مُرّي برابعة...
--------------
أشرف حشيش
--------------
مرّي برابعة الأحبةِ وانظري ... _في أهلها_ ما أحدثَ الطرطورُ
أينَ الشبابُ يبثّنا إصرارَه؟ ... أينَ الحرائرُ والبناتُ الحورُ؟
أينَ المِنصّةُ ؟ كم تَرنَّحَ واعظٌ ... يلقي هواهُ وقلبُهُ مسرورُ
أينَ الطفولةُ؟ ساءَلتْ عن ذنبها ... وعلامَ عضّ رفاتَها المسعورُ؟
أينَ الصباحُ وأين بسمةُ شمسِه ... والفجرُ أينَ جمالُهُ المغرورُ؟
يا أمَّ أسماءِ الشهيدةِ قد طغى ... فينا الهوانُ وخيّمَ الديجورُ
محظورةٌ أحلامُنا وطيورُنا ... وخيالُنا ومدادُنا محظورُ
محظورةٌ لغةُ انتصارِ سيوفِنا ... فمتى يعودُ الفارسُ المنصورُ؟
ومتى ستصهل بالمعالي خيلُنا ... فيفرّ عنّا الخائنُ المذعورُ
مُرّي (برابعةٍ) وشمّي عطرَها ... كم فاحَ منه المسكُ و(البخّورُ)
في مربع الذكرى أقمتُ خيامَها ... والراحلون على الزّمان حضورُ
أسكنتهُمْ قلبا تَقطّرَ نبضُهُ ... ألما ..وما رفّتْ عليه طيورُ
يا جرحَ قافيةٍ تسيلُ حروفُها ... وتكدّرتْ بالحزن منك بحورُ
لا يبرأُ القلبُ الجريحُ بِعَبْرةٍ ... أو كان يرجع بالدموع النورُ
(البغي يصرع نفسه) فترقبي ... وغداً على الباغي الزّمانُ يدورُ
______
* البخور : عطر طيب والخاء ساكنة لكن شددت في النص للضرورة الشعرية