يحيى السماوي
-8-
النبضُ في أغصانِنا
والموتُ في الجذورْ ...
كأننا الناعورْ :
ندورُ حول نفسنا ...
وحولنا يدورْ
بسوطِهِ المحتلُّ ... والقاتلُ ... والمأجورْ !
كأننا التنّورْ :
نقنَعُ بالرمادِ من وجاقِنا
وخبزنا ؟
بأكله المحتلُّ ... والقاتلُ ... والمأجورْ
******
-9-
ذكيةٌ قنابلُ التحريرِ
لا تصيبُ إلا الهدفَ المرسومَ
من قبل ابتداءِ نزهةِ القتالْ ...
ذكيةٌ
تُمَيِّزُ الوحلَ من الزُلالْ
ونغمةَ القيثارِ من حشرجةِ السُعالْ
ذكيةٌ ... ذكيةٌ
لا تُخطئُ الشيوخَ والنساءَ والأطفالْ
ولا بيوتَ الطينِ ... لا أماكنَ الصلاةِ
أو
مشاغل العمّالْ
******
-10-
أخطرُ ما يُهَدِّدُ الأوطانْ :
القادةُ الإماءُ
والحاشيةُ الغلمانْ
وفاتحو الأبواب نصفَ الليلِ
للدخيلِ ... والمنبوذِ ... والجبانْ
..............
..............
اخطرُ ما يُهَدِّدُ الإنسانْ
عمامةٌ
تكتب فَتواها على مائدةِ السلطان !
تُجيزُ للرعيَّةِ الجوعَ
وللخليفةِ التُخْمَةَ ...
أو
تُفَسِّرُ القرآنْ
على مزاجِ صاحبِ الخراجِ في "الديوانْ"
-11-
خُرافَهْ
كلُّ الذي أدلى به الناطقُ باسم القصرِ
عن تسابق الجموعِ في "الكرخِ" وفي "الرصافَهْ"
للرقصِ في مأدبةِ اللئامِ
تعبيراً عن الضيافهْ ...
...........
...........
خُرافةٌ أنْ تصبحً المسافَهْ
بينَ العراقيِّ وبين القاتل المحتلِّ
بين الجرحِ والسكينِ "دولارًا" من الفضّةِ
أو كأسًا من السلافَهْ
خُرافةٌ
أن يعرفَ الحريةُ العبدَ الذي
يركع للمحتلِّ كي يدخله منتجعَ الخلافََهْ
******
-12-
كان يشدُّ الليلَ بالنهارْ
مُنَقِباً في مدنِ الريبةِ عن ياقوتةِ الحكمةِ
تستفزُّهُ الريحُ فيستهزئُ بالإعصارْ
وبالمماليكِ الذين بايعوا التتارْ
يحملُ في فؤادِهِ اللهَ
وفي مقلتهِ السنبلَ والأزهارْ ...
يُبَشِّر التنّورَ بالدخانِ
والصحراءَ بالعشبِ وبالأمطارْ ...
والطفلَ بالدُمْيَةِ ...
والظلمةَ بالأنوارْ ...
لكنما "الأغرابُ" باغتوه في المحرابْ
يقرأ في الكتابْ :
"وفضَّلَ اللهُ المجا ..." *
وقبل أنْ يُكملَ
كرَّ البشرُ الذئابْ
عليه بالرصاص والحِرابْ
بتهمة الإرهابْ !
* من سورة النساء.