ما أجمل الإنسان حين يكون مبدعا !
لماذا نكتب الشعر? او لماذا نبدع?
سؤال مشروع، يتوخى السعي لمعرفة الطبيعة الإنسانية، وهي تختلف على أية حال عن
جوهر الكائنات الأخرى، لماذاالنحلة تصنع الخلية؟ لماذا العندليب يطربنا بصوته الموسيقي العذب؟
إن ما يخلفه فينا منتوج الإبداع الإنساني يختلف عما يحدثه صوت العندليب، وصنع النحلة،
لأن الإنسان فنان بطبعه، وهو يخلق الشيء من لاشيء مما يجعله أقرب إلى الالوهية مرتبة،
كيف لا وهو الذي يعيد خلق العالم على غير مثال سابق، لهذا رفع الله قدر الإنسان وأمر الملائكة
أن تسجد لآدم لما يتميز به من قدرة على تدبير العالم والتأثير الإيجابي فيه.
مرحبا بالشعر لأنه ضرورة عقلية إنسانية، تختلف ضرورته عن تلك التي يتصف بها الرياضي،
أو رجل الاخلاق، إن الضرورة الشعرية ضرورة حرة، لماذا? لانها لايمكن الاستغناء عنها،
فلو كان العالم مليء بالسعادة، ولو كان فيه ما يرضي لما كانت للشعر ضرورة في حياتنا
فهو إذن يجعل القبيح جميلا، يرتقي بالإحساس الإنساني من مرتبة الوحشية
إلى مستوى إنساني رفيع. يؤثر في مشاعرنا فيجعلنا نتخيل ما لا يمكن تصوره لو بقينا
سجناء واقع يتكرر باستمرار. إنه من صميم ما وضعه فينا الخالق، جزء من ذاكرتنا،
من مخيلتنا، من تجاربنا، من قوة حساسيتنا، قدرتنا على ملاحظة الأشياء، والتوقف عندها،
إنه حلم يباغتنا، حين نكون نائمين في حالة استيقاظ،، ليس لنا قدرة على معرفة الأسباب التي
تجعلنا نكتب الشعر، لكن ما يمكن قوله، هو أننا نراكم خبرات، وتجارب،
ونعيش في واقع يمدنا بأسس لغوية، نحولها ونعيد تركيبها، بوعي أو بدون وعي،
ثم أن الشعر فينا يفعل ما تفعله حصاة إذا رميت بقوة على جبل من جليد، إذ تجعله
يذوب فينساب انسياب مياه السلسبيل، إنه نتاج التعبير عن حاجات غريزية بصورة إنسانية،
إنه رغبة في امتلاك الحب والتعبير عنه.إنه وإنه وإنه....إلخ مما لاأعرف؟