أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 41

الموضوع: الصبّار

  1. #1
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي الصبّار

    الصبّار

    اعتاد أبو صابر أن يستظلّ وأصدقاءه بظلّ شجيرة الصّبار؛ لارتشاف القهوة ومتابعة آخر الأخبار .
    كانت شمس ذلك الصّباح كاوية، حين جلس ينتظر أصدقاءه، فلم يأتوا. لفت انتباهه أنّ ألواح الصّبار قد احتلت مساحة واسعة من حاكورة الدّار، إضافة للجدار .
    أحضر الفأس، وبدأ بقطع الألواح المتدليّة بشكل عشوائيّ؛ مخاطبا الشّجيرة :
    لقد احتميتُ بك يوم نَكْبَتي، واختبأتُ تحت ألواحك يوم نَكْسَتي. ومذ ذاك، وأنا أتغذّى على ثمارك، وأتظلّل بظلالك ...
    هاجت به الذّكرى وماجَت... ازداد وجيبُ قلبه، وازدادت ضرباته العشوائيّة للألواح، وإذ بالأشواك تنغرس في يديه، فيبدأ بالولولة والزّمجرة :
    تبّا لك ولأشواكك! لا أطيق رؤيتك ... وراح يداوي جراحه...
    عاد متعبًا بعد بضعة صباحات، وقد عصبَ النّدم مشاعره؛ ليرتشف القهوة حيث اعتاد، فوجد وردة جوريّة عملاقة تحتلّ المكان بأزهارها الصّفراء، ورائحتها العبقة...
    أصابه الذّهول والاندهاش... اقترب ويداه لوجهه لاطمة؛ فوجد أن جذور الصّبار لا تزال في أعماق الأرض ضاربة؛ مستبدلة بالألواح والثّمار النّاضجة، الأزهارَ الفاقعة. فدوّى صوته وهو محتضِنٌ ساقَها نادما ومعاتبًا:
    لمَ فعلتِ بي هذا أيّتها الحاضنة ؟ فأنا لم أقصد إيذاءك، وإنكار فضلك!
    فهمست له: أنا هي أنا... ولا أزال لك حاضنة... لكنّ نفسك هي التّيّاهة الشّاردة!. [/COLOR]

  2. #2
    الصورة الرمزية سامح محرم السعيد أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حيث لا أريد
    المشاركات : 265
    المواضيع : 14
    الردود : 265
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الأستاذة المبدعه ، والناقدة المهذبة ، والأديبة الخلوقة / كاملة بدرانه
    الشعراء حين تغنوا بالقمر ، لم يزد ذلك من علو منزلته وجماله شيء ، وحين عَطًروا قصائدهم بعبق الياسمين والبنفسج ؛
    لم يغير ذلك من رحيقهما أو بهجتهما مثقال ذرة ،

    فماذا أقول بعدما قرأتُ هذا الإبداع الراقي الطاغي ..
    تعلمتُ اليوم ؛ كيف يكون التكثيف ، وكيف تتعاشق الجمل كأنها فسيفساء أندلسية زاهية الألوان والبيان .

    كيف تتعانق الألفاظ فوق السطور فترسم لوحات من الوجع اللذيذ ، والألم المتبسم ؛ فإبداع ، فارتقاء ، فشموخ ..

    شكراً لك أيتها المُعلمه الكريمه ؛ وأدام الله عليك هذا الإبداع والحضور ..
    وطوق الياسمين الدمشقي الفواح ..
    هي سـَافَرَتْ كالعادة .. ولن َتعُودَ علي غيرِ عادةِ .. كالعادةْ .

  3. #3
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 3,601
    المواضيع : 26
    الردود : 3601
    المعدل اليومي : 0.69

    افتراضي

    الاستاذة الكبيرة كاملة بدارنة

    ما جنيناه من الصبار عند النكسة ما هو الا شوكا بقي معلقا في حلوقنا حتى اللحظة , حتى وان استبدل لونه وزهره وتغيرت ملامحه يبقى شوكه ماكثا في حلقونا يذكرنا باننا قيد قضية


    رائعة واكثر

  4. #4
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي

    .

    أيتها الاديبة الرائعة

    دائما تأتين بإبداع يختلف عما سبق من إبداع

    والتنقل بين قصصك ونثرياتك وخواطرك كما التنقّل في روضة غناء

    --------

    وعودة إلى هذه القصة المكثفة الرائعة

    وهذا الاختيار للأسماء والألفاظ والأفكار لرسم لوحة هي عمر هذا الإنسان فوق هذه الأرض

    فأبو صابر الذي هو ذلك العربي فوق هذه الأرض المغتصبة

    كأني أرى ملامح وجهه وقد علاه التراب ولفحة الشمس الحارقة وبيده فأسه

    وعينيه الدامعتين وقد جفّت المآفي , عين على هذا الحقل بما فيه من صبار وبقايا زيتونة هي رمز التحدي

    وعين ترنو للبعيد لعل بعض الأمل يمسح دمعه

    وهو بين هذه وتلك يجلس بين اضلاع مثلثه في الأزمات ( الصبر والقهوة والاخبار )

    وهذه عادة أبناء هذا الوطن كلما نزلت بهم النوائب وما اكثرها

    ولذلك سمي هذا المنسي خلف جدران الزمن " ابو صابر "

    ولأنه تربطه وهذه الشجرة " الصبار " علاقة تاريخية وثيقة فإنه بات يحدثها

    كأنها أمه . كيف لا وقد احنمى بها يوم النكبة وخبّأته يوم النكسة

    ( وهذا ما كان ايام تلك المذابح التي تعرض لها اهلنا في عامي النكبة والنكسة
    فقد اختبأوا خلف الشجر والصبار وفي الكهوف )

    مسكين أبو صابر وهو ينظف حول شجرة الصبار ويهذب مظرها تلاحقت في خلده

    تلك الذكريات المريرة وكأن الاحداث داهمته من جديد فنسيَ أنه يتحدث مع أمه الشجرة

    وظنّ أنه يدافع عن نفسه او انه ينتقم لنفسه فتدافعت حركته فظنّ أن شوك الصبار قد وخزه

    مع انه هو من اقترب منه وهو من وخزه بفأسه . ولكن كشأن آدم دائما

    يظنّ ظنّ السوء وينسى المعروف ربما مرغما وللحظة بسيطة كما كان من أمر أبي صابر

    فيظنّ هذه الشجرة الحانية التي حمته ذات يوم قد انقلبت عليه

    مع انه هو من تغيير وهي ما زلت هي الام الحانية التي كانت وستظل غيمة تظلله يوم القيظ

    والجميل أنه رغم قسوة الأيام والتجربة والقهر إلا انه وإنْ نسي لوهلة يعود إلى نفسه

    ويقبل يدَ أمه طالبا الصفح والغفران

    .....

    الاديبة كاملة لا حرمنا من إبداعك أيتها الأصيلة
    وقصة كانت في مناسبتها الأليمة في هذا اليوم
    ولو أنه صادف ما تعلمين

    لك أجمل تحية أديبتنا
    .

  5. #5
    الصورة الرمزية ربى يوسف قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 151
    المواضيع : 12
    الردود : 151
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    والصبار مازال قابعاً في أرضنا .. وعند مقاومته يدمينا فمرة نفوز وننجز ومرة نخسر ...

    من كان مسالماً حمته الصبار وإن لم يكون فعليه الاحتمال والتضحية ..


    نص رائع ، فيه الكثير مما يمكن أن نفكر فيه ، ونضع عليه واقعاً نعيشه ...

    إلا أن آخر الجمل :

    لمَ فعلتِ بي هذا أيّتها الحاضنة ؟ فأنا لم أقصد إيذاءك، وإنكار فضلك!
    فهمست له: أنا هي أنا... ولا أزال لك حاضنة... لكنّ نفسك هي التّيّاهة الشّاردة!.

    جعلتني اتخيل الموقف الذي ذكرت وأزيد .. واتخيل موقفاً ربما يكون معاكساً ..


    استمتعت جداً بقراءة النص ... مبدعة أستاذتنا الأديبة كاملة بدران

    لك كل الاحترام والتقدير

  6. #6
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    شكرا لك أخ سامح على المرور والكلام اللطيف

    تواضعك يزيّن الحروف

    تقديري وتحيّتي

  7. #7
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    ما جنيناه من الصبار عند النكسة ما هو الا شوكا بقي معلقا في حلوقنا حتى اللحظة , حتى وان استبدل لونه وزهره وتغيرت ملامحه يبقى شوكه ماكثا في حلقونا يذكرنا باننا قيد قضية
    لا يقتصر الصّبار على الأشواك... فطعم ثماره الصّفراء حلو ويطفئ الظّمأ في أيّام الصّيف الحارّة ... ويعني الكثير الكثير ...
    شكرا لك عزيزتي أماني ولمرورك البهيّ
    تقديري وتحيّتي

  8. #8
    الصورة الرمزية زهراء المقدسية أديبة
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    المشاركات : 4,596
    المواضيع : 216
    الردود : 4596
    المعدل اليومي : 0.85

    افتراضي

    فهمست له: أنا هي أنا... ولا أزال لك حاضنة... لكنّ نفسك هي التّيّاهة الشّاردة!.
    وعادوا بعد تيه طويل إلى تلكم الحاضنة
    فتحت ذراعيها وأحاطتهم كأم رؤوم
    فهل سيصدقوا العودة يا عزيزتي كاملة؟؟؟؟

    كم سعدت اليوم وقد علت جميع الرايات في سماء فلسطين
    باختلاف اتجاهات حامليها واختلاف ألوانها وشعاراتها
    همست لي صديقة كانت بجانبي
    ياااه كم اشتقنا لهذا المنظر فقد غاب عنا من زمن
    وليته لا يغيب

    رائعة وأكثر
    سلمت ودمت بكل الخير

    ـــــــــــــــــ
    اقرؤوني فكراً لا حرفاً...

  9. #9
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    قصة شاعرية آسرة
    بتوظيف قوي ومقتدر لكل عناصرها ابتداء من العنوان ومرورا باسم البطل ورموز النص وسردية متينة البناء تحمل المتلقي لقفلة أحد بزهورها " الصفرا" من نصل خنجر

    تكثيف باهر لعمر الوطن وقضية الأمة

    أبدعت أيتها الكاملة

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  10. #10
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    أديبتنا المبدعة كاملة بدارنة

    استوقفتني أكثر من محطة في هذه القصة رغم بساطتها من ناحية السرد واللغة .

    استخدام الصبار واقعا ورمزا موفق جدا وله أكثر من دلالة ولذلك جاء العنوان قويا ومعبرا وشاملا .
    كما قال أخي رفعت فأبو صابر كذلك اختيار موفق يتماشى مع الحالة والتاريخ ، وسورة الغضب لم تفقده حقيقة الاسم فالصابر قد يخرج عن صبره في مواقف كثيرة .
    استوقفني غياب الأصحاب في اليوم القائظ وهذا أشعرني بأن حالة الإحباط كانت عامة ولم تقتصر على أبي صابر ، ولعل هذا ما فاقم من حالته ودفعه لفعل ما فعل .
    التعبير بنمو وردة جورية ما لم يكن مجازيا فهو ضعيف الدلالة خاصة أنك ذكرت بعدها نمو الأزهار الصفراء وهما جنسان مختلفان تماما . ومن الأفضل حتى في الكتابة الرمزية أن يتطابق الكلام على شيء من الواقع الممكن .
    أستشعر في هذه القصة اختزالا وتجسيدا لواقع كبير يتعلق بالمقاومة والأرض اللذان يحتضنان القضية والإنسان ويحفظانه ويحافظان عليه حتى لو بدر منهما أحيانا تصرفات "شائكة" .

    همسة أخيرة أختي الكريمة : ... أن يستظل وأصدقاؤه ... أظنها كذلك معطوفة على الفاعل .

    تقبلي ثرثرتي الطويلة مرفقة بإعجابي الكبير وتقديري وتحيتي
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. يا .............شجرة الصبار
    بواسطة أحمد إبراهيم أحمد في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 19-02-2009, 12:39 PM
  2. : الأديبة المغربية حسنية تدركيت " ندى الصبار " تفتح قلبها للبلاد الثقافية وتقول :ــــ
    بواسطة علي الزهراني في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 27-06-2008, 10:10 PM
  3. حين تكتب (اهداء الي جوتيار وهيثم وندي الصبار)
    بواسطة أحمد عبدالرحمن الحكيم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 30-11-2006, 06:19 PM
  4. ندى الصبار ( من ديوان أنغام رمادية )
    بواسطة محمد عسران في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 07-07-2006, 06:35 PM
  5. ندى الصبار...................
    بواسطة حسنية تدركيت في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 08-02-2006, 06:31 PM