليج ديفرانس نسي من المسيحية واليهودية والإسلام كل شئ " .
و قد شكّك هذا الكازانوفا بنسبة القرآن الكريم الى الوحي الإلهي عموما , و بنسبة بعض الايات خصوصا , فقال مما قاله :
" كان تفسير عدم استخلاف النبى لأحد من أصحابه لتولى أمر المسلمين هو اعتقاده أن نهاية العالم قريبة ، وهى عقيدة مسيحية محضة ، ومحمد كان يقول عن نفسه :
إنه نبى آخر الزمان الذى أعلن أن المسيح سيأتى ليتمم رسالته " .
ثم يستطرد فى موضع آخر قائلا : " إن القرآن قد أدخلت عليه بعد وفاة النبى تغييرات قام بها خلفاؤه ليفصلوا ما يمكن لهم فصله بين بعثة الرسول وقيام الساعة اللتين يرى
ارتباطهما مباشراً . والدليل على ذلك ما ورد فى الآية " وإن ما نُرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفيّنك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب " . فزعم كازانوفا أن أصحاب النبى
حين رأوا أن الساعة لم تقم وضعوا فى صيغة التعبير صورة الشك موضع اليقين ، ولا يستبعد أن الآية قبل التبديل هى كالاتى : " وسنريك بعض الذى نعدهم " ويتساءل كازانوفا ،
هل يعقل أن الإله ـ وهو سيد الأقدار ـ لم يستطع أن يحدد مسألة بسيطة وأنه يجهل هل النبى سيموت ، أو سيعيش إلى نهاية العالم فى حين أنه علم بالساعة علم اليقين ، ولكنه لم
يشأ أن ينبئ الناس بهذا العلم .
ويستطرد كازانوفا قائلا : " هناك آيتان يشك فى صحة نسبتهما إلى الوحى النبوى ، والراجح أن يكون أبو بكر هو الذى أضافهما على إثر موت النبى ، فأقره المسلمون على ذلك
وهما قول القرآن " وما مُحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " .وقوله " إنك ميت وأنهم ميتون ، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " .
هذا هو كازانوفا الذي أخذ عنه "عديم الادب العربي" طه حسين تفسير القرآن الكريم .
نعمَ المعلم و نعم التلميذ .
محمد البياسي