|
مـاذا دهـاك بحـق الله يـا بــدر |
أمر قضى سلفاً أم قـد بـدا خطـرُ |
لا تسأل القلـب إن القلـبَ معتصَـرٌ |
دعـه فانـك إن تسألـه يَحتـضـرُ |
أنا أجيبـك يـا بـدرٌ علـى مهـلٍ |
لن أنكرَ الحبَّ ؛ إنـي مثلكـم بشـرُ |
اشتاق أن نلتقي فـي غيـر موعدنـا |
ثم التقينا وما غابـوا ومـا حضـروا |
مـن بعـد هجـرٍ وآلامٍ و تفـرقـةٍ |
جاءت وصارلها في القلـب معتبـرُ |
جاءت كحلمٍ أضاع الليـل مضجعـه |
والآن غابت ومـا علـمٌ ومـا خبـرُ |
هل جاء حباً كما قد قال فـي أذنـي |
أم جاء قهرا ، ومـاذا يفعـل القهـرُ |
إن كان حبـا لمـاذا الهجـر ثانيـةً |
ماذا زرعنـا ومـاذا ينفـع المطـرُ |
سأقبل العذر لـو كانـوا بـلا عـذرٍ |
هم الذين - ولو لم يعلموا - عـذروا |
قد كان جرحا وفي الأحشاء مسكنـه |
والجرح يبقى ويفنـى قبلـه العمـرُ |
يبقـى حديثـا وأشعـارًا مـصـورةً |
حبا وهذا الـذي قـد يُنقـل الخبـرُ |
الان يـا بـدرُ ان قابلتهـم علـمـوا |
أن الأحبة يشتاقون.. لـو صبـروا ! |
ألطف وأحسن إليـه فـي مخاطبـة |
قد يُفتح الباب أو قد يُنـزع الحجـر |
إن قال أهـلا فقـد أقبلـتُ مبتسمـاً |
لك الهدايا وصافـي التبـر والظفـرُ |
الآن يـا بـدرُ لا تبـخـل بثانـيـة |
إن المحـب ملـول قلبُـهُ ضَـجِـرُ |
يا بدرُ إن لهـا فـي مهجتـي سكـن |
بل كل بيت لها فـي القلـب ينتظـرُ |
بيضاء مالت بها الأغصان وانعطفت |
حتى غشاها حديـث الـورد يزدهـرُ |
لها عيـونٌ وإن ماأغمضـت فتنـت |
تلك العيـون التـي يقتاتهـا النظـرُ |
تلك العيون التـي لازلـت أعشقهـا |
لم يحدث الدهر فيهـا مـا لـهُ اثـرُ |
كحلاء دعجـاء مرسـوم بنظرتهـا |
سهم من الموت أوسحـرٌ لـهُ خطـرُ |
كأنهـا الصبـح والأشجـار باسمـةً |
كأنها الـروض والأنهـار والمطـرُ |
كالنـور كالبدركـالأيـامِ مشـرقـةً |
كالورد كالزهـر كالأحـلامِ تُنتظـرُ |
كنا صغارًا وزانت فـي نـوا ظرنـا |
الآن زانت ومـا طلـعٌ ومـا ثمـرُ |
جيـدُ المهـاةِ ، ومكتـوب بغرتهـا |
إن الجمـال بهـذا الوجـه ينحصـرُ |
الثغر لؤلـؤة فـي نحرهـا طعنـت |
وسال منها رحيـق الخمـرِ يُعتصـرُ |
يا خوف قلبي ويا خوفي ويـا ألمـي |
إن كان شكي لهـذا الأمـر يختصـرُ |
إن الفـتـاة إذا غــارت يؤرقـهـا |
نوم الليالي ويحلـو عندهـا السهـرُ |
دارالحديث ودارت في الهوى قصصي |
حتى جمعتي لكل الناس مـا ذكـروا |
أنـي أراكِ وأنـت تسأليـن جـوىً |
من باب علم ألا يـا ليتهـم مكـروا |
جئتي انتهاء لمـا قـد كنـت أطلبـه |
وإن رحلتِ يكـونُ الهجـر والسفـرُ |