( البُرْدُ النَّضير لسونيتات شيكسبير )
كثيرون هُم مَن مَرّوا على الأدب الإنكليزي ، لاسيما عيون شعر هذا
الأدب ، ومنها " سونيتات " شيكسبير التي تعتبر من عيون شعره ،
فقاموا بترجمتها ونقدها وتمحيصها شأنها شأن باقي فنون الأدب ،
وربما اطلّع الأدباءُ العرب وغيرهم على بعض هذه المترجمات من
شِعر هذا الشاعر الإنكليزي .
من هؤلاءِ هو الدكتور عبد الله مصطفى الهرشمي رحمه الله ، وهو من أسرةٍ
علميّةٍ عريقةٍ في أربيل وله مؤلفات عدّة مخطوطةً ومطبوعة في الأدب والقانون
وغيرهما ، ومنها مؤلّفه الموسوم " البرد النضير لسونيتات شيكسبير " ، حيث
استعرض فيه وبأسلوب جديد مسار كتابة " السُّونيت " ، وكيفية وصوله إلى أوربا ،
ومن هم من الشعراء من كتب به ، واتصاله وتأثره بما قد كان من الموشّحات العربيةِ ،
ثم في ختامة ترجم سونيتات شيكسبير .
والجميل في هذا المؤلَّف المترجَم أنّه اختار لكل سونيتة وَزْنًا من نغم الشعر ملائمًا لإبراز
جمالها الشعري ، وإن كان جمع في بعض الأحايين بين تفعيلات من بَحْريْن مُتمايزين ،
ورُبَّ ترجمةٍ – كما يقول المؤلف – فاقت الأصل المترجم .
وربما نستفيض في غير موضع وزمان عما ذكره من حقائق ومعلومات عن السُّونيت
والموشَّح ربّما غابت عن بال الكثيرين من عشاق الأدب ، لكننا نختم هنا بوضع ترجمته
للسونيت ذي الرقم " 25 " حسب نسخة أعمال شيكسبير الكاملة التي قدّم لها " سانت
جون ايرفن " عام 1923م ، وطبعت في هولندا ، والذي مطلعه :
Poor soul the centre of my sinful earth
Fool‘ d by these rebe 1 powers that thee array
........
أيُّها الرُّوحُ المُعَنّى مركز الأرض الأثيمة
أرضيَ التزدانُ زيفًا من قِوايَ الجانِحات
فيمَ تَسْتـبْـطِـنُ فَقْــرًا وجراحــــاتٍ أليمــة
صابغ المظهر صبغات ثمـــانًـا لائحــات
.........
فيمَ هذا الثمَنُ الغالي " لبيعٍ بالوفاء "
تنفقُ اليوم لدار منيَت بالإندثار
وتؤول آخر الأمر لديدان الرثاء
لاهمات جسمك المدفون في أرض البَوار
........
أيها الروح إذن عِشْ وَلْيُعَنّى خادمك
دعه يألمْ واستزدْ يا روح ممّا ينفعك
بِعْ سويعاتك وابْتَعْ دينَك اليسْتقدمك
ظاهر الفقر وفي الباطن نُعمى ترفعك
.........
هكذا تعلو على الموت الذي يعلو الرجال
وإذا ما هُزِمَ الموت تناهى الإرتحال