لوحة انتظار الحبيب
(رمضانية )
وها أنا أمام شباكي أمارس حرفة انتظار ليلي ،
والليلة معتمة باردة ، والريح معربدة صاخبة ، والقلب يخفق على أمل لقاء.
حبي لك لا يعدله حب من هم بعض لحمي ودمي ، حبٌ يعذرني فيه الأحبة ولا يعذلني فيه اللائمون ..
سأختصركل شيء هذه الأيام ،
سأختزل عمرا مضى لأولد من جديد ، روحا شفيفة
تتناهى لبدء نورك.
لو أنك تأتيني الليلة !
لو نورك يبزغ في سمائي المعتمة ، فيضيء حياتي كلها..
ها أنا أمام نافذتي ما أزال ، تأطرْتُ فيها لوحة عشق وانتظار ..
شموعي تهتز ذبالاتها وتنعكس في المرآة لوحات تراوغ البصر ،
سأطفئها هذه الشموع ، الآن .. فها أنت بعد العتمة ترتسم شريحة نور،
وعيني تحضنك وتختزن الضوء فترشفه مرآتي ، وها شمعاتي أهبها للريح
المجنونة !
سأهبك روحي وأيامي ولحظاتي
ستكون كلها لك أيها العابر المتفرد المتوحد ،
أيها المنتظر الآتي بعد غياب
يملؤني الشوق إليك ، فأفتح قلبي على مصراعيه لتحل فيه ،
أعلم أنك لا تطيل المكوث ، فما هَمّ ؟
ما دمت تأتي دائما !
ما دمت لا تخلف موعدا !