بسم الله الرحمن الرحيم
انتظرنا طويلاً أن يبرز من بين صفوف الكويت صقرٌ يُلجمُ هؤلاء البُغاث ... انتظرنا و طال الانتظار ...
انتظرنا أن ينبري كاتبٌ من كُتََاب الكويت " الخلص " الذين نحترمهم , ونحترم أقلامهم , ونُجَِلها , ونُحبها , ونقدرها ... و طال الانتظار ، حتى نفد صبرنا ... و صبرنا
صبرنا إلى أن ملَّ من صبرنا الصبر
*********** وقلنا : غـدًا أو بعـده ينجلي الأمر.
فكان غـد عـامًا، ولـو مـد حبله
*********** فقد ينطوي في جوف هذا الغد الدهر.
انتظرنا أن يصرخ بهؤلاء البغاث ، رجال الكويت المخلصين : صنعتم لنا الأعداء , واقحمتم وطننا فيما لا ناقة له فيه ولا جمل !
انتظرنا طويلاً , وطال الانتظار وبدا لنا أن لا أحد سيقولُ شيئاً , وها هم هؤلاء " البغاث " ذهبوا أبعد مما يجب , ومما يجدر " بالصغار " . فوجب أن نكُفََ أيديهم , ونرد هراءهم وسخافاتهم , وقلة أدبهم .
يعلم الله ، اننا قابلنا شباباً " ورجالاً " من الكويت يذوبون عفةً , وسعة صدر , وطلاقة محيا . عرفنا فيهم إيمانهم المتقد , وعروبتهم الأصيلة . عرفنا فيهم خيراً عميماً , ونصرةً للمستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها قلََ نظيرها.عرفنا فيهم أدباً جمََاً , وثقافةً عاليةً , وأريحيةً عظيمةً .
رأيناهم في كل المجالس التي دعينا إليها , وخبرنا كرم أهل الكويت وأصالتهم . فلا ندري والله من أين أتى " هؤلاء " ؟! ...أمن سوق " شرق " ؟! أم من أسواق السالمية ؟! أم من أماكن أخرى ؟!! لاندري ؟!
والله . إن" هؤلاء" الذين يدَّعون الانتساب إلى الكويت ، هم إلى أمريكا أقرب , نسيجٌ وحدهم !! فالكويت الأصيلة منهم براء .
الكويت التي نعرف هي كويت عبدالرحمن السميط , الرجل الشامخ , وكويت البطل فهد الأحمد , والشيخ أحمد القطان , والدكتور عبدالله النفيسي , والشايجي , و طارق السويدان والعوضي , والسند , وغيرهم كثير ...كويت شهداء الإسلام في أفغانستان , والبوسنة , والشيشان , وكوسوفو ,...كويت أبطال المقاومة الأبرار الذين قدموا أرواحهم الزكية فداءً للوطن .أثناء فترة الاحتلال العراقي ...كويت العروبة والإسلام ...لا كويت أحمد الربعي , والديين , والصرَّاف والبغدادي , والنجَّار , و فؤاد الهاشم , وكل عبَدَة العجل الأمريكي ,....
نفهم أن يكره الكويتيون النظام العراقي , ونفهم أن تثير تداعيات ذلك الغزو كوامن النفسيَّة الكويتيَّة المتعطشة للثأر من ذلك النظام ...نفهم هذا كله ونتفهمه ونشعر به علينا كما هو عليهم , لكن ما جرى بعد ذلك بات مُقرفاً جداً وباعثاً على الإشمئزاز ! بدأنا نرى من يُسمي الاحتلال الأمريكي تحريراً وهو مالم يقله الأمريكان أنفسهم !!اللهم إلا إن كانت الأوامر الأمريكية تصدر من وزارة الإعلام الكويتيَّة !!
بل بدأنا نرى من يفرح بقتل الأمريكان للعراقيين ... ونهب خيراتهم , وتراثهم , وضربهم صفحاً عن حقوق الإنسان " والأسرى " ...و" الأسرى " ....و" الأسرى " ....! أية اخوة هذه ، و أي اسلام هذا ؟
بل بدأنا نرى في الكويت من يصف كل أطياف المقاومة العراقية " بفلول النظام البعثي ", تلك التهم المُعلَّبة والموزنة على النوتة الأمريكية , والتي إن وجدت على الأرض فلا تُقارن البتة بالمقاومة الاسلامية الشعبية في الفلوجة والرمادي والموصل لكنه الحقد إذا أعمى فلا تسل عن شيء بعده !
بل قرأنا لواحد من هؤلاء " الشردمة" , وهو يسخر من الشعب الفلسطيني ويعزيهم بموت قصي وعدي صدام حسين بطريقة غاية في السخافة والتفاهة
لقد أغطشت شهوة الانتقام أبصار هؤلاء " الشردمة " حتى أضحوا يرون وراء كل بندقية بعثي , وخلف كل مقاومة وجه صدام حسين وبعثييه ! وطفقوا يرددون ليس ما تقوله الوكالات العالمية المحايدة والمتجردة , بل ما يقوله الأمريكان والصهاينة ! فبؤساً وتعساً , وافٍ وتفٍ على كلى من ارتمى، و نام في أحضان العدو , وأكل على مائدته . لقد ركب هؤلاء " البغاث" مركباً وعراً في لجةٍ يجأر فيها أشد الناس حكمةً إلى الله , فظنوا أنهم في قطار " المدينة الترفيهية" فخرج بهم مركب الحقد والسفه والطيش عن طريقه حتى جرى على الجبس , ومنه إلى المقابر فنبشوا القبورورقصوا على جراحات الأمة
إذا العدل والإنصاف في الأرض لم يقم
************* فمن أين يأتي أهلها العز والنصر؟
كتبتُ وكأنني أنزع الحرف من ظهرِ ثورٍ هائجٍ , رفقاً بأحبابي " عقلاء " الكويت وآمل أن يفهموا قصدي.
تحياتي........................قسورة