سراب
هناك بين العمارات والبنايات العالية استقرت أحلامي ،
وهناك بين أدراج الهواء المنساب من النوافذ تنساب نسمات الهوى المتدفق من حنينها وجمالها ،
وهنا بين جنبات مرتع الخضارين وبائعي السمك،
أجول بفكري وخاطري،
أمعن النظر في أماكن مرت منها،
لم يبق من عبورها، إلا أريج بارز عبر الهواء،
يسير والنسيم الساري بلا توقف ،
هنا بين الدروب والأزقة تضيع أحلامي ،
تنحبس أنفاسي ،
تضيع أحلامي،
ويضيع كياني ،
أنا الآن بلا مقود ،
بلا حركة ،
بلا أمل ،
أملي حاضر في نفسي ،
لأول مرة أحس العبث،
أحس الهوان،
احس النهاية،
مللت من رغبتي الشديدة ،
في أن ينتهي اليوم والشهر والسنة،
فيكون الثلاثة في عجلة من أمرهم ،
أصبحت أحب عبارة :"الوقت كالسيف " ،
أصبحت أريد الوقت كذلك ،
أريد أن يقطعني ،
أن يمزقني ،
أن يلقي بي بعيدا صامتا،
إلى حيث أستفيق من غفوة الزمان،
فأجدها بابتسامة عريضة ،
لا أريد للزمان أن يسير بسرعة ،
وهي هنا،
وأريد عكس هذا وهي هناك ،
شيء في منعطف الحيرة،
يلتقي مع الآهات والسكنات والصيحات ،
شيء غريب يصيبني
يقض مضجعي .
حيرة مثقلة بالنجوى ،
مثقلة بعذاب جاثم ،
على كياني ،
على أيامي ،
يرسم طريقا للمستحيل ،
يتمنى لأحلامه تحققا في ظل أمر،
" كن فيكون "