السهاد (مقطوعة شعرية)
السهاد (1)
يعرف عظيم جرم السهاد من حسده الليل فأرَّقَه، وجهده الأرقُ فأعرقه.. لكن لن يحسدك العقلاء إلا على أرقك فكن ذكيًّا.. ألا تعلم أن الأرق لا يخطب إلا عيون العظماء!..
يَذُمُّ لنا السُّهادَ ولسْتُ أدري *** علامَ يَذُمُّ صاحبي السُّهادا
فإمّا قائماً لله يَدْعو *** وإمّا قارئًا كُتْبًا تلادا
وإمّا حافظاً علماً مرجى *** وإمّا عارضاً حِفْظًا مُعادا
وما كَرِهَ السُّهادَ أَظُنُّ إلاّ *** (خمولٌ عاجزٌ) يهوى الرُّقادا
السهاد (2)
إذا مدحت أمراً ثم ذممته فلا تناقض... هو في ذلك كالولد يُمدح إذا برّ ويُذم إذا عقّ..
لو يشتمُ المَرْءُ أمْراً ما ويمدَحُه *** فحسبَ ما منه من سلوى ومن قرَحِ
شتان بين سهاد كان باعثه *** همٌّ وبين سهادٍ كانَ من فرحِ