مملكة السلام
سكينة في القلب..
تشبه سكينة الربيع في أرجاء الطبيعة الخضراء المزهرة ، وامتداد السماء الصافية..
وتشبه سكينة النجوى مع القمر ونجوم الليل الساطعة في ليالي الصيف اللطيفة ..
وتشبه سكينة البحيرة الصافية تغرد حولها الطيور..
وتشبه سكينة الشروق إذ يتبدد الظلام وينفلق الفجر ، وحيث تتفتح الورود ، ويتحدر الطل على الأوراق ، وينتشر نسيم البكور بانتشاء..
وتشبه سكينة الطفل إذ أوى إلى حضن أمه ؛ فداعبت شعره وهي تغني له بصوتها الحنون..
وتشبه سكينة الطير إذ باتت فراخه الصغيرة في شبع وارتواء ، وبدأ يلاطفها بمنقاره..
وتشبه سكينة المـُنصِـت إلى خرير الماء وهو يتدفق من ينبوع صغير..
وتشبه سكينة مَن وضع رأسه على مخدته لينام وليس في ذهنه أي شيء ، وفي قلبه الشعور بالرضا عن يومه الذي مضى بعمل وإخلاص..
وتشبه سكينة مـَن لا يحمل في صدره حقدا ولا بغضا ولا حسدا ولا غيرة ، وإنما يحمل الحب والتسامح لكل الناس..
وتشبه سكينة الشاعر أو الأديب حين ينتهي من إبداع مقطوعته الأدبية ، وقد أفرغ فيها عصارة مشاعره ونفسه..
وتشبه سكينة مـَن يطمئن لانتصاره على نفسه حين همت بمعصية فتذكر في لحظة أن الله يراه..
وتشبه سكينة الشعور بالرضا رغم البلاء لوجود اليقين بأنها مرحلة سيعقبها الفرج..
وتشبه سكينة المتأمل بالكون ومخلوقاته ومظاهره وعظيم قدرة الله فيه وإبداعه..
وتشبه سكينة المتهجد في الليل يناجي ربه ، وقد انقطعت العلائق إلا منه مستسلما إليه بذلة وخضوع وخشوع ومحبة..
وتشبه سكينة الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، غمرهم الذكر بطمأنينة أهل الجنة ، فهم على الدوام في نعيم هو جنة القلب وسلواه..
وتشبه سكينة الليل إذ هدأ وسكن كل شيء ، ، واستعد الخلق لنوم هانئ..
وتشبه سكينة من اكتشف رسالته بالحياة ، وأهدافه العظيمة..
وتشبه سكينة من رسم صورة ليومه ، فأنجز المهام وهو مستمتع بها ، ثم استرخى مرتاحا مستمتعا بإنجازه..
وتشبه سكينة الكون إذ بات كل كوكب وجرم يسري في مساره بانتظام ، منسجما مع حركة المجرات ككل..
وتشبه سكينة الرسام إذ انغمس في عالم ألوانه وخياله مستسلما ، مستغرقا بها عما حوله..
وتشبه سكينة المحب إذ بات يتأمل عيني حبيبه فاهما له ، متناغما خفقُ قلبه مع خفق قلبه..
وتشبه سكينة العامل المحب لعمله ، مستمتعا فيه ، منجزا له بحماس..
وتشبه سكينة الكعبة يدور حولها المسلمون لاهجين بالدعاء ، وكأنها من سكينتها تحفها هالة من التسبيحات الملائكية..
وتشبه سكينة قارئ القرآن متدبرا بآيه ومعانيه الجليلة ..
وتشبه سكينة العالم إذ بات بعلمه سليل الحكمة ، استقر لمفهوم الحياة وتقلبات الدنيا ، فلا تفاجئه بمسرة أو مضرة ، وإنما هو منها في سلام.. على كل حال..
وتشبه سكينة المتوكل على الله ، فهو يعيش في معيته لا يهاب شيئا ولا يقلقه..
وتشبه سكينة الباسم البشوش ، غمره مرح الروح ، وبشاشة الصدر..
وتشبه سكينة الطفل مستيقظا من نومه مترقبا يوما جديدا مليئا بالإثارة..
خلود داود
17/03/2006