خيال قلب ضائع
أمسك منديله الأحمر, يمسح عرقه المالح ، الذي نتج عن لهيب , خيوط الشمس الحارة ،
التي تداخلت مع صورته , في بركة الماء ، وسط ساحة كبيرة , قد صف حولها ورد
الياسمين ، و دخل وسطها الورد الجوري ... نظراته
تاهت , و رحلت به إلى السنة الماضية ، تشكلت في بركة الماء لوحته المفضلة ، التي
احتوت على ليل أسود طويل ، و حجرين خالصي السواد , كل من نظر إليهما , رأى البريق
العجيب ، الذي يتخلله إحساس القلب الصافي ،
نظر إلى التفاحتين قد توسطت بينهما حبة كرز ، فما كان له , سوى رسم ابتسامة عريضة
على وجهه المرهق ،
تذكر اسمها وقد صف بين الزهور ، فما هي سوى حورية من السماء ، قد رآها في الأرض
صدفة ، و حفرت في ذاكرته أجمل معاني الصفاء ، و نقشت في قلبه أروع حب , يتذوقه قلب
ضائع بين النساء ..
ضاع بين خياله العذب و واقعه المؤلم ... حتى تدحرجت دموعه و امتزجت مع عرقه
المتناثر ....