دموع القاعدين
يا غـارِقيــنَ بِدمعِنـا مُتَجِـدّدا أَيُغيـثُ دَمْـعٌ مَوْطِنـاً وَمُشَـرّدا هَلْ كانَ يَمْنَـعُ مِنْ صِـناعَةِ نََكْبَـةٍ أَمْ أَسْـقَطَ الطغْيانَ أَمْ صَـدَّ العِـدا فَلَكَـمْ ذَرَفْنـا دَمْعَـنا حَتّـى غَـدا صِـدقُ العزيمـةِ بالدموعِ مُقَيّـدا وَمِنَ المَدامِـعِ ما يُـراقُ بِحِرْقَـةٍ أوْ مـا يُـراقُ تَبـاكِيـا.. مُتَبَـدّدا أَنْعِـمْ بِـهِ فيـما يُهَـدّئُ رَوْعَـةً وَاحْذَرْ بُكاءً فـي النّوائِـبِ مُقعِـدا قَدْ يقتـلُ الإقـدامَ في ساحِ الوَغى وَالعَـزْمَ في طَلَـبِ العُلى..مُتَعَمّـدا ومِـنَ البكـاءِ هِـوايَـةٌ أوْ حِرْفَـةٌ نَبْكي.. وَنَغْتالُ الهُـدى والمُرْشِـدا مِثْلَ السّكارى فـي غَياهِـبِ نَوْبَـةٍ حَتّى غَـدَوْنـا عاجِـزاً أَوْ مُقْعَـدا إذْ نَنْشُـرُ الذّلّ الوَضيـعَ جِنـايَـةً ونُنَصّبُ التّيئييـسَ بـاباً مُوصَـدا ذُلٌّ يُـزَيّـنُ لِلنّفـوسِ نُكوصَـهـا يَوْمَ الجِـهـادِ تَخَـوّفـاً وتَـرَدّدا فَبَدا الخنوعُ فَضيلَـةً فـي عَيْنِ مَنْ جَعَـلَ الجِـهـادَ تَهَـوّراً وتَشَـدّدا وَرَأى الشّـهادَةَ نِقمـةً لا نِعْـمَـةً وَيَظُـنُّ نَفْسَـهُ في الحَيـاةِ مُخَلَّـدا عَبْـدُ الهَوى إِنْ ماتَ ماتَ وَلَمْ يَفُـزْ أَوْ عاشَ دَهْـراُ عاشَ عَيْشـاً أَنْكَدا
دموع الملاحم
ماذا دَهـانـا يا بَنـي قَوْمي وقَـدْ كُـنّـا الأَشـاوِسَ ثََـوْرَةً وتَمَـرّدا نَـدَعُ المُجاهِـدَ كَيْ يُضَـحِّيَ وَحْدَهُ أَوَلَيْسَ صِـدْقُ مَديحِـهِ أَنْ يُقْتَدى؟ أَتَفـيـدُ شَـكْوى مِنْ نَذالَةِ مُجْـرِمٍ أَوْ قَوْلُ "مَرْحى" لِلشّـهيدِ مُمَـدّدا ؟ يَفْديـكَ مِنّـا الشّـعْرُ في نَدَواتِنـا وَعَلى مَهاجِعِنا الفِـداءُ اسْـتُشْهِدا عُقْـمُ الرّجولَةِ ما شَـكَوْنا بَعْـدَما كُنّـا نُقيـمُ مَحـاضِنـاً كَيْ تولَدا كَمْ مِـنْ فَتـاةٍ وَحّـدَتْ أَحْزانَـنـا حينـاً.. وَعُدْنـا لا نُطيـقُ تَوَحّدا إِذْ فَجّـرَتْ روحُ الشـهيدَةِ دَمْعَنـا فَانْهَـلّ يَـرثـي مِثْلَمـا قَـدْ عُوِّدا وَإِذا مَضَـتْ أَخَواتُهـا في دَرْبِهـا عُـدْنـا وَعـادَ رِثـاؤنا فَتَـرَدّدا أَمْسَتْ مَلاحِمُنـا النّـواحُ مِدادُهـا وَدَمُ الحَرائِـرِ طاهِراً مُسْـتَشْـهِدا وَيَعـافُ ما أَبْقى الرّجولَةََ بَـعْـدَهُ بَيْـنَ الخُـدورِ تَخَنُّـثـاً وَتَبَـلُّـدا مَنْ كانَ صَـوْتُهُ بِالصّـراخِ مُجَلْجِلاً مُتَكَـبّـراً بِعَـرينِـهِ مُسْـتَأْسِـدا أَمْسـى يُحاذِرُ رَفْـعَ هـامٍ خِلْسَـةً وَالجُبْـنُ يَمْنَعُ أَنْ يَهُـبّ لِيُـنْـجِدا إِنْ جاءَ بِالتّأْييـدِ جاءَكَ هامِســاً وَبِتُهْمَـةِ الإِرْهـابِ صاحَ مُـنَـدّدا الحُـرّ في الأَغْـلالِ يَأبـى قَيْـدَهُ وَالعَبْـدُ إِنْ تُعْتِقْـهُ يَطْلُـبْ سَـيِّدا
دموع الموتى
مـاذا دَهانـا يا بَني قَوْمـي وَقَـدْ صِـرْنا مَواتـاً دونَ ظِـلّ أوْ صَدى وَإِذا صَحَوْنـا فََالنّحـيـبُ نَبيـذُنـا وَإِذا رَقَـدْنا نَسْـتَطيـبُ المَـرْقَـدا وَإِذا كَتَبْـنـا فََالكِتـابَـةُ صَـنْعَـَةٌ نُحْصـي المَنـايا شـاهِدينَ وَرُصّدا وَإِذا دَعَـوْنـا فَالدّعـاءُ تَـهَـرّبٌ مِنْ أنْ نَعودَ إلى الجِهـادِ ونَصْمُـدا نَدْعو.. وَلا نُعْطي الإجابَـةَ حَقّهـا ونَرى صََلاحَ الدينِ يُبعَـثُ مُنْجِـدا ماذا نَقـولُ إذِ اسْـتَكـانَـتْ أُمّـةٌ يَأبـى لَهـا الطغْيـانُ أنُ تَتَوحَّـدا؟ أَنَقـولُ لِلأجْـيـالِ بَعْـدَ رَحيـلِنـا هذي أَمـانَتُنـا أَضَـعْناها سُـدى؟ أَنَقـولُ لِلأبْنـاءِ قَبْـلَ رَحيـلِـنـا بِئْسَ الذي لَمْ يَتّعِـظْ وَبِنا اقْتَـدى؟ أنقـولُ إنّـا كَالقَطـيـعِ بِمَـذْبَـحٍ نَثْـغو ونَشْـكو للخَناجِـرِ والمِدى؟ كّنـا عَلـى وَجْهِ البَسـيطَةِ أَنْجُمـاً كنّـا الكَرامَـةَ والشَّـهامَةَ والنّـدى كنّـا العَدالَـةَ فَالحُقـوقُ مُصانَــةٌ شَــنَآنُ قَـوْمٍ لا يُشَـوّهُ مَقْصَـدا كنّـا يُسـابِقُ ذِكْرُنـا التاريـخََ إِنْ نَعْزِفْ لَـهُ خَبَـراً تَغَنّـى مُنْشِــدا كنّـا الجَحافِلَ نَسْحَقُ الطاغوتَ فـي شَـرْقٍ وغَـرْبٍ إِنْ تَـهَوّرَ فَاعْتَدى صِـرْنا نَرى نَهْشَ الذّئابِ لأَرْضِنـا فَنُقيـمُ صَـرْحاً لِلذّئـابِ مُنَضَّـدا وَإِذا أَتـى شَـيْطانُهُـمْ مُسْـتَكْبِرا نبْني لَهُ فَـوْقْ الجَماجِـمِ مَعْـبَـدا بِئْسَ العَبـيـدُ إِذا تَـوَلّـى أَمْرَهُمْ عَبْـدٌ يَسـوقُ قَطيعَهُـمْ مُسْـتَعْبِدا
دموع التوبة
مـاذا دَهانـا يا بَني قَوْمـي لَقَـدْ نَـزَلَ البَـلاءُ بِـدارِنـا.. لِيُهَـوِّدا أَنَرى احْتِـراقَ حَضـارَةٍ بِعِراقِنـا لا نَرْعَوي.. مُسْتَسْـلِماً وَمُهَـدَّدا أَوَنُسْـمِعُ الأَحْـرارَ لَحْـنَ تَحَـرّرٍ وَنَـذِلُّ فـي كَنَفِ الطّغـاةِ تَوَدُّدا؟ أَنَصوغُ في شَـرَف الأُباةِ قَصائِداً ومَغامِدُ الأسْيافِ قَدْ شَـكَتِ الصَّدا؟ أمْ تَشْـحَذُ الخُطَبُ البَليغَـةُ عَزْمَنا وَالعَزْمُ في قَـلْبِ الخَطيبِ تَبَـدّدا؟ أَوَيَسْـتَغيثُ المَسْـجِدُ الأقْصى بِنا فَنُجيبُ بِالحُزْنِ العَميـقِ المَسْجِدا؟ سَئِمَتْ مِنَ الصَّخَبِ المَنابِرُ كُلُّـهـا وَرَوى الخُنوعُ مِـدادَنا.. فَتَجَمَّـدا مَنْ يَطْلُبِ العَيْشَ المَهيـنَ فَدونَـهُ ذلٌّ تَجَـلّى فـي الجِبـاهِ وعَرْبَـدا فَكَأنَّنـا رِمَـمٌ وَيَلْفِظُـنـا الثّـرى أَوْ أَنّـنا نُصُـبٌ إِذا نـادى الفِـدا فَنَعيشُ هـذا في الغِـوايَةِ سـادِرٌ وَأخوهُ يَقْضـي عُمْـرَهُ مُتَعَـبّـدا رَبّـاهُ هَلْ تُنْجـي المُخَلَّفََ سَـجْدَةٌ إِذْ يُقْتَـلُ الأَهْـلونَ حَـوْلَهُ سُـجَّدا أَمْ يَنْفَـعُ الدّاعيـنَ حُسْـنُ دُعائِهِمْ ما لَـمْ نُجِـبْ في أَرْضِنا المُسْتَنْجِدا أَمْ يَصْـنَعُ النّصْـرَ الكَبيـرَ مُكابِـرٌ مَـنْ صارَ هَمُّهُ أَنْ يُضِـلّ وَيُفْسِدا لا لَـنْ نُـجَـدِّدَ مَجْدَنـا بِحَماسَـةٍ وَالدّمْعُ لا يُجْدي إِذا هُجِـرَ الهُـدى فَاهْجُرْ دُموعَكَ لَنْ تُزيلَ بِها أَسـىً وَبِغَيْـرِ بَأْسِـكَ لَنْ تُحَقِّقَ سُـؤْدَدا وَإذا أَرَدْتََ نَجـاةَ أُمّتِـكَ اسْـتَقِـمْ وَاجْعَلْ عَطاءَكَ وَالشّـهادَةَ مَقْصدا تَقْوى الإِلـهِ مَعَ الجِهادِ سَـبيلُنـا وَالعِلـمُ وَالعَمَـلُ الدّؤوبُ مُسَـدّدا وَالعَبْـدُ إِنْ وَفّــى بِنُصْرَةِ دينِـهِ فَالنّصْـرُ باتَ مُقَـدّراً وَمُؤَكَّــدا
مددت يدا
إِنّـي أُنـاشِـدُ عِــزَّةً مَـوؤودَةً ما كـانَ في نَكَبـاتـِنـا أَنْ تُـوْأَدا مَـنْ يَرْتَـضِ اليَوْمََ المَذَلّـةَ خانِعاً لَنْ يَسْـتَرِدَّ المَسْـجِدَ الأَقْصى غَـدا آنَ الأوانُ لِـكَـيْ نُحَـرّرَ أَنْفُســاً مِنْ كُلّ حِـقْـدٍ في النّفوسِ تَجَـلَّدا فَلْنَجْـعَـلِ الأَحْـزانَ في أَحْداقِـنـا ثَـأْراً عَلـى غـازٍ أتـى مُتَوَعِّـدا وَلْنَنْـزِعِ الأَحْجارَ مِـنْ أَكْبـادِنــا وَالقَلْـبُ صَـخْرٌ إِنْ قَسـا وَتَبَلَّـدا وَلْنُطْفِـئِ النيـرانَ فيمـا بَيْنَـنـا لِنُحيـلَها وَدَمَ الكَـرامَةِ مَوْقِــدا وَنَـرُدّهـا بَأْسـاً يُدَمّـرُ بَأْسَـهُمْ وَسَيُهْزَمونَ إِذا صَدَقْنـا المَوْعِـدا هـذا نِــداءٌ لِلتّـوَحُّـدِ صـادِقٌ إنّـي مَـدَدْتُ إِلى أياديكُـمْ يَــدا