|
مستوفزٌ والفؤادُ محتقنُ |
من شجنٍ يستمدُّه شجنُ |
في كلِّ يومٍ تئنُّ مجزرةٌ |
وتنفثُ الموتَ واللظى إحَنُ |
ما سغبتْ في البلادِ مقبرةٌ |
إلا غذَتْها شآمُ أو يمَنُ |
يا وطني استملكوك مزرعةً |
لو خجلوا استأجروك أو ضمِنوا |
توارثوهُ أباً إلى ولدٍ |
جاريةٌ هذي الشامُ أَمْ وطنُ؟! |
ما ولدتْ أمهاتُنا خَوَلاً |
تجرُّهم رِبقةٌ ولا رسنُ |
لو أنهم للإخوانِ ما خَذلوا |
لو أنهم في الحروبِ ما جبنوا |
لكنهم خائنٌ ونطفتُه |
هيهات نسلُ العميلِ يُؤتمَنُ |
كم قتلوا بالرصاصِ،كم ذبحوا |
كم سحقوا بالحذاءِ، كم طحنوا |
كم قلعوا من أظفارِ صبيتِنا |
كم عذّبوا والداً وكم سجنوا |
كم هتكوا من خُدورِ عاتكةٍ |
واغتصبوا حُرّةً بها وزنوا |
كم لوّثوا من دمائنا حسَباً |
وكم بأرجاسِ مائهم عجنوا |
كفى فقد جازَ دَينُكم أجلاً |
وكلُّه في الرقابِ مرتهَنُ |
هذا أوانُ السدادِ فابتهجوا |
بكلِّ ما أسلفتم لكم ثمنُ |
كيف هواني وحمصُ ربوتُها |
تحنو على خالدٍ وتحتضنُ |
ويوسفٌ في دمشقَ أعينُه |
قَرّتْ وأهدابُها له سكنُ |
أودعتُ خوفَ السنينَ أقبيةً |
يفوحُ منها الهوانُ والعفَنُ |
وامتلأتْ من تحرُّري رئتي |
فلا هواءٌ ملوَّثٌ نتِنُ |
ها قد صحا غافٍ بعدَ رقدتِه |
وانتفض الآنَ مُقعدٌ زَمِنُ |
نحن هنا راسخونَ فانقلعوا! |
نحن هنا لا نكِلُّ.. لا نهِنُ |
أسبوعُنا كلُّه غدا جُمَعاً |
وانضبط الوقتُ واستوى الزمَنُ |
نموت حتى نقضَّ مَضجعَكم.. |
نصرخ حتى تشكَّكم أُذُنُ |
ننزف كي تشربوا على كدَرٍ.. |
نزعجُكم كي يجنَّ متّزِنُ |
دمي هنا: في الفراتِ.. في برَدى |
سيلٌ جَموحٌ وعارضٌ هَتِنُ |
تصدّع السدُّ والزُّبى طفحتْ |
ضاق بقهرِ السنين مختزِنُ |
يجتاحُ أصنامَكم ويَحْطمُها |
لن يُعبدَ اليومَ بيننا وثَنُ |
لا جبلٌ عاصمٌ لمنهزمٍ |
من عَرِمي ..لا سهلٌ ولا حَزَنُ |
نضوتُ أطمارَ ذِلّتي أبداً |
وحُلّتي نحوَ عِزّتي كفَنُ |
أكنسُ عن صورتي قذارتَكم |
فينجليْ وجهُ شامِنا الحَسَنُ. |