الحبيب الشاعر الكريم الدكتور سمير
القصيدة -كما هي- أعيد توصيفها بالدرة وهي تتحدث عن نفسها وبغنى عن شهادتي بها....
أما ما استأنسته فيها من ملاحظات فأجده فقط من قبيل الجيد والأجود (برأيي الشخصي)، وليس من قبيل يجوز و لا يجوز
فمن البديهي جواز قطع همزة الوصل وهو ليس عيبا أو ضعفا
ولكنني أرى ثمة عطف معنى على معنى! وأرى استكمال صورة وقصد! ولا أرى استهلالا مباشرا لمعنى مستقل! ،
وإلا لأصبح ذلك المعنى من الضعف بمكان
فهل يعقل أن كل هذا التمهيد ومن بعد انتظار ملول (يوحي بطول المدة)، ينتهي بمجيئها بالحلم المضمخ... ثم يكون الحدث كله مجرد أن الفجر صار ضياء من ... ، وحسْب!!! وكأنك تضع نقطة لتبدأ بإخبارنا عن موضوع آخر منفصل عن كل ما سبقه وهو أن الهوى بات هانئا.... هكذا بدون مقدمات وبدون أسباب....
فلماذا بَـــــاتَ الــهَـــوَى هَــانِــئًــا ؟؟؟؟ أليس لأنها جاءت بالحلم؟؟؟؟؟
وإلا فما المناسبة التي جعلته كذلك؟؟؟ لا أظنها مناسبة من خارج القصيدة
أعتقد العطف هنا واضح وواجب (برأيي)، ليس تفاديا للقطع في الهمزة فحسب بل تفاديا للقطع في المعنى وفي انسيابية التلقي...
جِــئْــتِــنِـــي بِــالــحُــلْـــمِ الــمُــضَــمَّـــخِ ذَوْقًــــــــــا
بَـــعْــــدَ يَـــــــأْسٍ مِــــــــنِ انْــتِـــظَـــارٍ مَــــلُــــولِ
جِـئْـتِــنِــي فَـاسْـتَــحَــالَ فَـــجْـــرِي ضِـــيَــــاءً
مِــــــــــنْ جَـــبِـــيــــنِ الـــــزُّمُــــــرُّدِ الــمَـــصْـــقُـــولِ
الــهَـــوَى بَـــــاتَ هَــانِــئًــا فِــــــي ضُــلُــوعِــي
يَــتَــهَـــادَى بِــنَــبْـــضِ قَــلْــبِـــي الـطُّــفُــولِــي
كَــفَـــرَاشٍ فِـــــي رَوْضَـــــةِ الــحُـــبِّ يَــلْــهُــو
وَعَــصَــافِــيـــرَ فِـــــــــي جَـــمِـــيـــعِ الـــفُـــصُـــولِ
يَــا لَـهَــا مِـــنْ صَـبَـابَـةٍ تَـحْـبِـسُ الْأَنْـفَــاسَ
فِــــــــي عُــجْـــمَـــةِ الْــفَــصِــيـــحِ الـــخَـــجُـــولِ
أما بالنسبة للغراب فهو غراب إن طار أو سار... وإن نام أو استيقظ...
وطيرانه لن يرفع من قيمته شيئا ، كما أن سيره لن يحط منها!
فالذم في الصورة نابع من كونه غراب ومن جهله في توجهاته ومن قبح النعيق المرافق....وليس من آلية الحركة..
وكذا سمو العقاب ...هذا بالنسبة لفكرة البيت والتي وصلت بامتياز، أما بالنسبة للصورة الحاملة للفكرة ولمحسنات البديع البلاغية
فالطيران هو الأنسب لبيت يعج بمفردات مثل عقاب وغراب وسرب ....
ثم إن الطيور تطير في أسراب ولا أظنها تسير كذلك
هذا عدا عن أن من يلام في هذه الحالة هو العقاب الذي يصغي لغربان تنعق وهي حاجلة
والتصغير والذم طاله أكثر من غيره
وأعتقد بمنتهى الصراحة شتان ما بين الصورتين من حيث الأبعاد والامتداد والعمق......
فغربان تسير على الأرض نحو المجهول وتنعق، وعقاب يصغي؟؟
مقابل غربان تحتل فضاء العقبان وتملؤه نعيقا فيضطر لسماعها بحكم وجودها في فضائه واقتحامه عليه؟؟
(وبالمناسبه هو يضطر لسماعها وليس يصغي بإرادته! فالفعل يصغي لم يعط الصورة حقها)
هذا هو رأيي الشخصي والذي اعتدت عليه بعيدا عن كل مجاملة وتملق
ولا أظنك تريده إلا هكذا،
أكرر
رأيي في هذه القصيدة أنها بديعة فاخرة من الطراز الرفيع
وهذه هي القصائد التي تستحق النقاش وإبداء الرأي
لكنه يبقى مجرد رأي يحتمل الخطأ والصواب
وكما قلت بادئا: للاستئناس
ودمت بألف خير
ودام تألقك