كتبتُ هذا النصّ قبيل أيّام ، ولكنّي – وبقطع النظر عن المضمون - احترتُ على
أيّ بحر للشِّعر سألقي به ، فمَن علم ذلك فله عليّ قصيدة ، وإلا فاختاروا له إسْمًا
جديدًا على خطى مَن تدارك فنونَ الخليل !! :
مضى يستقي منّا جمالَهْ يزفّ لنا المعنى ، نوالَهْ يهيبُ فراديسَ النَّقا يُقشّبُ بالتهذيبِ حالَهْ يُلمْلم أوراقَ الهنا ومجدًا حكا عنهُ " فُضالَةْ " فـأنعِمْ بأنسامِ الحِمى وأكرِمْ بريحانِ المقالَةْ يُحاكي مودّاتِ الصَّبا يُناجي مناراتِ الأصالَةْ يرى الروحَ دربًا للصَّفا إذا الفكرُ يسْتوحي الجَزالَةْ ولا كالذي قد ملّنا وقد حلَّ ذو مَسٍّ عِقالَهْ ! بهارجَ نفسٍ يشتهي بطيفٍ يغذّيها الثمالَةْ حديثٌ حداثيُّ الرؤى يحدّثُ بالأنّاتِ حالَهْ ولا ريبَ لو يفنى كما لذي غفلةٍ ، تفنى الذُّبالَةْ فيا سائلي عن بارقٍ تداعى ، فأبكتنا ظِلالَهْ لهُ كالصَّدى تغريدةٌ تصوغ القوافي للدَّلالَةْ ويحدو النياق " بالنَّوى " ولكن بغير ما إمالَةْ أتى بالبيانِ مُورقًا وحاكَ من الماضي مُحالَهْ فألقى عصاهُ خاطري على مُهجةٍ تهوى خِلالَهْ تلقّفَ ريّاهُ الورى وهاموا بأنوار الجلالَةْ فبحرُ البحورِ والهٌ يُعانقُ بالآياتِ آلَهْ وبحر البحار سائغٌ لمن يرتجي صِدْقًا زلالَهْ خذوا فتيةَ العزمِ الهوى أريقوا مع الزُّلفى وصالَهْ فقِدْمًا تغشّانا فما شكا سيّدٌ يومًا عيالَهْ وما راع داءٌ أربُعًا وقد زمَّ إشراقي عُضالَهْ يظلّ القِرى مِعراجَنا ليُبْصرَ أحبابي هِلالَهْ وترقى القلوبُ رقّةً إلى حيث لا إنسٌ مشى لَهْ هنالك في المأوى نرى رحيقَ الطَّريقِ يا فضالَةْ ويندى الفؤاد حيثما مضى مغرمٌ يرتادُ بالَهْ