قصص من الحياة ( 8 )
إعداد : نسيبة بنت كعب
ذهبوا للحج - نزلوا في فندق - وكانوا فى غاية التعب
ناموا بعمق بعد أنات وآهات وصخب
قاموا يلبوا نداء ربهم قبل الفجر حتى بعد الغسق
والهم الله احدهم با ن يتفقد ماله وما حصد
فقرر حفظه فى وسادة سريره المغترب
وقبل الأ ذان - أذن مؤذن أن البيت قد سرق
وسمعوا نواح وصراخ ونساء تضرب جيبوهن فى منظر مكتئب
استرق السمع من باب غرفته ليرى .. ما الخطب !!
علم أن مال جارته الفقيرة المسكينة فى الفندق قد سرق
يالها من تعيسه فى أول رحله إلى المدينة - يا لها من واقعة أليمة
وتمضى الأيام والجارة في غرفتها فى شبه شلل لم تصل ولم تصم
لقد أصابها الذهول كيف يحدث هذا فى مدينه الرسول !
أول أيام رحلتها مأساوي - وكيف لها أن تتدير باقى الأيام الآتية ؟
وإذ يسمع الله صراخها وأنينها ويرسل لها من هو فى مثل حالها
فهدأ من روعها - وتفهم أمرها وسدد كل حساباتها
وأعطاها مالا وفيرًَا فهى فى حكم ابن السبيل
أبت نفسها الزكيه أن تقبل الهدية
ولكنه أصر شارحا
لماذا تحجبين عنى الثواب وأنا بأمس الحاجة لنقاط تضاف لصالحى يوم الحساب
فأنا لن ألقاكِ ولن تريني مرة أخرى بلى فهو قرار يجب أن يحسم فى ثوان
قبل أن أغادر وتغادري ولا تدرى ما تحمله لنا الأيام والساعات والثوان
فقبلتها مستكينة شاكرة - بعيون دامعة - وما هى لحظات إلاوكان فى عداد الأموات
وتذكرت قوله تعالى :كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ
ما أروعه من موقف نبيل - هل كان يدري أن قيامته بعد قليل؟!
الحمد لله الرحمن الرحيم - يلهم عباده العمل الصالح حتى يتركوا بحسن خاتمة - وهل جزاء الأحسان إلاالأحسان - توفى شهيدا فى مدينة رسول صلى الله عليه وسلم
الله بعد عمل صالح فى شهر كريم ورسول الله له شفيع
مازال المنظر ماثلاً أمامي وكأنه حدث اليوم .. هذا الحدث أثر بي بشكل كبير جدا جدا جدا
وعليه تشكلت كثير من تصرفاتى .
أخـوتى شاركونا
إنها قصص ممتعة- تحى القلوب وتعيد الصفاء إلى النفوس..
وشكراً للأخت نسيبة بنت كعب