|
لُكِلُّ دُمُوعٍ في مَحَاجِرِهَا عُذْرُ |
وَما لِدِمُوعِ العَينِ نَهْيٌ وَلا زَجْرُ |
تُغَالِبُ دَمْعُي حَمْأَةٌ مِنْ تَجَلِّدٍ |
أَزَاجِرَةَ الدَّمَعَاتِ ألوَى بِيَ القَهْرُ |
دَعِي مُزْنَةَ الأَجْفَانِ تَنْهَلُّ كُلَّما |
تَرَاءََتْ قِفَارُ الحُزْنِ أعْشَبَها القَطْرُ |
سَوَاجِمُ لا يَرْقَا إلى العَيْنِ جَمْرُهُا |
تَشُقُّ حُبَابَ الخَدِّ مِنْ بَعْدِهِ النَّحْرُ |
أَزَاجِرَةٌ ! وَالحُزْنُ بِالحُزْنِ طَارِقٌ |
يَفُلُّ شَبَاةَ الصَّبْرِ إِذْ عَجِزَ الصَّبْرُ |
تَدَافَعَ دَمْعُ العَينِ فَارّْفَضَّ مُبْدِياً |
حَنَيْنِيْ وَسِرُّ الحُبِّ لَيْسَ لَهُ سِتْرُ |
عَلائِقُ في قَلْبِي مِنَ الحُبِ غَضْةٌ |
على العَهْدِ مَا أقْوَى مَعَالِمَهَا الدَّهْرُ |
وَفي العَينِ مِنْ كَأْسِ الغَرَامِ سُلافَةٌ |
تَلأَلأُ في الأَحْدَاقِ لَيْسَ لَهَا نُكْرُ |
وتلك ذرى الأفنان والجذع ضاربٌ |
على القاع من قلبي ورافده الفكرُ |
لِظَبْيَةِ آرامٍ ضُحَىَ الْحُسْنِ نُوْرُهَا |
وَرَابِعَةُ الآمَالِ فِي وَجْهِهِا الثَّغْرُ |
تَرُفُّ كَوَرْقَاءٍ عَلى الغُصْنِ إِنْ شَدَتْ |
تَثَنَّتْ لَهَا البَيْدَاءُ وَاْعْشَوْشَبَ الصَّخْرُ |
وسَاجِعَةُ الأَفْنَانِ , مُذْهِبَةُ الكَرَى |
وَمُلْهِبَةُ الأَحْشَاءِ , أَهْدَابُهَا فُتْرُ |
تَنُوْحُ وَأَسْرَابٌ مِنَ الطَّيْرِ غَرَّدَتْ |
لِمَنْطِقِهَا نَشْوَى كأَنَّ بِها السُّكْرُ |
عَلَيْهَا بِأَطْرَافِ العُيُوُنِ مَدَامِعٌ |
بِهَا تَنْثُر الآجَال ما البِيْضُ ما السُّمْرُ! |
عَقِيْلَةُ أَسْيَادٍ إذا افّْتَرَّ ثَغْرُها |
فَعَسْجَدُ مَرْقُوْمٌ بأَحْشَائِهِ الدُّرُّ |
وَنَاعِسُ طَرْفٍ ما اسْتَفَاقَتْ لِحَاظُهَا |
يُنَدِّيْ عُقُوْدَ الْمَاسِ مِنْ عَيْنِهَا الذُّعْرُ |
تَبَدَّتْ بِأَخْيَاسٍ تَرَاءَتْ أُسُوْدُهَا |
كَمَا البَوِّ أشْبَاهَاً عَزَائِمُهُمْ بُتْرُ |
فَمَالَتْ إلى لَيْثٍ فَتِيٍّ إذا احْتَمَى |
مِنَ النَّصْلِ مُدَّرِعٌ فَحَيْزُومُهُ السِّتْرُ |
تَعَالَتْ حَوَاشِيْ الرُّوْحِ لِلْنَجْمِ طُوَّلاً |
فَمَنْزِلُهُ الغَبْرَاءُ هَامَتُهُ الغَفْرُ |
لَهُ شُرْفَةُ الأَمْجَادِ قَدْ جَازَ دَرْبَها |
تَوَسَّدَها عَذْرَاء تُرْبَتُها بِكْرُ |
نَدِيٌّ بِتَجْوَابِ السُّؤَالِ نَوَالُهُ |
كَدِيْمَةِ رَجَّاسٍ طَلائِعُهُ حُمْرُ |
رَحَيْمٌ بِذِيْ الأوْصَابِ شَهْمٌ إذا احْتَمَى |
بِأَكْنَافِهِ المَظْلُوْمُ هَاجَ بِهِ الوِتْرُ |
تَهَادَتْ بِتَحْنانٍ تُثَنِّي قَوَامَها |
كَعَارِيَةِ الأَقْدَامِ أَلْهَبَهَا الجَمْرُ |
بِأَبْيَض مَصْقُوْلٍ مِنَ الحُسْنِ جِيْدُهُ |
كَأَنَّ تُرَابَ الأَرْضِ مِنْ خَطْوِهَا تِبْرُ |
تُطَالُعِني وَلْهَى وَتُطْرِقُ هَيْبَةً |
كَنَاظِرِ غَيْمٍ والرُّعُودُ لَها زَجْرُ |
تَجُرُّ خِمَارَ الليلِ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهَا |
وَتَحْتَ خِمَارِ الليْلِ يَأْتَلِقُ البَدْرُ |
فَمَا إِنْ تَجَلَّى في الدُّجُنَّةِ وَجْهُهَا |
تَلأْلأَ مِنْ حُسْنٍ وَشَعَّ بِهِ الفَجْرُ |
عَييتُ بِأَن أَقْضِي اللُبَانَةَ إِنْ بَدَتْ |
تَحَيْرَتِ الأَنْظَارُ سَارَقَنِيْ الدَّهْرُ |
تَقَضَّتْ بِيَ السَّاعَاتُ مَا اْجتَزتُ طَرْفَهَا |
لَعَمْرُكَ ما يَقْضِي بِنَاظِرهِ الثَّغْرُ! |
فََأَمْسَكْتُ عَنْها بِالحِجَا غَيْرَ أنَّنِي |
بأدعجَ أُمْلُودٍِ يُفَارِقُنِي الفِكْرُ |
وَمَرَّتْ عِجَافُ البَيْنِ عَشْرَاً وَأَقْفَرَتْ |
رَوَابٍ بِلُقْيِاها مَرَابِعُهَا خُضْرُ |
تَمَنَّعْتُ عَنْ دَرِبِ الصِّبَا وَزَوَاجِرِي |
رَوَاعٍ عَلى فَوَدي أَخَالُهُمُ المُجْرُ |
وَأَزْمَعْتُ وَالذِّكْرَى على الرُّشْدِ سَاعَةً |
فَإِذْ بِعَوَادِي الحُبِ شِيْمَتُهَا الغَدْرُ |
فَأَوْقَدْتُ مِنْ نَارِ الغَرَامَ عَظَائِمَاً |
وَأَشْرَعْتُ أَبْوَابَاً تَمَادَى بِهَا الهَجْرُ |
فَكُانَتْ لِيَ الذِّكْرَى وَصَبْرِي وَمُنْيَتِي |
أَثَافٍ عليها القلب وَالظَّبْيَةُ الجَمْرُ |
فَتِلْكَ شِكَاتي هَلْ رَأى الدَّهْرُ مِثْلَهَا |
دَعُوا عَذْلَةَ المُشْتَاقِ ما اْعْتَلَجَ الصَّدْرُ! |