الأخ الفاضل الأديب القاص عبد الغفور مغوار
قصة " على وقع انكسار الزجاج " , عمل أدبي موفق , فقد جاءت الاستهلال لطيفا سهلا , غلبت عليه
الواقعية , والرسم الموفق للصورة النمطية , للمجتمع المحافظ , وآلية التقدم لخطبة الفتاة , وحيثيات
هذا التقدم , وقد أضفت اللمسات التفصيلية الخاطفة , على البناء القصّي , راحة لنفسية القارئ , ومتابعة
للحدث , ثم جاء التوضيب للعقدة , طبيعيا مقنعا , وهذه براعة كبيرة , ثم جاء مشهد التوتر , ليكرّس صدق
الشاب , وأصالة انتمائه للمجتمع المحافظ , عندما لم يكن ليقبل أن خطيبته , يمكن أن تكون في صورة
مخالفة للصورة التي خطبها لأجلها , ثم أتت القفلة الرائعة , التي جعلتني أسجّل للقاص منتهى الإعجاب ,
فلم يناقش الحدث , بل جعل الخطيبة تناوله خاتم الخطوبة " أدخلت يدها في حقيبتها لتناوله خاتم الخطوبة "
, أما حدث انكسار كأس الزجاج , وما رافق ذلك من حيثيات الصوت والصورة , فقد نجح فيها القاص في
التعبير عن الحالة النفسية والوجدانية , بصورة لافتة جدا , وقد تركت الباب مفتوحا لقراءات مختلفة ,
ولابد لي هنا أن أشيد باللغة الرصينة التي كتب فيها المشهد القصّي.
وإذا كان هناك من همسة , فليت الأديب القاص أنهى العمل بالجملة " تكرر بداخله ذاك الصوت الصادر
عن تكسر الكأس، أحس وكأن قطعا من زجاجه تدمي فؤاده. أدخلت يدها في حقيبتها لتناوله خاتم الخطوبة "
, فلا ارى ضرورة للاستفاضة في الشرح اللاحق .
تقبل تقديري وإعجابي
د. محمد حسن السمان