أيها التائه مني في متاهات العمر، متى ألقاك؟
لابد وأننا قد التقينا يوماً.. وتصافحنا.. وعبق بكفينا عطرُ الشوق الأخّاذ.. يأخذني ذياك العطرُ إليك، إلى الغيب المستور، وإلى القدر المسطور..
أيها الغائب عن أيامي، الحاضرُ دوماً في أحلامي.. أيها العابثُ بالزمن.. ألا تدري أنني يقتلني الانتظار؟
تعاتبني فيك نفسي ، وتتهمني بالتوهم، وأنت الحقيقة الوحيدة في عالمي، وكل ما دونك أوهام..
عندما التقيتك أول مرة، في زمنٍ مجهول، التقطت ذاكرتي الصورة.. صورةُ طفلةٍ ترتجف من البرد، فخلعتَ عليها عباءتك الوقور..
ها قد أسرعت بي قافلة الزمن ، وصرتُ طفلةً كبيرة، في هودجٍ لم أبرحه مذ بدأت الرحلة..
لا تصدق من يقولُ لك أني قد تلوث حذائي بأوحال الطريق، فذلك محضُ إفك. ما زالت طفلتك في هودجها العالي، يسيرُ بها الحادي إلى حيث أنت... إلى بلاد الأفراح.
هنا نور