يا أصدقائِي,,, ويا إخوتِي,,, وأهلِي,, وأبنائِي
وما هيَ الحياةُ باعتقادِكُم ؟؟؟
سوَى أنْ نسيرَ حفاةً ,,معصوبِي الأعينِ, على سلكٍ من جمْر!؟
ومعَ كلِّ خطوَةٍ , نشعرُ بلذعةِ نارٍ لباطنِ قدمينَا !
ومعَ كلِّ لذعةٍ, تنبعثُ رائحةُ الدُّخانِ لمشامِّنَا !!
ألا نصْبرُ على هذة الرائحةِ المقيتَة؟؟؟
ألا نتعوَّدُها وندمنُها كي نستمرّ في السَّير؟؟ ولا تختلُّ موازينُنَا فنسقطُ في وادٍ ليسَ فيهِ سوَى العقاربِ والثعابين.
/
لنسرْ على سلكِ النهارِ الساخنِ الممتدِّ منَ الفجرِ إلى المغيب!
لنسرْ,, صابرينَ,, رافعي الرؤوسِ ,,غيرَ عابئِين بالدخانِ لو انبعثَ مع كلِّ خطوة .
هذا الدخانُ,, وإنْ يغشَى قلوبَنا ويحرقَ عيونَنا ,
يجعلُنا أقسَى, وأصلبَ, وأعرَف .
ربَّما نتبلورُ يوماً بفعلِ هذا الدخانِ الحَّار , ونصبحُ أجساماً متوهجة !
ألم تكنْ النجومُ دخاناً ؟؟
/
وفي الليل,,
لنجلسْ ولنتأملْ كيفَ يسيرُ القمرُ, والكواكبُ,والليلُ, وبعضُ النجوم ,
لنرَ بأمِّ عيونِنا كيفَ تسيرُ المخلوقات,وكيفَ يسيرُ كلُّ شيءٍ,, ويسير,,
ويجبُ عليهِ أن يسير .
ونحنُ بنو الإنسانِ يجبُ علينا أيضاً أن نسير.
وأبداً ,,لا يجوزُ لنا التوقف ,والإنزواء لمراقبةِ السائرين, والتحدث عن أخبارِهم .
فالتوقفُ ملل, والمللُ نعاس, ثم نوم, ثم موت .
ومَنْ هوَ الذي يرغبُ بالموتِ وهو يأكلُ, ويشربُ, ويتنفس ؟؟
مَنْ يرغبُ أن يكونَ جثةٌ حية, ملقاةً على قارعةِ الطريق, تدوسُها أقدامُ السائرينَ إلى الأمام ؟؟
/
يا أحبائِي
ماذا عسانِي أقول ؟؟
لقدْ مضَى مِن عمرِي الكثير!!
كمْ مِن قصورٍ أقمتُها فوقَ السَّحاب ,
وكمْ مِن قلاعٍ صنعتُها, واستنفذَت كلَّ وقتِي وجهدِي وعمرِي.
/
لقد انهارَت كلُّها فوقَ رأسِي !
آلمتنِي حجارتُها المتساقطَة حتَّى كدْتُ أفقدُ حياتِي ,
ونزفَ دمِي مِن كلِّ عرقٍ وكلِّ وريد .
بعضُ قبابِي ما زالَت صامدةٌ أمامَ الزمن ,ولكنَّها بهتَت, ولمْ يعدْ لهَا لونٌ يميِّزُها ,
وكلُّ مناديلِي المعطَّرة,, بعثرَتها الرياح ,
فسرقَتها جنياتُ البحرِ,, وأشباحُ الصَّحراء .
لمْ يعدْ بحوزتِي إلا منديلاً واحداً, تمسَّكتُ به حتى الموت ,وهو الذي أضعُه على رأسِي وقتَ صلاتِي.
/
ومعَ هذا فأنَا لستُ حزينَة ,,ولستُ نادمَة .
/
لستُ حزينَة,
لأنَّني مؤمنةٌ بالقدر,
ومؤمنةٌ أنَّنا لو مشينَا,, يمسكُ القدرُ يدَنا, ويشيرُ لنَا نحوَ كلِّ خطوةٍ نخطُوها.
وإن جلسنَا,, يقفُ القدرُ خلفَنا مطوِّقاً أعناقََنا بذراعيهِ,موشوشاً في أسماعِنا ,هامسا ًفي قلوبنا ,أن نبقَى جالسين,, أو نقوم,َ أو نخرجَ ,,أوننام, أونتكلَّم بالهاتف .
وإن هجعنَا ليلاً,, يجلسُ فوقَ رؤوسِنا يعدُّ أنفاسَنا, ونبضَاتِ قلوبِنا, ويراقبُ أحلامَنا.
وعندَ الصَّباح يمدُّ القدرُ أناملَه الطويلَة ويفتحُ أجفانَنا,, ويوقظُنا.
ثم يتلُو علينا القدرُ , قصةَ يومِنا القادم بكلِّ التفاصيلِ الكبيرةِ والصغيرة!
ولكن,, بلغةٍ لا نسمعُها,
وإن سمعنَاها
لا نفهمُها,ولا نفقهُها
/
أيتُها الأقدارُ رحماكِ
رحماكَ يا الله
ماسة