استوقفني تفكيري وضحكت من دواخلي ووجدت أن أنواع الغباء تصنع الغباء
واقتنعت بعد جهد جهيد أن بعض الأمثلة الشعبية تغني عن مئة حكمة بالفصحى
كقولهم (إذا جنوا ربعك عقلك ماينفعك)
وفي هذه الحالة ماأجمل الغباء أو التغابي
فما عليك إلا طرح الفلسفة والعقل واسبح في عالم الغباء
وتنعم ببحور شتاته وخذ نفسا عميقا
تعش سعيدا .وستشعر باستقرار غبائي لاحدود له
ثم أن الغباء جميل جدا بحيث لو جمعته من غير طرح لوجدته مركبا من أهبل الذي مؤنثه هبلاء
وأبله ومعتوه وأهوك وأشدها فتكا عندما لايشعر صاحبها بغبائه .فيكرر أخطاءه ولايتعلم منها
فيصبح عاجزا عن التعلم من تلك الأخطاء.
حتى لو طبقنا عليه (نظرية بافلوف) سيستمر بالخطأ
باختصار شديد الغباء لايمكن علاجه لأنه لاينشأ عن عقدة نفسية أو صدمة عاطفية أو خبرات مؤلمة
هو جينات متأصلة وهرمونات ورثها الغبي كابر عن كابر والمشكلة عندما ينصح غيره
فحاله كحال مالك الحزين حذر الحمامة من براثن الثعلب ووقع فريسة بين فكي براثنه ,
الغباء تعدى حدوده من عالم الحيوان وانتشر ليحتل بقع واسعة ..جاب البراري والصحاري
وأصبح له مسميات مثلا غباء دولي, وغباء حكامي, وغباء اجتماعي ,وغباء مدرسي. وغباء م.ن.ت.د.ي.ي
وبعد ماذا أقول
هنيئا لي بنصف عقلي السليم
وهنيئا لك ياأيها الغبي على غباءك مادمت لم تشعر به
فجميل عدم إحساسك بحجم الكارثةو المصاب
فهذا بحد ذاته يخفف من شعورك بالألم