عـــذرا بـــلادي

عـــذرا بـــلادي



ليــــل تــدلى كعنقــــود مـن النــــــار
ويـــاســـــمين بــأغــــــلال وأوزار
*
يريـده الموت .. والطوفــان محتـرف
حرْقَ القصــائد .. في زهـو كجــزار
*
يا عازف الليل هات الموت في علب
ومـزِّق الحـب – لا تحفـل – بمنشـار
*
يا جوقـــة العـرس هـــاتي كل قافيــة
ولــوِّني المشـــهد الــــدامي ببشـــار
*
كل الزنابق فوق الأرض قـد ســقطت
هــاتـــوا نـلملمهــــــا نــورا لأقمــــار

*
هاتوا من الشـعر نبضاً يقتفي وجعــاً
ويحـرس الشـمس من نـاب وأظفـــار
*
هاتــوا نشــيدا يــداوي جــرح قافيــةٍ
لأمــة رُزئت فـي صــدرهـا العــــاري
*
هاتــــوا رجــالا تثير النقــع صولتهم
وتوقــظ الذكـــر في فجـــر وأســحار
*
هـاتوا ســراة يقضُُّ الهــمَّ مضجعهـم
اذا تعـــرض ثــوب الطهـــر للقـــــار
*
هاتــوا نســاء تُعــدُّ اليــوم قهوتهــا
في فسحة الوقت دون الخوف من جار
*
هاتــوا وليـــدا ينــام الليـل محتفــــلا
بلـــذة النــــوم في روض وازهــــار
*
هاتـــوا لنـــا أمـــلاً في أمـة سـُــلبت
عــــزا مهابــا فأضحت دون مقـــدار
*
عذرا فهذي بــلاد العـــرب من وجــع
أمســت مشـاعـــا لمـــأفون وجبــــار
*
هيهـــات فيهـــا إلى الأبواب يســبقنا
ميــزان عـــدل بــــلا قتــــل وانكــــار
*
هيهات يــا حمـص لـو نرقى فنكتبنــا
في صفحة المجـد أنــا جـذوة الغــــار
*
هيهـات يـا دمهـــا المسـفوح تنكرنــا
إنــــا تـركنـــاك لــم نحفــل بأنهـــــار
*
عذرا دمشـــق ويا بغــداد يــــا وطني
لو نملك الحـس نحـو الأهـل والـــدار
*
لأرخت القــدس بعــــد البين أعينــها
كــي تسـتريح من الكابــوس والنـــار
*
لاســتيقظ الفجــر بالأنــوار مغتســلا
وعتمــة الليـل تخبـــو بعــد إصـــرار
*
لاهتـزت الأرض من أعماقهــا وربت
وأخـرجَتْنــــا تراتيـــــــلا لأســــفـار
*
هيهات .. أضحت طوال الوقت أمنيـة
لسادة الصمت كي ينجوا من العـــــار
*
عــذرا بــلادي فما زال الهوى وطنــا
يقــــدم الغصــن متبوعـــــا بأثمـــــار
*
يدثــر الجســم فـي أوجـــاع غربتـــه
ويقطـــف الغيـــم عنقــــودا لأشـــعار
*
عــــــذرا فأنــــــا تمــــاثيل مســــندة
يصحو بهــا الحـس إذ هبَّــت لدينــار

شموخ وكبرياء
وحق لك ان تشمخ وان تفخر
فلابد للقيد ان ينكسر
ولن تطول أيام الظالمين
بورك حرفك الثائر
عذرا بلاد الشــام يا بغــداد يـا وطني ... هنا لوقلي:
عذرًا بلاديَ يا بغداد يا وطني ... لاستقام الوزن
تحياتي

شاعرنا الكبير : محمد ذيب سليمان
مددٌ أبيّ شجِيّ ، يُزمجِرُ حسرةً ، وهو حاسرُ الحرفِ ، وإباؤهُ إبراءٌ للذمّة في زمنٍ قد قعّص الخذلان في قفاه
بورك البوح النقيّ التقيّ

الله ما أشد صرختك وقعًا في النفس أيها الشاعر الكبير
ولمثل هذا يقرض الشعر الأبي السامق ولمثل هذا فليتسابق الشعراء
دمت بهذا الحس وهذا الألق الشعري مبدعنا الجميل
محبتي وكثير تقديري

**(( عذراً دمشق ويا بغداد يا وطني --- لو نملك الحس نحو الأهل والدار // شاعرنا المُجيد الأستاذ محمد : قصيدٌ مترع الألم ، سخيّ الأنين والجراح ، تميد آهاته فتكاد تصيب من الأفئدة شغافها ، وذاكرة تعكس مرآتها أنات العباد والبلاد ، أوجاع بغداد هي عينها أوجاع دمشق والدموع ، ألِأنّ الفرات ملهمنا فقدرنا بين الدم والآه ؟؟ أم إن في كثرة الهرج والمرج ما ينبأ بأمر أدهى وأمر ؟؟ بارك الله فيك على غيوث معانيك ... ودمت بخير ))**

عــذرا بــلادي فما زال الهوى وطنــا
يقــــدم الغصــن متبوعـــــا بأثمـــــار
*
يدثــر الجســم فـي أوجـــاع غربتـــه
ويقطـــف الغيـــم عنقــــودا لأشـــعار
*
عــــــذرا فأنــــــا تمــــاثيل مســــندة
يصحو بهــا الحـس إذ هبَّــت لدينــار

الأخ الكبير والشاعر القدير : محمد ذيب سليمان

صرخة من قلب مكلوم، تعانق السماء شموخاً وكبرياء، وتلامس حنايا القلب ألماً ولوعة وحزن

ابداع تصويري بريشة طالما نزفت أجمل الألوان، شعراً ولغة، حبكة وسردا،ً

جميل ماقرأت هنا والأجمل أن نتذكر دوماً بأن المسلمون كالجسد الواحد إن اشتكى منه

عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ..

تقبل مروري مع طوق ياسمين ولك مني كل الود وكبير الإحترام

لبلادك ان تفخر بك ايها المتألق شعراً وشعوراً
رسمتَ ملامح ألمٍ ووقفة حيرة
وتساؤلاتٍ طالما اخذت احدنا بعيدا بعيدا
وما زلنا ننتظر الرد الالهي بحكمته وفضله وكرمه
...
صور شعرية جسّدت الواقع الذي نعيش
ومفردات جزلة وسلاسة في الايقاع
.
كنتُ هنا لأستمتع حتى في ألألم . مع هذه الصرخة المدوّية
.
بورك الحس والقلم

أخي الشاعر القدير
محمد ذيب سليمان


قصيدة بديعة جدا في صدقها وتأثيرها ومشاعرها. وطنية كبيرة وعمق في المعنى وبعد في الرؤية.


دمت مبدعا!

تقديري وتحياتي

خالد شوملي

نص يحمل في طياته شموخ العربي الأصيل ووجع الأمة الحالك

نص حمل فِكرا وشِعرا
دأبك الابداع

تحيتي لك

عذرا دمشـــق ويا بغــداد يــــا وطني
لو نملك الحـس نحـو الأهـل والـــدار
*
لأرخت القــدس بعــــد البين أعينــها
كــي تسـتريح من الكابــوس والنـــار
*
لاســتيقظ الفجــر بالأنــوار مغتســلا
وعتمــة الليـل تخبـــو بعــد إصـــرار
*
لاهتـزت الأرض من أعماقهــا وربت
وأخـرجَتْنــــا تراتيـــــــلا لأســــفـار

ترى أيكفينا القصيد لو أردنا أن نعرج على كل بؤرة للوجع العربي وكل ركن في مساحة الوطن العربي نازف؟؟
قصيد زلزلنا بما حمل من بديع الاحساس والتفاعل مع الأهل على امتداد رقعة الوطن الممزق من المحيط إلى الخليج

أبدعت قصدا وقصيدا
لا فض فوك شاعرنا

تحاياي