|
يا مالِـئَ الأجْـفـانِ بالعَبَـراتِ |
ومغـالِـبَ الأحـزانِ بالزفـراتِ |
عمّن تواري يا أخا العَربِ الأسـى |
في مَحبسِ الأنفـاسِ والنظـراتِ |
أفلا تبـوحُ فقـدْ أشـاطركَ العنا |
أو أمسـح الآلامَ بالبَسَــمـاتِ |
نطقـتْ شـفاهُهُ بعد طول تردّدٍ |
فتفـجّـرَ البـركـانُ بالآهـاتِ |
لسـتُ الذي يشكو الهمومَ تبرّماً |
فالصبرُ من خُلُقـي ونهجُ حياتي |
لكنْ نظـرتُ إلى المصائبِ كلّهـا |
فشـكوتُ منهـا أخطـرَ النكَباتِ |
أشــكو التغرّبَ في ثقافةِ أمّـتي |
أشـكو سـقيمَ اللغوِ في اللَهَجاتِ |
أشـكو الركاكةَ لا تواري عُهرَها |
في خطبـةٍ مفضوحـةِ الهفـواتِ |
قد حُضّـرتْ مخطوطـةً مشكولةً |
وازّيـنـتْ بمـقـدّسِ الآيــاتِ |
ويشـينُها الزعمـاءُ عبرَ تلعثـمٍ |
وجهالــةٍ غـربـيّـةِ اللكـناتِ |
أشـكو التخلّـف في تغرّب عالِـمٍ |
والعلـمُ لا يـرْقـى ببعضِ فُتـاتِ |
أين العروبـةُ من أعاجـمِ أمّتـي |
في الجامعـاتِ ضحيّـةِ الغَـدَراتِ |
كانتْ مناهـلَ للعلومِ صروحُـهـا |
تُهدي التقدّمَ تكشِـفُ الظلـمـاتِ |
والكلّ يرفـعُ في الحضارةِ نهجَهـا |
ولسـانَهـا العربـيّ كالرايــاتِ |
صارتْ تُلقّـنُ للشبابِ علومَهـا |
بلســانِ قـومٍ مارقينَ غُـزاةِ |
إنّ الدروس لغاتُـهـا من روحِـها |
فعلام يلقيـهـا لسـانُ عُـداةِ |
لا يمنعُ العلمـاءَ طـرحَ علومِهـمْ |
بفصيحِ قـولٍ واضِـحِ القَسَــماتِ |
إلاّ التغـرّبُ في سـياسـاتِ الأُلـى |
وضعوا العروبةَ في رَحى النعَـراتِ |
إنّ التغـرّبَ في اللسـانِ كبيــرةٌ |
هيـهـاتَ نحسـبُهـا مـنَ الزّلاتِ |
لغةُ العروبَـةِ أصبـحـت منفـيّـة |
في أرضِهـا والدارُ مثلَ شَـتـاتِ |
واختـارَها الرحمـنُ وحيـاً منزَلاً |
للذكْـرِ يُعْـجِـزُ أَلْسُـنـاً ولُغاتِ |
فمتـى يعودُ القومُ بعْـدَ تَشَــرّدٍ |
للدين يُحيـي الروحَ في الأمـواتِ |
أشـكو قريحةََ مبـدعينَ تلوّثـتْ |
بالطعـن في الأخـلاقِ والحُرُماتِ |
والمبـدعونَ طـوائـفٌ فقليلُهـمْ |
مـن زيّـنَ الإبـداعَ بالحســناتِ |
ومـنَ الشذوذِ شذوذُ إبداعٍ هـوى |
فغـدا أسـيـرَ الغــيّ واللـذاتِ |
وتـراهُ يسـخرُ منْ تعفّـفِ مُبْدِعٍ |
عن كــلّ مبتـدَعٍ مِنَ السَّـقَطاتِ |
أشــكو غثـاءً زائفـاً لا ينقضي |
أشـكو أبالســةَ المجـونِ العاتي |
وبرامجَ التلفـازِ مـثـلَ خنـاجـرٍ |
ومصفّـقـيـنَ لغـادرِ الطعنـاتِ |
مثلَ السّـكارى دونَ راحٍ أجرمـوا |
بئسَ الجريمـةُ من صنيـعِ بغـاةِ |
والناسُ بيـنَ مصـدّقٍ ومـكـذّبٍ |
أو سـادرٍ في اللهـوِ والسّـكَراتِ |
يا صاحِِ أمسـكْ قد نكأتَ جراحَـنا |
داوِ الجـراحَ ببلســـمٍ وأنــاةِ |
تشـكو وفـي آذانهـمْ وقْـرٌ فـلا |
يُرجـى الجوابُ على أنيـنِ شـكاةِ |
هـمْ حفنـةٌ وأدوا البلاغـةَ iiغيلـةً |
وتراقصـوا فـي مأتـمِ الكلمـاتِ |
يا صـاحِ إنّ الليـلَ حتمـاً راحـلٌ |
والفـجـرُ مهمـا طـالَ ليلُـكَ آتِ |
الضّـادُّ نـادتْ تسـتغيـثُ بقومِها |
والقومُ غطّـوا في عميـقِ سُبـاتِ |
فاجعـلْ لِسـانَكَ إنْ أردتَ إجـابةً |
كالمنـبـرِ الصـدّاحِ بالدعـواتِ |
تدعو بِـهِ جيـلا غَـدا iقـرآنُـهُ |
في القلبِ مثلَ تـردّدِ النبضــاتِ |
والنورَ في فكرٍ وفي أدبٍ سـمـا |
بالطهـرِ في الإبـداعِ والغايـاتِ |
وَبِهِ سـنرقى بعد طـولِ تخلّـفٍ |
ونـوحّـدُ الأهـدافَ والخطـواتِ |