العزيز علاء..
لفت انتباهي العنوان، برقية، دلالة واضحة على حضور زماني ومكاني منذ البدء، وهذا الحضور لابد له من تأثيث سليم وقدرة فائقة على توجيهه نحو نهاية مقنعة ذات مدلول واضح.. ومن هنا جاءت القصة على شكل درامي اعتمد فيه على اسلوب الراوي حيث هو من يمسك بخيط الحدث من اوله لاخره دون ان يتدخل مباشرة في تفعيل وتقليص او تحديد مشاعر الاخر انما نقلها بصورة مباشرة وكيفما يجدها، ولذلك وجدناه من اول القصة لنهايتها يحكم قبضته على سير احداثها يرخي هنا ويشد هناك فتسر الاحداث حسب رؤاه.
لقد قسم القاص فترة الهجر الى لاثلا اطوار يمكن ان نسميها لانها بالكاد تمثل حياة وعمر، فخمسة عشرة عام ليست بالزمن القليل، وهذه الاعوام التي صنفها القاس جاءت في تعبر لنا عن مدى امكانية النفس الانسانية على تحمل رغباتها دون الوقوع في المحضور ام دون التنازل عن مسارها، واظن بان القاص بالغ في الامر اذا ما قلنا بانها صمددت عشرة اعوام تنتظر دون ان تقع، او تتنازل لكن الواقع الذي ارادنا ان نعيه القاص الزمنا بتكملة الحدث معه، ولعل الغريب في الحدث هنا ان الزوج الحالي يدرك تماما ماهية المرأة التي تزوجها، لذا جاء ردة فعله موافقا لمعرفته، عندما وصلت الرسالة، حيث استجرع الماضي وقاسه بالحاضر، وفي لحظة ما ادرك انه اختار حياته مقتنعا لذا فالاختيار يلزمه على تحمل الامر، وجاءت ردو الفعل من الزوجة متزنة مما سهل عليه الامر.
المهم ان القصة اخذتنا الى اجواء اجتماعية واثارت فينا تشاؤلات عديدة منها..هل السفر من اجل التكوين امر لازم..اذا قلنا نعم لان الحياة لم تعد سهلة وممكنة ضمن هذه الدول التي تعيش واقعا اقتصاديا سيئا بسبب غباء حكوماتها، نعود ونقول اذا هل من الانسانية ان نعلق ونخلف وراءنا روحا تتطلع لحضنا تعيش الهواجس والرغبات وتعيش صراعا مريرا بين الواقع وحياتها.. واذا ما وقعت في المحضور بسبب تجاهلنا وغيابنا الطويل نلومها..؟
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار