سلام الـلـه عليكم
إن نص " بني قومي أهيلوا عليّ التراب " , ربما أرى فيه , متوافقا مع ما أشارت إليه الأديبة سمو الكعبي , معارضة لقصيدة الشاعر مالك بن الريب بنثرية قوية , كتبت باسلوب حداثي متطور , وعلى الرغم من خلو هذه المعارضة , من عناصر المعارضة , إلا أنها توافقت مع الفكرة , التي بنيت عليها قصيدة الشاعر , ولعل الفارق بين القصيدة والنثرية , يقودني الى الاعتراف , بالنجاح الواضح واللافت , فالكاتبة بخلاف الشاعر مالك بن الريب , الذي سجّل وصف حالة واقعية يعيشها بابداع شاعري وشعري متفوق , جاءت بنص يمثّل اقتناصا , لحالة شعورية ووجدانية , استطاعت الكاتبة التعبير عنها بشكل ناجح , بل نجحت في نقل حركية النبض والتنقل بين جزئيات الشعور , ونقل صورة فقدان الترابط النفسي , لتستكمل رسم صورة للحالة , هي بين الحزن وتلاشي الاحساس بالمتابعة الحياتية , والتعلق بالأمل , وهي الحالة الفطرية الانسانية , وقد أجادت الكاتبة في تصوير الانعتاق من التشبث الفكري بالحياة , باسلوب مشوّق جدا , لترسم الحزن لوحة جميلة , وكأن فنانا يرسم من وجه دميم , لوحة فائقة الجمال .
تمنيت لو أن الكاتبة , استخدمت لغة أكثر تناغما ( هرمونية ) لرفعت عندي مدى الاحساس بالجرس الداخلي , فالنص استحوذ على اعجابي , وتمنياتي جاءت من فرط اعجاب , وليس من نقد أو شعور بضعف في النص , ومهما يكن من أمر , فإن النص يستحق الاعجاب والثناء , وهو نص ابداعي لافت جدا .
د. محمد حسن السمان