كنت جالساً في بيتي أقلب صوراً عتيقةً من طفولتي وشبابي في بقع متناثرة من العالم عشت فيها جزءً من العمر فكانت هذه النثرية
بحور الأيام تنسينا الأحبة،وتظل حياتنا السابقة معهم مجرد ذكريات عتيقة، عندما يتذكرها القلب يشعر بالإرتجافة، ويحاول أن يوقف الضمير المعاتب له، وعبثاً يحاول،فلقد عشت الإرتجافة،لأنني بكل إختصار نسيت الكثير ممن كانوا في حياتي بسمة حلوة ..
صدقوني كنت مجبراً على كل هذا،فأنا وليد المعاناة الكبيرة ،وليد الشتات هنا أو هناك، فأنا من أبناء اللجوء،ممن رُحلوا من أرضهم قبل اشتداد الشتاء،أنا من فلسطين الأسيرة.
عشت الشتات،عرفت الكثير وتعلقت بالكثير روحي الطليقة، وأتي يوم الوداع ، بكتنا العيون ثم نسينا ، لنبدأ حياةً جديدة بأرض جديدة.
وعندما نقلب صورنا العتيقة،تجتاحنا سنون الحنين، وعندنا نتفقد الهدايا التي حملناها من بلاد الغربة نتذكر كل الرجال وكل النساء الذين كُحلت عيوننا برؤيتهم، وحينها أجلس أبكي ودمعي يسيل ، أيغسل دمعي جرح الضمير؟
أجيبوني ،لم لا تنطقون ، هل لأني نسيت؟
أجيبوني وإلا اتركوني أعاني الحنين، فدمعي دليلي بليل بهيم.
لماذا أصر على أن أفتش الذكريات القديمة ؟ والهدايا العزيزة؟
لماذا وفيها بكائي لماذا وفيها النحيب ؟
ألا يقنع الإنسان منا بحاضره الذين يعيشه؟
حاضري عما قريب سيصبح ماض، وعما قريب سيبكي الضمير