|
(السَّعِيدُ الَّذِي..)، يَقُولُ المُغَنِّي، |
هَلْ أُعَزِيهِ يَا (الَّذِي) أَمْ أُهَنِّي؟! |
عاد أَيْلُولُ وَالمَوَاعِيدُ أُخْرَى |
و(السَّعيدُ الَّذِي..) عَلَى كَفِّ جِنِّي |
هَاهُوَ الآنَ بَعْدَ خَمْسِينَ شَوْطاً |
بَيْنَ نَابِ الرَّدَى وَنُونِ التَّمَنِّي |
غَادَرَتْ ذَاتَهَا المَحَطَّاتُ عَجْلَى |
وَهْوَ يَرْجُو سَلَامَةً فِي التَّأَنِّي |
قِيلَ فَاتَ القِطَارُ، أَيُّ قِطَارٍ؟! |
دَعْهُ يَمْضِي، وَابْكِ الَّذِي فَاتَ مِنِّي! |
السَّعِيدُ الَّذِي هَرِمْتُ عَلَيْهِ |
لِاحْتِرَاقِي بِنَارِهِ، لَا لِسِنِّي |
هَلْ سَيُحْصِي مَا مَرَّ مِنْ تَضْحِيَاتِي؟ |
هَلْ سَيَدْرِي أَنِّي وَأَنِّي وَأَنِّي...؟! |
أَنَّنِي فِي هَوَاهُ أَنْفَقْتُ رَأْسِي |
وَالَّذِي فِي يَدَيَّ، مِنْ غَيْرِ مَنِّ؟ |
هَلْ سَيُسْدِي إِلَيَّ مِعْشَارَ نَزْفِي |
كُلَّ يَوْمٍ قَصِيدَةً مِنْ لَدُنِّي؟ |
لَيْتَنِي فِي تُرَابِهِ كُنْتُ تُرْباً |
لَيْتَ أَنِّي، وَلَاتَ شِعْرِي وَفَنِّي! |
لَيْتَنِي فِي هَوَاهُ كُنْتُ هَوَاءً |
لَيْتَ أَنِّي .. أَمُوتُ فِي لَيْتَ أَنِّي! |
وَكَأَنِّي فِي ذَاتِهِ كُنْتُ ذَاتاً |
قَدْ تَمَاهَتْ "كَأَنَّهُ" فِي "كَأَنِّي" |
لَيْتَهُ يَوْمَ وُسْعِه يَحْتَوينِي |
مِثْلَمَا أَحْتَوِيهِ فِي حُسْنِ ظَنِّي |
وَطَنِي أَيُّهَا السَّعِيدُ، لِمَاذَا |
كُلَّمَا جِئْتُ مُقْبِلاً غِبْتَ عَنِّي ؟ |
وَلِمَاذَا أَكَلْتَ لَحْمِي وَعَظْمِي؟ |
وَبِلا حُجَّةٍ تَبَرَّأْتَ مِنِّي؟ |
كَمْ تَسَوَّلْتُ فِيكَ مَا دُونَ حَظِّي |
وَتَوَسَّلْتُ فِيكَ: لَا تَمْتَهِنِّي! |
وَطَنِي أَيُّهَا الضَّحِيَّةُ مِثْلِي |
كُنْتَ مُضْطَرَّنِي لِهَذَا التَّجَنِّي |
سَيِّدِي أَيُّهَا المُسَجَّى أَمَامِي، |
قَسَماً لَنْ أَخُونَ.. إِنْ لَمْ تَخُنِّي |