تحت المجهر
صبرا وشاتيلا..
لم تكن مذبحة صبرا وشاتيلا (16-18/9/1982م) حدثا عابرا، ولا مجرّد كارثة مروّعة مفاجئة، بل كانت حلقة في سلسلة طويلة رهيبة، يجري تدبيرها وتنفيذها، حلقة بعد حلقة، وشعبُ فلسطين هو المقصود بالإبادة الجماعية، كما أنّ المقصود أن توأدَ معه إرادة العرب والمسلمين في كل مكان.
ولئن أشاح العرب والمسلمون أبصارهم عن بطون الحوامل التي بُقرت، وصدور الشيوخ والأطفال التي نُهشت، فذاك من هول منظر الوحوش المفترسة بعد سقوط الأقنعة البشرية عن وجوهها.. ولئن أذهلتهم وحشية المذابح فترة من الزمن فيستحيل بقاؤهم في الذهول إلى الأبد..
إنّ الدماء التي أراقها وحوش المغول على دجلة ألهبت روح الجهاد بعد فترة من الزمن على ضفاف النيل فكانت عين جالوت..
وإنّ الدماء التي ملأ بها الصليبيون حرم المسجد الأقصى ألهبت روح الجهاد بعد فترة من الزمن فكانت حطّين وكان تحرير بيت المقدس..
وإنّ دماء المسلمين التي أريقت في صبرا وشاتيلا ومن قبل ومن بعد، في عشرات المذابح داخل الأرض المحتلة وحولها، ستلهب روح الجهاد لمعركة فاصلة.. فتلك من سنن الله التي لا تتبدّل ولا تتغيّر، وستدور الدائرة على أعداء الله وأعداء الإنسان والإنسانية
اقرأ إن شئت: المذبحة: وقائع وخلفيات ونتائج
و: قراءة في كتاب: صبرا وشاتيلا: تحقيق حول مجزرة بقلم: أمنون كابليوك
و: مواضيع حول الإرهاب الأمريكي
وهذه مجموعة صور مأساوية من ساحة المذبحة