نصب الحاج دوارة قامته وقال بصوتٍ جهورى :-
- من أراد تناول الافطار عليه بالنظام ... النظام وحده يكفى لسير حياتنا .
فهمس حينئذ واحد فى أذن رفيقه :-
- أجئنا لشراء الفول أم ليعلمنا آداب السلوك ؟!
- أما رأيت الأستاذ جبلاوى فى التليفاز الأسبوع الماضى يتحدث عن النظام فى المأكل والمشرب والملبس ... كأن الدنيا أصبحت فوضى !!
فقال آخر مشاركهم الحديث :-
- يتحدث عن النظام ويترك الحديث عن النزاهة ... إذن فالنتحدث نحن عنها !
قال الطرف الأول فى الحديث بصوتٍ خافتٍ متقطع :-
- نتحث نحن عن النزاهة ... اصمت وإلا حدث لك ما حدث لأبو شامة !
قال الطرف الثانى فى الحديث بنفس صوت الطرف الأول :-
- وماذا حدث لأبو شامة يا أبو العريف ؟!
أبو العريف :-
- اعتقلوه ... ولا تعلم زوجته ولا أولاده مكانه بعد .
قال الطرف الثالث الذى يشاركهم الحديث :-
- يقولون أنه حاول أن يشاركهم فى الحكم .
أبو العريف :-
- يشارك من يا جاهل ؟!!
جاهل :-
- يشارك جده الأكبر فى الشركة الكبرى التى ورثها عن أجداده !
أبو العريف :-
- فالنصمت إذن ... نحن الضعفاء .
جاهل :-
- لا تقل ضعفاء .
أبو العريف :-
- ضعفاء ... ولما لا نكون ضعفاء ... وكل الشواهد تثبت ذلك .
جاهل :-
- لا تعم الضعف ... فأنا لست ضعيفاً مثلكم !
أبو العريف :-
- لا أقصد هذا النوع من الضعف يا جاهل !
جاهل :-
- ماذا تقصد ؟!
أبو العريف :-
- ألا ترون ما يحدث على ساحل بحيرتنا ... هل تشجعتم وتصديتم لـ " ملك البحيرة " !
جاهل :-
- سأنصرف الآن ... فلا داع للفول .
سخر كل الحاضرين فى هذا الطابور المتعرج من تصرف الحاج دوارة ... حين شاهدوه فى حالته المألوفة لديهم ... الذى اعتاد أن يفعل هذا التصرف كل يوم ... فالحاج دوارة كاد أن يدفن رأسه فى بطن " قدرة الفول " ... فالسبب معروف لدى الجميع ... أنه يقوم بغسلها بالماءِ والصابون .
- إلى هذا الحد وصلت درجة النظافة عندك يا دوارة ؟!
أعلن الحاج دوارة بإصرار :-
- النظام .
نقص الطابور واحد ... تلاه الآخر ... ولم ينقص ... فالأعداد تتزايد ... ومهما نقص واحد أو أكثر ... فتبقى الأعداد كما كانت ... لا تنقص ولا تختل .
( تمت )
سامح عبد البديع الشبة