العزيز اسامة...
في كل حرب خاضه العرب ضد الصهاينة خسروا ارضا باضعاف ما احتلته دباباتهم من قبل، وبعد كل هزيمة كنا قرأنا كيف حولا هذه الهزائم الى انتصارات اذهلوا بها عقولنا الان، وما ان كنا نجلس في خلاء وعزلة نفكر ونستعيد الارقام والاحداث والتواريخ حتى كنا نخرج من عزلتنا الا تبا لكم من كاذبين حمقى ، تبررون تخاذلكم وجبنكم بانتصارات تريدون ان توهمونا بها، أ هي البلاغة وفنون الصرف وعروض الفراهيدي ما تريدون ان تتباهوا بها وبها تصنعون انتصاراتكم..؟ أ هو جبنكم ومجونكم وعبوديتكم ما تريدون ان تخفوها عنا..؟
كأني بهم يلقنون كل جيل بعد جيل الهزيمة هذه الدروس وكاني بهم يظنون باننا نبقى ابد الدهر رهن هذا الوهم وهذه المسارات الخاطئة التي رسموها لنا، وكانهم يظنون بان صورة الابطال التي رسموها هم لانفسهم خالدة في اذهاننا، وكأنهم نسوا بان لنا عقولا لن تعد تقبل الخرافة ولا الخضوع لتاريخ كتب من قبل وعاظ السلاطين، عقول ترفض التاريخ الذي كتب ويكتب على لسان الجبناء والمتخاذلين، عقول ترى وتيمع الان هزيع الخوف والجبن فيهم، ويعلم بان المجون هو الذي يقودهم..لذا اليكم يادعاة الامس والتاريخ الزائف المغلف بالانتصارات والاوهام فلسفة جديدة اسمها لاتاريخ لنا غير الهزيمة وها نحن نخرب تماثيلكم واسواركم المنيعة بايدينا، لتكن فلسفة العصر التخريب ما دامت ستجلب لنا جيلا يعلم بان ابائه هزموا حتى يستعدوا هم لمواجهة اعدائهم.
تقديري ومحبتي لك
جوتيار