كلماته تبث الهمة في نفوس الشباب المسلم . رحم الله الشيخ سيد قطب وغفر الله له واسكنه فسيح جناته. جزاك الله خيراً استاذ ربيع السملالي على هذا الموضوع القيم.
نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشا» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» احمد المنسي» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» غاب الأميـــــر» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: شاهر حيدر الحربي »»»»» آية الكرسي.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أنا المحب رسول الله» بقلم لؤي عبد الله الكاظم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مع الظلام» بقلم عبدالله سليمان الطليان » آخر مشاركة: عبدالله سليمان الطليان »»»»» رسالةٌ إلى لا أحد» بقلم العلي الاحمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» في وداع الشيخ عبد المجيد الزنداني رحمه الله» بقلم طارق عبد الله السكري » آخر مشاركة: طارق عبد الله السكري »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»»
كلماته تبث الهمة في نفوس الشباب المسلم . رحم الله الشيخ سيد قطب وغفر الله له واسكنه فسيح جناته. جزاك الله خيراً استاذ ربيع السملالي على هذا الموضوع القيم.
لا ارى ان يدرج هذا في كنوز سيد قطب رحمه ربي رحمة واسعة
لانه من اخطائه وهو وصفه حالتنا اليوم وفي عصره ووقته بلفظ الجاهلية باطلاق وتشبيهها بالجاهلية الاولى، بل وصفها بانها اكثر ظلما.
وكما قال الامام مالك: كل يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر. واشار الى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذلك ينبغي انتقاء الاقوال، فالخطأ لا يخلو منه انسان.
واشكر الاخ ربيع المكرم على الموضوع
والاخت بلابل الفاضلة على المشاركة
أهلا بك أخي عبد الرحيم ، قال محمد قطب رحمه الله ردّا على هذه الشبهة في كتابه جاهلية القرن العشرين / :
يحسب الكثيرون أن "الجاهلية" فترة معينة من الزمن - كانت - في الجزيرة العربية - قبل الإسلام.
أولئك " الطيبون"... الذين لا يجادلون في صدق ما وصف الله به الحياة العربية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويؤمنون أنها كانت جاهلية حقا بالقياس إلى الإسلام.
أما "الخبيثون" - تدفعهم دوافع غير إسلامية، من تلك التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من دعا إلى عصبية..." - فأولئك يجادلون كثيراً في هذا الأمر، منافحين عن الجاهلية العربية وأنها لم تكن "جاهلية " كما وصفها القرآن! فقد كان في البيئة العربية "فضائل" و "قيم" ذاتية، و "معلومات" و "حضارة" مكتسبة من الاتصال بالرومان والفرس... مما كشفت عنه "الدراسات" الحديثة التي قام بها المستشرقون! وهم من باب أولى لا يتصورون أن تكون الجاهلية قائمة في هذا القرن العشرين، ما دام مقياسهم هو هذا المقياس!
هؤلاء وأولئك لا يدركون معنى "الجاهلية" كما هو في واقع الأمر وكما عناه القرآن!
* * *
الطيبون يحصرون مظاهر الجاهلية في الشرك الساذج والوثنية البدائية وأخذ الثأر والمفاسد الخلقية التي كانت سارية في البيئة العربية... أي أنهم يأخذون "مظاهر" الجاهلية العربية على أنها هي "الجاهلية" ذاتها، ومن ثم يحصرونها في هذه الصورة المحدودة، في هذه الفترة المعينة من التاريخ، في هذه البقعة من الأرض في الجزيرة العربية... ويظنون - من ثم - أنها مضت إلى غير رجعة في الزمان أو المكان!
والخبيثون يظنون أن "الجاهلية" هي مقابل ما يسمى "العلم" أو "الحضارة" أو "التقدم المادي" أو "القيم" الفكرية أو الاجتماعية أو السياسية أو "الإنسانية!" ومن ثم يجهدون أنفسهم إجهاداً - مدفوعين بتلك الدوافع غير الإسلامية التي نوه بها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم - لكي يثبتوا أن العرب لم يكونوا جهلاء، فقد كانوا يعرفون بعض المعارف، ولا متأخرين، فقد كانوا ملمين بشيء مما يسمونه الحضارة وشيء من المدنية، ولا خاوين من القيم، فقد كان لديهم من الفضائل: الكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف وبذل النفس في سبيل الشرف أو النخوة أو الكرامة أو ما شابه ذلك من الأمور، ومن ثم فوصف القرآن لهم بالجاهلية ليس حقيقة تاريخية! ومن ثم كذلك فالقرن العشرون في نظرهم هو قمة الارتفاع البشري الذي يمكن أن يحلم به الإنسان...
وهؤلاء وأولئك كما قلنا لا يدركون معنى "الجاهلية" كما هو في واقع الأمر، وكما عناه القرآن!
ليست الجاهلية "صورة" معينة محدودة كما يتصورها الطيبون الذين يرون أنها فترة تاريخية مضت إلى غير رجوع، إنما هي "جوهر" معين، يمكن أن يتخذ صوراً شتى، بحسب البيئة والظروف والزمان والمكان؛ فتتشابه كلها في أنها "جاهلية" وإن اختلفت مظاهرها كل الاختلاف.
وليست هي المقابل لما يسمى العلم والمعرفة والحضارة والمدنية والتقدم المادي والقيم الفكرية والاجتماعية والسياسية والإنسانية على إطلاقها، كما يتصورها الخبيثون، سواء بالنسبة للجاهلية العربية أو بالنسبة للقرن العشرين...
إنما الجاهلية - كم عناها القرآن وحددها - هي حالة نفسية ترفض الاهتداء بهدى الله، ووضع تنظيمي يرفض الحكم بما أنزل الله: "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ".
هي إذن مقابل معرفة الله، والاهتداء بهدى الله، والحكم بما أنزل الله... وليست مقابل ما يسمى العلم والحضارة المادية ووفرة الإنتاج!
والذين يظنون أن الجاهلية هي جاهلية العرب قبل الإسلام وحدها... نحب أن نبين لهم حقيقة الجاهلية، ليتبينوا نوح الحياة التي يعيشونها في القرن العشرين!
والذين ينافحون عن الحاهلية العربية - بدافع من العصبية - نحب أن نقول لهم يطامنوا من الجهد الجاهد الذي يبذلونه في هذا السبيل... فمهما أجهدوا أنفسهم فلن يستطيعوا أن يزعموا أن العرب في جاهليتهم قد بلغوا من التقدم العلمي، والتنظيم السياسي والاجتماعي و "القيم" الفكرية ما بلغته حضارة القرن العشرين! ومع ذلك فالقرن العشرون أبشع في جاهليته من العرب في جاهليتهم قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، بل إن جاهلية القرن العشرين - في الواقع - أبشع جاهلية في تاريخ البشر على ظهر الأرض.
لقد كانت الجاهلية العربية جاهلية ساذجة قريبة الغور! تعبد أوثاناً محسوسة فجة ساذجة! وتمارس ألواناً من التصور وألواناً من السلوك، منحرفة... نعم... ولكنه انحراف ساذج غير عميق! وكل ما كان من بطش قريش وكيدها وحرصها على "مصالحها" و "سيادتها"، ووقوفها في طريق الحق والعدل الأزليين من أجل هذه المصالح وتلك السيادة... كل ما كان من هذا البطش والكيد - وإن يكن من حيث الجوهر موجوداً في كل جاهلية، قديمة أو حديثة - إلا أنه كان يتخذ صورة بسيطة غير معقدة، صريحة على كل التوائها، مباشرة على كل تخابثها، ذلك أن الفساد لم يكن في أصل الفطرة بقدر ما كان في مظهرها الخارجي... فما هو إلا أن عرك الحق القشرة الخارجية الزائفة حتى استسلمت الفطرة للحق الأزلي، وانجابت الظلمات...
أما الجاهلية الحديثة فشأنها أوعر، وأخبث، وأعنف...
إنها جاهلية "العلم"!
جاهلية البحث والدراسة والنظريات!
جاهلية النظم المستقرة المتعمقة في التربة!
جاهلية التقدم المادي المفتون بقوته، المزهو بما وصل إليه من آفاق!
جاهلية الكيد المنظم المدروس المخطط الموجَّه لتدمير البشرية... على أسس علمية!
جاهلية لا مثيل لها في التاريخ...
إن العبرة في اعتبار أي نظام، أو عدم اعتباره إسلاميًا. هو الجهة التي يصدر عنها هذا النظام. فإن كان صادراً عن الله -سبحانه- فهو إسلامي. والإسلام الدين السائد يومذاك. وإن كان صادرًا عن غير الله. فهو جاهلي والجاهلية هي السائدة يومذاك.. وهذا هو مفرق الطريق بين الجاهلية والإسلام. في كل وضع وفي كل نظام. دون الدخول في جزئيات وتفصيلات هذا النظام!
مجرد الغفلة أو العشو - حتى إذا لم يمتد زمنه - كفيل أن يفتح الأبواب ويجعلها مشروعة أمام الشيطان وحزبه ليقتحم ساحة الحق ويفسد في الأرض ويدمر على أهل الحق حقهم وما هم عليه.
(وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [الزخرف:36]
اللافت للنظر أن الله –تبارك وتعالى- لم يقل "ومن يعمى" بل قال: "من يعش"، والعشو مجرد ضعف في الإبصار يجعل الإنسان عاجزا عن الإبصار في الليل، فمجرد الغفلة أو العشو حتى إذا لم يمتد زمنه كفيل أن يفتح الأبواب ويجعلها مشروعة أمام الشيطان وحزبه ليقتحم ساحة الحق ويفسد في الأرض ويدمر على أهل الحق حقهم وما هم عليه.
الإيمان بالغيب هو العتبة التى يجتازها الإنسان فيتجاوز مرحلة الحيوان الذى لا يدرك إلا ما تدركه حواسه ، إلى مرتبة الإنسان الذى يدرك أن الوجود أكبر وأشمل من ذلك الحيز الصغير الذى تدركه حواسه، فليس من يعيش فى الحيز الصغير الذى تدركه حواسه كمن يعيش فى الكون الكبير الذى تدركه بديهته وبصيرته.
العبيد هم الذين يهربون من الحرية، فإذا طردهم سيد بحثوا عن سيد آخر، لأن في نفوسهم حاجة ملحة إلى العبودية لأن لهم حاسة سادسة أو سابعة.. حاسة الذل.. لابد لهم من إروائها، فإذا لم يستعبدهم أحد، أحست نفوسهم بالظمأ إلى الاستعباد، وتراموا على الاعتاب يتمسحون بها، ولا ينتظرون حتى الاشارة من إصبع السيد ليخروا له ساجدين .
وقد يبدو باطله ضخماً فخماً، مخيفاً لمن يغفل عن قوة الحق الكامنة الهائلة التي لا تتبختر و لا تتطاول ولا تتظاهر؛ ولكنها تدمغ الباطل في النهاية، فإذا هو زاهق وتلقفه فتطويه، فإذا هو يتوارى.
وليست هذه هي الحقيقة. فقدر الله دائما يعمل، ودائما يُغير، ودائما يُبدل، ودائما يُنشيء ما لا يجول في حسبان البشر من الأحوال والأوضاع. فرج بعد ضيق. وعسر بعد يسر. وبسط بعد قبض. والله كل يوم هو في شأن، يبديه للخلق بعد أن كان عنهم في حجاب.
ويريد الله أن تستقر هذه الحقيقة في نفوس البشر، ليظل تطلعهم إلى ما يحدثه الله من الأمر متجددا ودائما. ولتظل أبواب الأمل في تغيير الأوضاع مفتوحة دائمة. ولتظل نفوسهم متحركة بالأمل، ندية بالرجاء، لا تغلق المنافذ ولا تعيش في سجن الحاضر. واللحظة التالية قد تحمل ما ليس في الحسبان..