كنا يوما وكانت الحياة ، و كانت أزهار البنفسج تحيط بكل حلم ،و كل أمنية مأخوذة من هالة القمر ، و هانحن على أشواك الماضي نبكي ، و دموع الفصل الخريفي تؤلمنا كثيرا ، و تريحنا أحيانا ... ما أصعب أن نتذكر ساعات و أمسيات صباحية ، و ما أحلى أن نبوح عند مدخل منفانا ، و نعترف أننا كنا ضحية زمن ، و حب لم يخترنا لبعضنا البعض ، و لا لمن يستحق العناق و الوفاق والانعتاق ... على جمر دسنا و كنا السباقين الى التضحية قبل أن ينتبه الينا الناس ، قبل أن يكتشف أمرنا من مروا بالقرب منا ... حبيبتي أعلم جيدا أنك تنظرين الى غيري ، و تعلمين أن عيني تحدقان فيك أكثر ، و تعلمين أنني مازلت مثلما كنت مراهقا و لن أصحو من تلك الأجواء الماطرة الجميلة .. مازلت أنت تلك النخلة و تلك الزهرة و تلك البهية و تلك الأمنية التي لن تتحقق في هذا العالم ، بل حتى ما بعد غد .. هو الألم المتزايد يوما بعد يوم .. آه لو تكونين هذا الضياء ، و تلك الشمس التي لا تغرب ، و ذاك البدر في ليال ضاحكة .. دعيني من جسد ، و من بقية المغريات ، أريد روحك فقط تعانقني و لا يرانا أحد ، أريد ما دون المجسد ، ما دون ما يراه الناس ، أريد انعتاقا من قيود الواقع ، أريدك أنت الصورة التي في مخيلتي ، لا أريد ما يريد العشاق ، أريدك أنت في صورة لا مرئية حتى أمارس حبي بكل طهارة و صوفية ممتعة ، فالحب في محراب الحرمان أجمل عذاب نريده .