اصارحكم
اميركا اليوم تقول ... أن المسلمين العرب أخفقوا في مشروع تحررهم ونهضتهم وواقعنا يقول اننا لم نحقق وحدة عربية ولااسلامية ،ولم نعد نفهم الشورى ولا بلغنا التنمية بل بالغنا في الاستهلاك ، ولا وفرنا العدالة الاجتماعية بل بالغنا في استلهام ثارات الامس ونسينا القصاص فضاع غدنا ، ولا استكملنا الاستقلال الوطني ولاالقومي، ولا أنجزنا التوثب الحضاري في استلهام عالمية الاسلام للرد على العولمة
اصارحكم
ان في الاعتراف بهذا الفشل تكمن الصعوبة في هذه المصارحة،ماهي أهدافنا ؟ وكيف سنحققها ؟ واين نحن من لحظة الانطلاق في تحقيق نهضتنا ؟
هذه الاسئلة الثلاثة التي أستأذنكم أن تتقبلوا صراحتي فيها فمن الألم وحده تولد الحقيقة .
ماهي اهدافنا ؟
هل حقا ً هدفنا هو أن ننتصر على من يظلمنا ؟
اقول
حينما طلب مشركو قريش من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يقدم لهم سبع عجائب فينظروها بأعينهم حتى يتوثقوا دليلاً على نبوته ، على شكل خوارق إذ اعتقدوا أنه سيقدم لهم مالم يستطيعوا هم تقديمه من انهار جارية وجنات وسلما ً الى السماء وقرطاس ينزل ليلمسوه
نرى أن الرسول لم يجاريهم في طلباتهم الصبيانية، فكان جواب القرآن في اتجاه مختلف تماماً، لقد زحزح موضع النقاش كلية ً فكان الرهان على سنة الله في خلقه؛ فهي المعجزة المتفجرة لكل عقل في أي زمان أو مكان .
وهذه الطريقة القرآنية في مخاطبة بعض الفوضويين هي الطريقة الوحيدة المجدية للوصول معهم الى وضع حد للمهاترات الكلامية
فالقرآن يأخذنا الى الاهداف مباشرة ً ، وماذا نريد بالضبط ، فالاسلام دين جاء ليغير من العقول في طرائق تفكيرها ليجعلها عقول لاتستسلم الى (( امراض الوعي ))
فهل نصر خوارقي سينقذنا ام ان درب الانتصار يخضع للسننية التي حدثنا عنها قرآنا ؟
واليوم
فان الكثير من المسلمين لايفرق بين الفوضى الواقعة فوق ارصفة مدننا الحزينة وبين التفسخ والتشتت الفكري الذي تعانيه جماجمنا
فحين يكون آخر كلام ( القاتل والقتيل ) لااله ا لا الله ولايعرف القاتل فيم قــَتل ولا القتيل لم قـُتل
ولايظن احدكم اني اتحدث عن فلسطين او العراق فالامر يستوعب كل مدننا الاسلامية اذ التقهقر والتخلف هو صورة مطورة من صور الاحتضار
اصارحكم
اننا مقتولون بالقولبة الفكرية التي ارتضيناها اسلوبا ً لمواصلة معيشتنا ، إذ سكان الارض من غير المسلمين يتغالبون ويتسابقون ويسارعون ليصلون الى اقصى درجات التقدم ( لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر ) 37 المزمل
لانزال ونحن في عصر المابعديات لم نحسم امر معارك صورية اكل عليها الزمان وشرب
اصارحكم
اننا في عصر مابعد الحداثة لم نفهم الحداثة نفسها
واننا في عصر مابعد الصهيونية لم نفهم الصهيونية نفسها
واننا في عصر مابعد الرأسمالية لم نفهم الرأسمالية نفسها
واننا في عصر مابعد العقلانية لم نفهم العقلانية نفسها
واننا في عصر مابعد الثورية لم نفهم الثورية نفسها
واننا في عصر مابعد الفردية لم نفهم الفردية نفسها
اصارحكم
اننا لانعرف اين هي اقدامنا لنعرف بعدها الى اين نسير
اصارحكم
اننا نقاتل العدو الخطأ بالسلاح الخطأ
فهل تصارحونني احبتي فتتناولوا مقالتي ومن خلفها اوضاعنا بعيني رعايتكم
لعلنا نكمل الاجابة عن اسئلة مصيرنا
﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ التوبة:105
تابعونا